ماكينة حلاقة

  • 3/1/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ماجد الجريوي MajedAljuraywi@ لطالما كانت هناك مطالبات ومناشدات على مدى عقود، سواء من المتابعين أو المراقبين للمشهد الإعلامي، بضوابط وقيود للنشر في وسائل الإعلام التقليدية، والتي على ضوئها ومنها انبثق الكثير من سياسات النشر في عدة دول. لذا نجد في لوائح النشر الكثير من الضوابط التي تمنع ما يثير العنف أو الكراهية، وتجرم كل ما من شأنه أن يفتت النسيج الوطني لأي دولة، كما أن من الأمور المهمة والتي يشدد عليها، عدم نشر ما يعارض القيم أو يمس الأخلاقيات، أو نشر محتوى إباحي يتنافى مع قيم المشاهد وغير مناسب للأطفال. لهذا حدثت للسينما خلال عقود، أزمة كبيرة في محتواها، غير أنهم عالجوا أي محتوى غير ملائم للأطفال بالإشارة لذلك قبل بدء الفيلم، ويمنعون من مشاهدته، أي العمل وفق قاعدة (أنت تذهب للسينما وليست هي من تقتحم منزلك كحال التلفزيون). مع الفضاء الرقمي الرحب اليوم، أصبحت السيطرة على المضمون مما يصعب التحكم به، بل من ثامن المستحيلات، لذا كان توقع المراقبين محقًا بأن (المنصات الرقمية) ستكسر الكثير من الممنوعات التي كانت موجودة في الإعلام التقليدي. المفاجئ اليوم وجود وسائل يمكن السيطرة عليها، ومراجعة محتواها قبل النشر، ومع ذلك انتشرت كالنار في الهشيم من حيث التجاوزات المحرجة المفاجئة. فجميعنا نكون في غاية الاستمتاع بمقطع مرئي بمنصة يوتيوب مثلا، ونتفاجأ بإعلان يقتحم المقطع وفي منتصف انسجامنا، ويكون غير لائق ويحمل إيحاءات جنسية بالغة الإسفاف. أحدثت هذه الممارسة رد فعل مستاء من المجتمعات في فترة قصيرة، وتوقعنا أن الموضوع انتهى عند هذا الحد. لكن الأمر تطور في منصتي (تيك توك، وسناب تشات)، فأصبحنا نشاهد حملات تسويقية مغرقة، متكررة بشكل لا يطاق، وتأتيك في كل حين ومشاهير يقدمون إعلانات ترويجية لمعدات أو أجهزة تستخدم في أمور قد لا يتناسب طرحها أمام الأطفال، دون وجود أي رادع لذلك. والأبشع تلك الدلالات والرموز التي يستخدمونها في إعلانات مكائن الحلاقة، حيث باتت تثير اشمئزاز المتلقين وتشعرهم بالخوف من وجود الهواتف والتطبيقات بين أيدي أبنائهم، فهو أمر بالغ الخطورة. في العرف الإعلاني المرئي، هناك مواد إعلانية غير ملائم عرضها أمام الأطفال وحتى المراهقين، وفقًا لضوابط النشر المشار إليها أعلاه، ومنها اختيار توقيت متأخر لبث تلك الإعلانات بما يضمن عدم مشاهدة الأطفال لها، ولكن مع شبكات التواصل، الإغراق في الإعلانات على مدار الساعة، وعبر أشخاص مؤثرين جديرين بالثقة والمصداقية من قبل فئة كبيرة من المجتمع.

مشاركة :