تحولت كنيسة "القديس جورج" التاريخية في مدينة إسكندرون بولاية هطاي جنوبي تركيا، إلى مخزن مؤقت للمساعدات الإنسانية المخصصة لإغاثة منكوبي الزلزال. ويعود تاريخ بناء الكنيسة التي أصيبت بأضرار طفيفة جراء الزلزال المزدوج في 6 فبراير/ شباط الماضي، إلى عام 1585 ميلادية. وتسبب الزلزال بشقوق في الجدران الداخلية للكنيسة، إلا أن ذلك لم يمنع القائمين عليها من استخدامها مخزنا للمساعدات القادمة لإغاثة منكوبي الزلزال. وللاطلاع أكثر على هذه المبادرة الإنسانية، التقت الأناضول رئيس وقف الفقراء في كنيسة الروم الأرثوذكس، جيم تيمور. وقال تيمور إن المنطقة استقبلت مساعدات إنسانية "ضخمة" من داخل وخارج تركيا. وأوضح أن القائمين على الكنيسة قرروا استخدامها كمخزن للمساعدات، خصوصا بعد إغلاقها أمام المصلين إثر وقوع كارثة الزلزال. وأشار أن الكنيسة تعرضت سابقا لأضرار في زلازل ضربت المنطقة في أزمنة مختلفة؛ إلا أنها رُممت في كل مرة واستطاعت الصمود طوال 438 عاما منذ بنائها. وأفاد تيمور أن زلزال فبراير الأخير كان له "أثر مدمر على الكنيسة أكبر من الزلازل السابقة". ** ثقافة العيش المشترك ونوّه تيمور إلى أن القائمين على الكنيسة يقدمون 3 وجبات يوميا لمتضرري الزلزال منذ الأيام الأولى لوقوع الكارثة. وأشار أن الوجبات قدمت في البداية بباحة الكنيسة، لكن تم الانتقال لاحقا إلى موقع آخر حفاظا على سلامة الوافدين وتحسبا لاحتمال حدوث انهيارات في الكنيسة. وأضاف: "أعتقد أن خدمة الناس تعد أقدس واجب في كارثة كهذه، ففي هذه الظروف لا فرق بين كنيسة أو مسجد أو بين دور عبادة وأي مكان آخر، وبتصوري فإن هذه مهمة سامية لأنها تخدم الإنسان". ومشيرا إلى مغادرة قسم كبير من سكان إسكندرون إلى مناطق أخرى بعد الزلزال، أعرب تيمور عن ثقته بعودة الحياة الطبيعية إلى المنطقة "في أقرب وقت، بفضل الجهود الحكومية وتكاتف الشعب مع الدولة". "نعيش في المنطقة على ثقافة العيش المشترك في أعلى مستوى، فهذه الأرض لنا؛ وهي وطننا، ولدنا فوق ثراها، وترعرعنا وسنموت فيها"، أضاف تيمور. وفي 6 فبراير/ شباط المنصرم، ضرب زلزال مزدوج جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجات والثاني 7.6 درجات، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف معظمهم في الجنوب التركي، إضافةً إلى دمار هائل. ولحق ذلك الزلزال بعد أسبوعين هزة أرضية بقوة 6.4 درجات ضربت منطقة "دفنة" قرب مدينة أنطاكيا وأودت بحياة 3 أشخاص. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :