وتقيم الهند التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين، علاقة صداقة قديمة مع موسكو وامتنعت عن إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا. كما أن نيودلهي من كبار مستوردي المعدات العسكرية من موسكو وزادت منذ عام وارداتها من النفط الروسي مقابل حد الدول الغربية من إمداداتها الآتية من روسيا. وفي مؤشر إلى الانقسامات داخل مجموعة العشرين، حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأنه لا يعتزم لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال مودي في كلمة مسجلة مسبقا خلال افتتاح اجتماع لوزراء خارجية العشرين "علينا أن نقرّ جميعا بأن النهج التعددي في أزمة اليوم". وتابع أن "تجربة السنوات القليلة الماضية، الأزمة المالية والتغيّر المناخي والجائحة والإرهاب والحرب، تُظهر بوضوح أنّ الحوكمة العالمية فشلت". وتود الهند التركيز خلال رئاستها لمجموعة العشرين هذه السنة على مسائل مثل الحد من الفقر ومكافحة الاحترار المناخي، غير أن الحرب في أوكرانيا طغت حتى الآن على النقاط الأخرى المدرجة على جدول الأعمال. وقال مودي "لدينا جميعنا مواقفنا ووجهات نظرنا حول طريقة تسوية نقاط التوتر هذه. نتحمل أيضا كاقتصادات كبرى في العالم مسؤولية تجاه الذين ليسوا في هذه القاعة". "حرب قذرة" ودعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الخميس في نيودلهي مجموعة العشرين إلى "الرد بوضوح" مثلما فعلت خلال قمة بالي العام الماضي، على الغزو الروسي لأوكرانيا وإظهار "حس بـ+المسؤوليات المشتركة+ وليس شرذمة ومعارضة منهجية". وأكدت كولونا في كلمتها أمام مجموعة العشرين أنها "حرب قذرة لا سيما أنها تجري في انتهاك لكل قوانين الحرب ومبادئ الإنسانية البسيطة". وأعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأربعاء عن ثقته بأن الهند ستغتنم الاجتماع لـ"توضح لروسيا أن هذه الحرب يجب أن تتوقف". وقال بوريل للصحافيين إن "نجاح الاجتماع سيقاس بما سنتمكن من القيام به على هذا الصعيد". وعلى هامش المناقشات، سيجري وزير الخارجية الأوروبي محادثات مع وزير الخارجية الصيني كين غانغ في وقت تتهم الولايات المتحدة الصين بأنها تبحث في مسألة إمداد موسكو بالأسلحة، وهو ما تنفيه بكين. "على شفير الكارثة" وسيكون الاجتماع المرة الأولى التي يوجد فيها بلينكن ولافروف في القاعة نفسها منذ اجتماع مجموعة العشرين في بالي في تموز/يوليو الماضي. ويعود آخر لقاء على انفراد بينهما إلى كانون الثاني/يناير 2022 قبل أسابيع من غزو أوكرانيا. وسيغتنم لافروف مشاركته في الاجتماع لانتقاد الغرب، وفق ما جاء في بيان صادر عن وزارته. وجاء في البيان الصادر الثلاثاء أن "سياسة الولايات المتحدة وحلفائها المدمرة أوصلت العالم من قبل إلى شفير الكارثة، وتسببت بتراجع النمو الاجتماعي الاقتصادي وفاقمت بصورة خطيرة وضع الدول الأكثر فقرا". ويعقد اجتماع وزراء خارجية الدولة العشرين بعد اجتماع السبت لوزراء المال لم يتمكنوا خلاله من الاتفاق على بيان مشترك بسبب خلافات في وجهات النظر حول الحرب في أوكرانيا. والصين وروسيا هما الدولتان الوحيدتان في مجموعة العشرين اللتان لم توافقا على فقرات من الوثيقة تشير إلى "الحرب في أوكرانيا".
مشاركة :