أوضح ذلك المهندس ماجد ابوزاهرة يعتبر شهر مارس من الشهور الجميلة لمراقبي النجوم في الوطن العربي والنصف الشمالي من الكرة الأرضية مع بداية نسائم فصل الربيع التي تلوح في الأفق بالرغم من ان نفس نجوم الشتاء ما تزال تزين قبة السماء، أما بالنسبة للقاطنين في النصف الجنوبي من كوكبنا سينتهي الصيف لتبدأ الليالي الطويلة. لعل الحدث الرئيسي في شهر مارس هو اقتران الزهرة والمشتري مطلع الشهر والذي يعتبر أفضل اقتران بين كوكبين خلال هذا العام حيث سيشهدان في الشفق المسائي باتجاه الأفق الغربي حيث ستكون المسافة الظاهرية بينهما نصف درجة فقط وسيكون كوكب الزهرة أكثر إشراقًا من كوكب المشتري. هناك اقتران نادر إلى حد ما في 30 مارس بين كوكب الزهرة والكوكب الخافت أورانوس بداية الليل بالافق الغربي حيث سيفصل بينهما أقل من درجة ونصف -; علمًا بان رؤية أورانوس بالعين المجردة ممكنة من موقع مظلم للغاية وان يكون الراصد حاد البصر او باستخدام تلسكوب صغير أو منظار لمشاهدة أورانوس خاصة عندما يكون منخفضًا في الأفق. كوكب أورانوس يبعد أكثر من 3 مليارات كيلومتر ميل والشيء الرائع أنه يمكن رصد الكوكبين في نفس مجال الرؤية باستخدام عدسة منخفضة التكبير حيث سيكون كوكب الزهرة على شكل أحدب وسيظهر أورانوس كنقطة خافتة ذات لون أخضر مزرق عبر المنظار أو تلسكوب صغير. إضافة لذلك سيكون هناك اقتران للمريخ مع العنقود النجمي المفتوح (ميسييه 35) في التوأمان بين 29 و 31 مارس حيث سيفصل بينهما أقل من درجتين ويمكن رؤيتهما بسهولة في مجال رؤية تلسكوب صغير بتكبير المنخفض. طبعًا مارس هو شهر الاعتدال الربيعي والبداية الفلكية لفصل الربيع في النصف الشمالي للكرة الأرضية والخريف في النصف الجنوبي، حيث يصادف الاعتدال هذا العام في 20 أو 21 مارس اعتمادًا على الموقع الجغرافي على الأرض حيث النهار والليل على حد سواء بطوال حوالي 12 ساعة لكل منهم، ومن ذلك الحين وحتى أواخر يونيو في النصف الشمالي للكرة الأرضية، ستزداد ساعات النهار حيث يزداد ارتفاع الشمس أعلى وأعلى في السماء. لذلك ستقصر ساعات الليل لذا استفد إلى أقصى حد من ليالي مارس الطويلة، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في النصف الجنوبي ، يمثل الاعتدال بداية أمسيات أطول مع المزيد من الوقت للاستمتاع بعجائب الكون. ستقدم المجموعات النجمية الرائعة التابعة لفصل الشتاء عرضًا رائعًا طوال الشهر حيث تهيمن على الافق الجنوبي الغربي بداية الليل (اما في النصف الجنوبي لكوكبنا ستكون في الأفق الشمال الغربي)ومع ذلك فهي تستعد للرحيل. نجوم الجوزاء (الجبار اورايون) أبرز نجوم الشتاء وتحيط بها مجموعات نجمية ساطعة تشمل الثور وممسك الاعنه والكلب الاكبر والكلب الاصغر والتوأمان. المريخ يتحرك مبتعدا عن الأرض ولكن لا يزال بإلامكان رؤية لونه الأحمر والبرتقالي بالعين المجردة ولكن نظرًا لأنه كوكب صغير والآن على بعد 160 مليون كيلومتر فهو ليس هدفًا للتلسكوبات. النجوم الثلاثة الساطعة المتتالية التي تشكل حزام الجوزاء (الجبار اورايون) التي ترصع السماء توجد تحتها ثلاثة نجوم خافتة متتالية تحدد سيف الصياد. النجم الأوسط هو سديم الجبار وهو يبدو للعين المجردة مثل “نجم ضبابي” ومنظره رائع عبر التلسكوب رائع بل حتى عبر منظار صغير فأنت تشاهد سحابة عملاقة من غاز الهيدروجين تتشكل النجوم بداخلها، سيتطلب السفر إلى هناك رحلة تستغرق أكثر من 1,300 سنة ضوئية، والسنة الضوئية الواحدة تساوي ما يقرب من 9.5 تريليون كيلومتر، وباستخدام تلسكوب صغير يمكن كذلك رؤية مجموعة ضيقة من أربعة نجوم داخل سديم الجبار يطلق عليها اسم عنقود ترابيزيوم (المعين) لأنها مرتبة في نمط شبه منحرف ضيق. بالنظر إلى الأفق الشمال في النصف الشمالي ، توجد نجوم الدب الاكبر ، ،وبالقرب منها نجوم الدب الاصغر الخافتة التي تضم نجم بولاريس (الجدي) المعروف أيضًا باسم نجم الشمال في نهاية مقبض الدب الأصغر. يوجد نجم بولاريس الجدي مباشرة فوق القطب الشمالي الأرضي للأرض لذا يبدو أن جميع النجوم في النصف الشمالي للكرة الارضية تدور حول نجم الشمال كل 24 ساعة وذلك بسبب دوران الأرض حول محورها. يهيمن على السماء الجنوبية بالنصف الجنوبي عمود شاهق من الضوء الخافت المرقط بالظلام -; شريط مجرتنا درب التبانة. تنتشر العشرات من النجوم الساطعة ذات الألوان الزاهية عبر مجرة درب التبانة مكونة الأبراج مثل الصليب الجنوبي و الشراع و الكوثل. ابحث عن الثريا الجنوبية (عنقود القاعدة) في كوكبة القاعدة ، أيضًا في هذا الجزء من السماء ، وكرة شديدة الكثافة من النجوم أوميغا قنطورس في كوكبة قنطوروس. أوميغا قنطورس واحدة من العناقيد النجمية الكروية القليلة التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة لكنها استثنائية عند رصدها عبر المناظير والتلسكوبات الصغيرة. خلال وقت مبكر من سماء المساء الشرقية تشاهد أولى نجوم الربيع الرئيسية في النصف الشمالي (خريف النصف الجنوبي) ، وهي نجم الأسد والتي تضم النجم المتوسط اللمعان قلب الأسد وليس بعيدًا جدًا عن هذا النجم الساطع ستجد الكوكب القزم سيريس في كوكبة الهلبة. سيصل الكوكب القزم سيريس إلى التقابل في 21 مارس حيث يصل لمعانه إلى (+6.9) ولن يظهر سيريس أكثر من مجرد بقعة ضوء لكنه الكوكب القزم الوحيد في حزام الكويكبات الرئيسي مما يجعله هدفًا مثيرًا للاهتمام. مع استمرار شهر مارس سترتفع نجوم الأسد أعلى وأعلى في السماء بداية المساء في حين أن نجوم الجوزاء (الجبار اورايون) ستبدأ في الانخفاض نحو الأفق الغربي، كما لو أن الأسد يطارد الصياد في سماء الليل وهذا بسبب مدار الأرض حول الشمس، حيث يبتعد الجانب الليلي من الأرض تدريجيًا عن اتجاه الفضاء حيث توجد نجوم الجوزاء (الجبار اورايون) نحو المجموعات النجمية الربيعية الغير النابضة بالحياة لذلك استمتع بنجوم الشتاء بينما لا تزال الفرصة متاحة. اضافة في هذا الشهر سيكتمل القمر بدرًا في 7 مارس لشهر شعبان لذلك مع اقتراب هذا التاريخ ولعدة ليالٍ بعد ذلك فإن ضوء القمر الساطع في سماء المساء سيجعل من الصعب مشاهدة النجوم. هلال القمر الجديد لشهر رمضان المبارك في 23 مارس سيكون بين كوكبي المشتري والزهرة بإتجاه الأفق الغربي خلال فترة الغسق المسائي وبحلول المساء التالي سيكون هلال القمر أكثر إضاءة وبالقرب من كوكب الزهرة، وخلال الفترة بين 27 و 29 مارس سيمر قمر التربيع الأول تقريبًا قرب كوكب بالمريخ عالياً في السماء. استمتعوا بليالي مارس والقاء نظرة الوداع على نجوم الشتاء التي تنسحب تدريجياً من السماء. 📱يمكن الاستعانه ببرنامج او تطبيق ستيلاريوم المجاني لتحديد موقع الكواكب والنجوم بشكل دقيق في السماء يوما بعد يوم. البرنامج للحاسوب : https://stellarium.org/ التطبيق للهاتف : https://apps.apple.com/…/stellarium-mobile…/id1458716890
مشاركة :