الكويت - تعرض طاقم عمل المسلسل الكويتي "السجين النصاب" الذي يتم بثه منذ التاسع من فبراير/شباط على منصة "شاشا" الإلكترونية للإحالة إلى النيابة العامة وذلك بسبب تطرقه إلى رموز الدولة ومواطنيها وفقا لوزارة الإعلام الكويتية. وتدور أحداث المسلسل حول قصة شاب حاد الذكاء يمتلك العديد من المهارات يستخدمها في النصب على المشاهير والسياسيين لكسب ملايين الدنانير وينجح في الإفلات من دكتور متخصص في علم الجريمة استعانت به الشرطة للإمساك به. وأثار العمل جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بين مواطنين يرون فيه تعبيرا واضحا عن سياسة يهودية ماسونية وآخرين يدافعون عن حرية التعبير والفن. وكتبت صحيفة المجلس عبر موقعها على تويتر أنه بعد اتهام الناشط السياسي جمال الساير مسلسل السجين النصاب بأنه عمل ماسوني ويهودي يؤكد مصدر في وزارة الإعلام بأن العمل الذي تم عرضه على منصة شاشا الكائن مقرها في لندن لا يمت للوزارة بأي صلة. وأوضحت وزارة الإعلام في بيان أنها قامت بالتواصل مع كافة المسؤولين في الجهات المعنية لإبداء "الاستياء من العمل" المعروض على إحدى المنصات الخليجية والتأكيد على "ضرورة إيقاف بثه على المنصة" عملا بالموقف الخليجي والمواثيق المشتركة في هذا الخصوص، مبينة أنها "بدأت في الإجراءات القانونية تجاه طاقم العمل الكويتي المشاركين في المسلسل". وأعربت الوزارة، الأربعاء، عن "رفضها القاطع" للتعرض لأي مكون من مكونات المجتمع الكويتي من رموز ومواطنين ومقيمين في أي عمل إعلامي لأي غرض كان. ودعت الجميع من منتجين ومؤلفين وفنانين إلى "وضع احترام سيادة الدولة الخليجية ومكوناتها نصب أعينهم خلال إنتاجهم لأعمالهم الدرامية والبعد عن ما قد يكون سببا في ضرب الوحدة الخليجية ويعكر صفو العلاقات الأخوية المتجذرة"، مشددة على أن مثل هذه الأعمال "مرفوضة شكلا ومضمونا". ويقول وزير الإعلام الكويتي عبدالرحمن المطيري "لن نسمح لأحد بتجاوز القانون مهما كان ومن يرد أن يأتي بأعمال فيها قلة أدب فليذهب بعيدا عن الكويت ومجتمعها"، محيلا طاقم عمل "السجين النصاب" إلى النيابة العامة بعد انتشار مقطع فيه تشويه لنساء الكويت، وفقا لموقع "إي تي بالعربي". لكن رغم موجة الاستياء هذه وتصدّر هاشتاغ "السجين النصاب" الترند على تويتر وتفاعل عدد كبير من المغردين مع قرار وزير الإعلام الكويتي، فإن الكثير من النشطاء دافعوا عن المسلسل، معتبرين أن أحداثه حقيقية ومقتبسة من قصص حقيقية، مطالبين بحماية حرية الفن والأدب. وقالت مغردة تدعى دلال المسلّم وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة في الشرق الأوسط "أحب الجرأة في الطرح وخصوصا عندما يتم أخذ قصص من المحاكم الكويتية.. نريد أكثر قصص وضحايا حقيقيين". وذكرت ناشطة أخرى على تويتر باسم إقبال الزرقي وهي طبيبة نسائية وباحثة أنه "عندما تتحكم الرقابة في الفن والأدب ويطارد شبح السجن والانتقام كل من يقدم إبداعا لن يكون هناك أي فن حقيقي أو أدب حقيقي!، علما بأن أحداث المسلسل حقيقية!". وحقق مسلسل "السجين النصاب" وهو من تأليف فيصل البلوشي وإخراج محمد دحام الشمري والذي شارك في بطولته نخبة من النجوم الشباب منهم عبدالله السيف وشهاب جوهر وشوق الهادي وأحمد النجار وريم النجم وشيماء سليمان، ضجة كبيرة وردود أفعال واسعة بعد عرضه على منصة شاشا. وأكدت مغردة تدعى "حوراء" "والله العظيم أول مرة أسهر إلى ساعة متأخرة وأشاهد مسلسل قوي وجدي.. وقصة حقيقية يستحق الإشادة". والمسلسل مستوحى من قصة حقيقية صاحبها يقضي حاليا عقوبة السجن، وقضيته تم نشرها في الصحف المحلية. وكانت منصة "شاشا" حمست جمهورها لمتابعة العمل بوصفها أحداثه بأنها "مثيرة وخطيرة وتدور في إطار دارما الإثارة حول قصة مجرم يبتكر أساليب جديدة للنصب على ضحاياه.. وسائل عدة للنصب على المشاهير والسياسيين لكسب ملايين". ويبدو أن المنصة مستمرة في تحدي البلبلة التي أثيرت حول العمل، حيث وعدت متابعيها عبر خاصية الستوري على حسابها بإنستغرام ببث الجزء الثاني من المسلسل واصفة إياه بـ"الإبداع على مستوى عالمي"، كما أعادت نشر بعض التغريدات الداعمة للعمل. إلا أن موقع "إي تي بالعربي" قال إن منصة شاشا تتجه إلى حذف المسلسل من جميع تطبيقاتها ومنصاتها.