أثارت تصريحات وكيل وزير الدفاع الأمريكي للشؤون السياسية كولن كال المخاوف من أن إيران يمكنها حاليا أن «تنتج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية واحدة في نحو 12 يوما»، وهو ما يضع العالم على المحك في مواجهة الخطر الكبير الذي يواجه منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص والعالم بشكل عام.أصبح نظام الملالي يتحدث بوضوح عن تخصيب اليورانيوم بمستويات قريبة من صنع سلاح نووي، ولم يعد الأمر في الخفاء، ودقت المنظمة الدولية للطاقة النووية والذرية ناقوس الخطر، في ظل العمليات المشبوهة التي تقوم بها طهران.وفيما تسعى إيران لإكمال المفاوضات في فيينا، لإحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن في 2015، يرى المراقبون أنها محاولة للحصول على مزيد من التنازلات خلال المفاوضات مع الولايات المتحدة.تهديد للعالمويحذر محللون من إيران يمكنها أن تصل إلى نقطة في برنامجها النووي، مثلما فعلت كوريا الشمالية قبل نحو 20 عاما، حيث قررت أن الحصول على السلاح النووي يفوق أي عقوبات دولية أخرى، ويخشون أن يسير نظام الملالي على نفس النهج الكوري الشمالي، ويصبح وجوده تهديدا حقيقيا للعالم.ويقول المسؤول الأمريكي كولن كال خلال جلسة استماع بلجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي إن «التقدم النووي الإيراني منذ خروجنا من الاتفاق النووي كان ملحوظا» بحسب ما نقلت «سي.أن.أن» فيما يعد التقدير الزمني الذي قدمه المسؤول الأمريكي هو التوقيت الأكثر تحديدا الذي قدمته الإدارة الأمريكية مؤخرا فيما يسمى بـ»زمن الاختراق» لإيران، وهو مقدار الوقت الذي ستحتاجه لإنتاج مادة انشطارية كافية لصنع قنبلة نووية، وكانت إدارة جو بايدن حذرت مرارا وتكرارا من أن زمن الاختراق تضاءل إلى أسابيع.ناقوس الخطرودقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ناقوس الخطر بقوة في بيان أصدرته أمس الأول، وأشارت إلى أنها عثرت على جزيئات من اليورانيوم عالي التخصيب في إيران والذي يقترب من المستوى اللازم لإنتاج أسلحة نووية، وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي رسميا وللمرة الأولى إن مستوى نقاء اليورانيوم يبلغ 83.7%، وهو أقل بقليل من مستوى 90% اللازم لتصنيع أسلحة نووية.وتم اكتشاف آثار اليورانيوم في يناير خلال عملية تفتيش في منشأة فوردو النووية لتخصيب اليورانيوم، وأوضحت السلطات الإيرانية للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ارتفاع مستوى التخصيب نتيجة «تذبذبات غير مقصودة».وأشار جروسي في يناير الماضي إلى أن إيران لديها بالفعل ما يكفي من اليورانيوم المخصب للعديد من الأسلحة النووية إذا تم تخصيب المواد بدرجة أعلى، ووفقا للتقرير فإن إيران تمتلك، من بين أشياء أخرى، ما يقرب من 435 كجم من اليورانيوم بنسبة 20%، بزيادة قدرها 48 كجم عن التقرير الفصلي السابق في نوفمبر الماضي.العتبة النوويةولا تزال الإدارة الأمريكية تريد حل هذه المشكلة دبلوماسيا وإعادة فرض القيود على برنامجها النووي، وتعده أفضل من الخيارات الأخرى، إلا أن الاتفاق النووي الإيراني «معلق» جزئيا لأن «سلوك إيران قد تغير منذ ذلك الحين، على الأقل بخصوص دعمها لروسيا في حرب أوكرانيا، لذلك لا أعتقد أننا نقترب من إعادة إحياء الاتفاق».وقال مستشار المرشد الأعلى الإيراني كمال خرازي في وقت سابق من الشهر الماضي إن إيران تمكنت في غضون أيام قليلة من تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% ويمكنها بسهولة إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 90% وهي العتبة اللازمة لصنع القنبلة النووية وبدأت بعدها أوساط رسمية وإعلامية إيرانية بالحديث عما يعرف بـ «إعلان خرازي».وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي «إيران تمتلك القدرة التقنية على صنع قنبلة ذرية، لكن لا توجد مثل هذه الخطة على جدول الأعمال».وفي وقت لاحق قالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن تصريحات إسلامي تلك أسيء فهمها.تحذيرات الخبراءوتحذر وكالة أسوشيتد برس الأمريكية من أن التهديد الإيراني، يحمل وزنا أكبر من الآخرين لأنه عمل بشكل مباشر مع وكالات الدفاع الإيرانية المرتبطة بالبرنامج النووي العسكري الإيراني، فيما تشير آخر الأرقام الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران تمتلك مخزونا من اليورانيوم المخصب يصل لنحو 3800 كجم وهو ما يقربها بشكل كبير من إنتاج قنبلة نووية في غضون أيام أو شهر واحد على أبعد تقدير.والأمر الأكثر قلقا بالنسبة للخبراء أن إيران تقوم الآن بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60% وهو مستوى لم تصل إليه من قبل، وبالتالي لم يعد يفصلها عن عتبة الـ90% سوى خطوة فنية صغيرة، ويحذر الخبراء من أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإعادة معالجته وتحويله إلى وقود لصنع قنبلة نووية واحدة على الأقل.أكاذيب خامنئيوفيما أشار دبلوماسيون إيرانيون إلى الفتوى التي أصدرها المرشد الأعلى علي خامنئي عام 2003، تحرم إنتاج الأسلحة النووية، يؤكد آخرون أنها لا تخرج عن كونها أكاذيب تشبه الكثير من التصريحات والفتاوى السابقة له، واستشهدوا بفتاوى أصدرها المرشد الإيراني السابق بعد توليه السلطة وكانت تختلف تماما عن تلك التي أصدرها قبل ذلك وهذا يمكن أي شخص يخلف خامنئي، البالغ من العمر 83 عاما، أن يصدر فتاوى خاصة به لمراجعة تلك الفتاوى التي صدرت سابقا.وزاد مخزون اليورانيوم المخصب في إيران بنسبة 60% بمقدار 25 كجم ويبلغ حاليا أقل بقليل من 88 كجم.هل اقتربت إيران من النووي؟ 90% عتبة الوصول لإنتاج قنبلة نووية 83.7% ما وصلت له طهران الآن 435 كجم من اليورانيوم تملكها طهران 48 كجم زادتها عن نوفمبر الماضي
مشاركة :