استضافت أسبوعية الدكتور عبد المحسن القحطاني، الإعلامي والإذاعي عدنان محمد صعيدي؛ لإلقاء محاضرة بعنوان “الإذاعة لا تشيخ”، وقد أدار الأمسية الإعلامي محمد الراعي؛ الذي بدأها بالتعريف بالضيف حيث أشار إلى أنه من مواليد مكة المكرمة، بدأت أول تجاربه مع الإذاعة المدرسية بتلاوة القرآن، ثم بعض الفقرات التي عززت من تعلقه بهذا المجال، ثم بدأت المدرسة الاستعانة به في بعض حفلات إدارة التعليم؛ وكان بعض المعلمين يشجعونه ويدعمونه؛ وفي المرحلة المتوسطة التحق بجمعية الإذاعة؛ وعين المدرس المسئول رئيساً للجمعية؛ وخلال هذه المرحلة تدربَّ على فن الحوار والإذاعة الخارجية. حاصل على بكالوريوس تخصص إعلام – شعبة صحافة؛ ضمن الدفعة الأولى لقسم الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1980، التحق بالعمل الإذاعي مذيعاً متعاوناً عام1976م، عُيّن بعد تخرجه في الجامعة باحثاً في وزارة الإعلام 1980م، تمّت إعارته إلى شبكة راديو وتلفزيون العرب (ART)؛ للعمل مساعداً لمدير عام الإنتاج في السعودية من عام 1995 إلى نهاية عام 1997م، عُيّن مديراً لإذاعة نداء الإسلام عام 2006م، عُيّن مديراً للبرامج بإذاعة الرياض عام 2011، ثمّ كُلّف في نفس العام الإشراف على إذاعة نداء الإسلام، ترأس لجنة الحج في الإذاعات السعودية. أعدّ وقدّم أول برنامج إذاعي مباشر على الهواء في تاريخ الإذاعة السعودية “برنامج رحلة على الهواء” عام 1998م، أعدّ وقدّم أول برنامج تسويقي لجدة مباشرة على الهواء “برنامج تعالي معي إلى جدة”. عام 1999، أسس وأشرف وأعدّ صفحتي “ديجيتال” في جريدة “البلاد”؛ وهي أول صفحتين خصصتا للإذاعة والتلفزيون السعودي في الصحافة السعودية عامي 2005، 2006م، المؤلفات: أصدر كتابه الأول في النقد الإذاعي والتلفزيوني “على الموجة القصيرة” في طبعتين عام 2014م، ثم كتاب “على موجة الطويلة”؛ و”على الموجة المتوسطة”، ثم دور الإذاعة في التوعية في الحج، ودور الإذاعة في التوعية الصحية” و”حسين العسكري” على أثير الوفاء. ثم انتقل الحديث للمضيف الدكتور عبد المحسن القحطاني ليقدم كلمته الترحيبية، حيث بدأها بالإشارة إلى أن عدنان صعيدي لم يتعامل مع الإذاعة كمهنة أو وظيفة؛ بل هي عشقه التي بدأت قصة حبه لها وهو في الخامسة الابتدائية؛ والتي كتب لها ثلاثية عشق بثلاثة كتب على موجاتها الثلاث، وهذا الرجل مثال الإنسان الذي يعيش معطاءً لفكرته منافحًا ومكافحًا؛ فهذا العاشق للإذاعة عمل فيها وكتب عنها وحاضر بشأنها؛ وهو الآن ممن يدعمون بقاءها وتطويرها. ثم بدأ عدنان صعيدي حديثه بأن الإذاعة هي وسيلة إعلام الشعوب على المستوى العالمي، وتظل الإذاعة الوسيلة الإعلامية الأوسع انتشارًا. وتعني قدرتها الفريدة الوصول إلى جمهور واسع وتشكيل تجربة المجتمع في التنوع، وخلق ساحة للجميع للتعبير عن آرائهم وتمثيلهم وإسماع صوتهم، وكان للإذاعة دورها في التربية والتوعية والتوجيه الاجتماعي، وكانت مصدر التنوير حتى للأميين؛ كما أسهمت بتنشيط الحراك الثقافي في المجتمع بما قدمته للثقافة من برامج ومتابعات وتغطيات، ثم عرض المحاضر على حضور الأمسية نماذج صوتية ومقاطع مختارة من برامج إذاعية شهيرة؛ تركت آثارًا لا تمحى في ذاكرة أجيال الشعب السعودي المتعاقبة. واستأنف أن أهمية الإذاعة تكمن في الاتصال والتواصل وتبادل المعلومات والأخبار والأفكار؛ بوصفها تقنية زهيدة الثمن لبث الأخبار وتلقيها، ووسيلة ملائمة للوصول إلى المستمعين سواء على الصعيد العالمي أو الوطني أو المحلي، وتسهم إسهاما مميزا في التوعية في المناطق التي ترتفع فيها معدلات الأمية، بالإضافة إلى أنها الوسيلة المتاحة للكثيرين في العالم. وأضاف عدنان قائلاً: تختلف الإذاعة عن باقي الوسائل الإعلامية، كونها تخاطب عقول السامعين بمختلف مستوياتهم الثقافية من أطفال؛ وشباب ومثقفين وأميين، وقد بدأ أول بث إذاعي في المملكة مساء يوم الأحد التاسع من شهر ذي الحجة عام 1368هـ الموافق الأول من شهر أكتوبر عام 1949م وهو يوم الوقوف على صعيد عرفات بموسم الحج، فقد انطلق في ذلك اليوم أول إرسال للإذاعة السعودية وأول صوت للمملكة العربية السعودية قائلاً: (هنا مكة المكرمة)، وذلك حينما افتتحت الإذاعة إرسالها في حج ذلك العام بكلمة من الملك عبد العزيز آل سعود لحجَّاج بيت الله الحرام، ألقاها نيابة عنه ابنه الأمير فيصل (الملك فيصل بن عبد العزيز لاحقاً). وقد أنشئت أول محطة إذاعية في العالم في بريطانيا عام 1920 ميلادية، وبعد مرور أكثر من 100 عام على أول بث إذاعي، لا يزال الراديو وسيلة إعلامية اساسية في أنحاء العالم كافة، ولم ينحسر دوره أو ينزوي، فقد بسط الراديو سلطانه، ليس فقط عبر الأثير، بل على الفضاء الافتراضي أيضا، فأصبح بإمكان جماهيره الاستماع إلى مئات المحطات الإذاعية دون الحاجة إلى مذياع، عبر الإنترنت، ومن خلال تطبيقات على أجهزة الهواتف الذكية، والأجهزة الإلكترونية المحمولة، أي أن الراديو قد عرف كيف يستفيد من ثورة التكنولوجيا الرقمية إلى حد كبير، إذ جعلت تلك التكنولوجيا أدوات الإذاعة والتسجيل أصغر، وأخف وزنا. وختم الضيف محاضرته بقوله إن الإذاعة لا تزال تحتل مكانة بارزة بالنسبة للجمهور، لا شيء يمكن أن يحل محل الإذاعة أو يلغي دورها، بالرغم من التطورات التكنولوجية الكبيرة، والتي وفرت بدائل اتصالية عديدة لأفراد الجمهور، والسبب في ذلك يعود إلى الخصائص التي تتميز بها الإذاعة عن غيرها من الوسائل الأخرى، وقدرتها على التجدد، والتأقلم مع المتغيرات المختلفة، فالإذاعة تعتبر من أهم مصادر التغير والتأثير الاجتماعي، وعلى الرغم من تطور وتنوع وسائل الاتصال، كما أن الإذاعة تواكب عصر التطور والسرعة فيمكنك إيجادها على جميع الأجهزة الالكترونية. فالإذاعة كوسيلة إعلام لن تموت كما أنها لا تشيخ، حتى وإن لاحظنا فعليًا تراجعًا كبيرًا في عدد من يتعاطى مع هذه الوسيلة عبر المذياع التقليدي، فمعظم الإذاعات وعلى غرار الصحف والشبكات التليفزيونية تكيفت مع المعطى التكنولوجي. مما جعل البث الإذاعي بات يشكل أيضا وسيلة فعالة تتلاءم مع طبيعة الجمهور المعاصر. ثم فُتح باب الحوار للمداخلين، حيث شارك فيه مجموعة من الحضور منهم: سعود الشيخي، د. أشرف سالم، غياث عبد الباقي، م. سعيد فرحة الغامدي، م. معين عثمان، محمد علي قدس مشعل الحارثي، د. محمد سالم الغامدي، أمين فارسي، د. مبارك الحازمي. وفي الختام قامت الأسبوعية كعادتها بتقديم شهادتي تكريم لضيفي الأمسية، قدمها “أ. د. مبارك الحازمي” للمحاضر، والأستاذ “عبد الخالق الزهراني” لمقدم الأمسية.
مشاركة :