توقعات الاقتصاد الكلي في أمريكا «2 من 2»

  • 3/1/2023
  • 23:39
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

من وجهة نظر تاريخية أوسع نطاقا، فقد كانت هناك ست مراحل من التضخم الأمريكي أعلى من 5 في المائة في القرن الـ20. جاءت المرحلة الأولى خلال الحرب العالمية الأولى، لكن هذا التضخم تحول إلى انكماش كبير وركود عميق قصير الأجل، وذلك بسبب ما قرر ميلتون فريدمان، لاحقا، أنه كان بمنزلة زيادة مفرطة في أسعار الفائدة "من 3.75 إلى 7 في المائة" من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. كانت هناك مرحلة أخرى خلال الحرب العالمية الثانية، عندما تم كبح التضخم من خلال ضوابط الأسعار. وبرزت المرحلتان التاليتان بعد الحرب العالمية الثانية وبعد الحرب الكورية، عندما أثبت التضخم أنه مجرد حدث عابر وتلاشى بسرعة دون تشديد نقدي كبير. وجاءت المرحلتان الأخيرتان لتعريف السبعينيات، مع تأثر مرحلة التضخم الأخيرة في النهاية بالركود العميق عقب الزيادات الهائلة في أسعار الفائدة التي قام بها بول فولكر، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي. سواء أدرك الجميع ذلك أم لا، فإن كل شخص يدلي بالحجج حول المسار المحتمل للتضخم القائمة لا يجادل انطلاقا من المبادئ النظرية، بل من المقارنات التاريخية التعسفية. وعلى غرار أستاذي السابق أوليفييه بلانشارد، يرى البعض السبعينيات على أنها أفضل قياس. لكن في حين أن هذا قد يكون صحيحا، إلا أن حجتهم ضعيفة. جاء تفشي التضخم في 1974 بعد موجة تضخمية سابقة غيرت التوقعات. فبحلول 1973، كان الناس يتوقعون أن يظل معدل التضخم، في غياب الركود، على ما كان عليه في العام السابق ـ إن لم يكن أعلى قليلا. في المقابل، لا أرى أي دليل اليوم يشير إلى أن توقعات التضخم في الولايات المتحدة أصبحت غير ثابتة. علاوة على ذلك، لا تزال معدلات التوظيف في الولايات المتحدة أقل بنحو 7.3 مليون وظيفة عن الاتجاه الذي كانت عليه قبل اندلاع الجائحة. وفي مقال حديث، يعزو كل من لورانس إتش سمرز "مدرس سابق آخر"، وأليكس دوماش، عجزا قدره 2.7 مليون، إلى عوامل هيكلية، مثل الشيخوخة السكانية، والقيود المفروضة على الهجرة. لكن هذا يترك 4.6 مليون شخص خارج القوى العاملة لكن قد يغريهم الاقتصاد القوي بدرجة كافية. يقلل مجموع العمالة المحتمل هذا خوفي من حدوث دوامة الأجور التضخمية، التي تحدث عندما يحاول أرباب العمل توظيف عدد من العمال أكبر من المتاح. وإضافة إلى ارتفاع الأسعار والأجور، فإن العنصرين الآخرين المتعلقين بالتضخم غير العابر هما اختناقات سلسلة التوريد والتوقعات ذاتية التحقيق. ومن بين هذه المخاطر الثلاثة، فإن الخطر الجسيم الوحيد المحتمل هو أننا قد لا نتمكن من حل الاختلالات الرئيسة في سلسلة الإمدادات. وهذا يقودنا إلى الأخبار السيئة. ربما ازدادت مخاطر سلسلة التوريد حدة الآن بعد أن أدت حرب روسيا ضد أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط والحبوب، كما حدث في أوائل السبعينيات. وبفضل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد يتبين لنا أن مرحلة السبعينيات هي القياس الصحيح في نهاية المطاف. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت 2023.

مشاركة :