القلب.. إنه رمز يجعلنا نفكّر فورًا في الحب

  • 2/27/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: هبة نعمان ظهر رسمه المعبّر والخجول في آن معا، على خشبات عروض الأزياء منذ أعوام عدّة، سواء أكان ذلك من خلال التصاميم غير التقليدية، أم التطريزات الزينية، أم الحلي اللافتة. فتخطّى أي ابتذال قد نربطه برمزيته ومعناه، حتى يصبح عنصرا متكررا في بعض أجمل ابتكارات الموضة الفاخرة التي قدّمها المصممون على مر العقود. انتشرت شعبية رسم القلب للمرة الأولى في خمسينيات القرن العشرين، حين استُعمل في الملابس والإكسسوارات، مرتبطا معظم الأحيان بمفهوم الحب والرومانسية لدى الشباب، وحاملا جمالية أنثوية ومرحة إلى ميدان الموضة. خلال الستينيات، استمر ظهور طبعة القلب التي كانت تجتمع في أحيان كثيرة مع رسوم رومانسية ومرحة أخرى مثل الأزهار ونقاط البولكا، لتشكّل هذه التفاصيل معا الإطلالة المحددة التي تردد صدى تلك الحقبة. شهدت فترة الثمانينيات عودة قوية للقلب، خصوصا في ثقافات فرعية مثل ثقافتي "بانك" و"غرانج" اللتين جمعتاه بألوان داكنة ومواد معتّقة ضمن إطلالات جريئة ومتمردة. وصار رسم القلب عنصرا بارزا ورائجا في عالم الموضة، مع نقشات لافتة تظهر بانتظام في مجموعات الأزياء. تميّزت "سترة الحب" من المصممة "فيفيين ويستوود" برمز أماميّ على شكل قلب، ونراها ترتديها في عام 1987 في لندن بعد أن نسّقتها مع سروال. وقد ظهرت هذه السترة لاحقا في مجموعة خريف وشتاء 2014 من "ويستوود" ضمن بذلة حمراء بتنّورة أو "بذلة الحب"، التي يعاد تصوّرها حتى يومنا هذا مع تلميحات إلى الحقبة التي تعود إليها. "فيفيين ويستوود"  VIVIENNE WESTWOOD - ١٩٨٧تعرّض رسم القلب لتحوّل كبير في التسعينيات، كي يتكيف مع الاتجاه المينيمالي المهيمن على عالم الموضة وقتها. البساطة كانت المفتاح، وانعكست من خلال أفكار ذكية أدخلت رمز الحب إلى الأزياء خلال عقد الـ"غرانج" بامتياز. لمجموعة 1994، قدّمت دار "كوريج" رمزا ذكيا للحب والاتحاد مع عارضتين ترتديان فستانين متناسقين يجتمعان ليشكّلا قلبا فضّيا معدنيا. ولاحقا في عام 1999، حمل فستان محبوك من تصميم "ألكساندر ماكوين" لدار "جيفنشي" المزيد من الرقي إلى عالم الهوت كوتور، جامعا بين الأساسيات المعاصرة والإطلالة الباهرة التي نربطها عادة بعالم الخياطة الراقية. وخلال العقد الأول من الألفية الحالية، استعاد رواج القلب قوّته المعهودة مع الطبعات والنقشات والقصّات. في 2013، بدّل المصمم "كريستوفر بيلي" نقشة مربعات "بربري" الكلاسيكية بباقة من القلوب السوداء الصغيرة التي غطّت معطف ترانشكوت من السويد بلون بنّي كاراميليّ، وأضفى بذلك على معاطف "بربري" الأيقونية لمسة معاصرة جذابة كانت الأولى من نوعها. "كوريج" COURRÈGES - خريف 1994"فيفيين ويستوود" VIVIENNE WESTWOOD - خريف 2014"جيفنشي كوتور" GIVENCHY COUTURE خريف 1999"بربري برورسوم" BURBERRY PRORSUM- خريف 2013"سان لوران" SAINT LAURENT - خريف 2016"سان لوران" SAINT LAURENT - خريف 2016في عالم الإكسسوارات، ظهر القلب أيضا في لمسات أنيقة وراقية. لدى دار "لانفان"، قدّم المصمم الراحل "ألبير إلباز" قلادات ضخمة ارتقت بالإطلالات المسائية الحديثة. أما الحقائب الصغيرة الملتفّة حول الجسم والمصممة على شكل قلب من "سان لوران"، فكانت مثالية لأسر قلوب الجيل "زد"؛ ومن سينسى كاب الفرو الأحمر الضخم الذي صممه "هادي سليمان" للمجموعة نفسها، والذي اشتهر على مواقع التواصل الاجتماعي بفضل النجمة "ريهانا"؟! لامست القلوب اهتمام دار "ديور" أيضا. لمجموعة ربيع 2017، أضافت المديرة الإبداعية "ماريا غراتسيا كيوري" قلبا أحمر صغيرا إلى قميص أبيض مستوحى من الزي التقليدي لرياضة المبارزة الأولمبية، واختارت القلب لطبعات بأسلوب غرافيتي زيّنت فساتين طويلة راقية، ولرسوم فسيفسائية حمراء على قطع جلدية قاسية بجماليتها. تلاعب فن الخياطة الراقية بالرمز الشهير، فلا ننسى مثلا الرومانسية الباهرة التي انعكست من طبقات الكشاكش الرائعة في مجموعة "سكياباريلي" لخريف 2017. التنفيذ كان مذهلا، وأكّد مرة جديدة على تعددية استعمال شكل القلب، وعلى مستوى الإبداع الممكن مع أكثر الرموز بساطة. منذ وقت بعيد، يستعمل المصممان "دومينيكو دولتشي" و"ستيفانو غابانا" القلوب للتعبير عن رؤيتهما الإيطالية للحب، خصوصا من خلال قطع محبوكة يدويا بتقنية الكروشيه، أو تلميحات مرحة إلى ثقافتهما الإيطالية مثل التنورة المطبعة بعلب الطماطم لمجموعة صيف 2018. في الخريف، أتت القلوب الحمراء المعدنية بلمسة قاسية وجريئة إلى مجموعة "غوتشي"، فيما غطّت القلوب الحمراء أنعم الفساتين في إطلالات فائقة الأنوثة لدى "فيفيتا" ، لتتحقق أحلام الموضة المختلفة والمتضاربة في موسم واحد. "سكياباريلي كوتور" SCHIAPARELLI COUTURE - خريف 2017"ديور" DIOR - ربيع 2017"ديور" DIOR - ربيع 2018"ديور" DIOR - ربيع 2018"دولتشي أند غابانا" DOLCE&GABBANA - ربيع 2018"دولتشي أند غابانا" DOLCE&GABBANA - ربيع 2018"ستيني غويا" STINE GOYA - ربيع 2020"موسكينو" MOSCHINO - ربيع 2019في الآونة الأخيرة، ظهر القلب (مرتبطا عموما بعودة صيحة أزياء الثمانينيات) مع لجوء المستهلكين إلى الموضة، لتكون مهربا مرحا وخياليا بعد وطأة الجائحة. مهما كان السبب، إن دور الأزياء تجتمع حول حب القلب، وقد لمحنا وفرة كبيرة من القطع التي تكرّمه بمقاربة تعكس المرح والأنوثة والرومانسية وتنسجم في الوقت نفسه طبيعيا مع هوية كل علامة. إذا، إذا كنت من عاشقات النقوش المطبوعة على الأزياء، فستجدين أن رسم القلب نسمة هادئة وسط إعصار من الرسوم الحيوانية وطبعات الأزهار. طبعة الغرافيتي المستوحاة بوضوح من الثمانينيات، حملت إلى مجموعة "موسكينو" في عام 2019 أناقة قصوى وإبداعا غير متردد. وعكست الإطلالات الوردية البناتية من "ستيني غويا" في 2020 نفحة شبابية وجرأة غريبة؛ في حين أن بذلة البيجاما العصرية والعفوية الأناقة من "أي زي فاكتوري" أثبتت في مجموعة الصيف الفائت أن هذا الرمز الظريف لن يختفي يوما. "غوتشي" GUCCI - ربيع 2018"غوتشي" GUCCI - ربيع 2018لطالما كان رمز القلب رسما متكررا ثابتا ومتعدد الاستعمالات في مجال الموضة، ولا يزال حتى اليوم مستخدما في تشكيلة واسعة من الأساليب والصيحات والإطلالات المختلفة. من الملابس الجاهزة إلى الأزياء الراقية وإطلالات الشارع، تحوّل القلب عبر السنين من تفصيل مرح إلى عنصر راقٍ، فيما يبقى طبعا رمزا للحب والتعلّق والرومانسية. وقدرته على بعث إحساس بالراحة والبهجة والمرح تقف خلف استعماله المنتشر ورواجه الكبير في عالم الموضة. يحمل شكل القلب الجميل طاقة جيّدة، على أمل أن ينشر الحب. "فيفيتا" VIVETTA - خريف 2018"أي زي فاكتوري" AZ FACTORY  - ربيع 2022 

مشاركة :