عاودت حشرة بق الفراش الظهور في شتى أرجاء العالم خلال العقدين الأخيرين بعد ان بادت تقريبا في معظم المناطق لكن العلماء خرجوا بخريطة جينية كاملة (جينوم) لهذه الحشرات يمكن ان ترشد جهود القضاء عليها. وقال جورج أماتو مدير "إنها أداة هائلة مستحدثة للباحثين المهتمين بمكافحة هذه الآفة". وقال لويس سوركين عالم الحشرات بمعهد ساكلر للجينوميات المقارنة بمتحف التاريخ الطبيعي الأمريكي في نيويورك"تنتشر حشرات بق الفراش بكثافة حاليا في معظم المدن الكبرى في أرجاء العالم وصارت مقاومة للمبيدات الحشرية بصفة متزايدة ما يجعل مكافحتها أمرا بالغ الصعوبة". ووضع العلماء أيديهم على الجينات المسؤولة عن مقاومة بق الفراش للمبيدات الحشرية علاوة على الجينات التي تفرز مواد مذيبة للجلطات لتجعل دم الإنسان هو المادة الأساسية التي تحصل الحشرة من خلالها على المواد المغذية والماء. وتمثل هذه الصفات الوراثية التي تتسم بها هذه الجينات نقاط ضعف يمكن استغلالها في عمليات انتاج المبيدات الحشرية كما يضم جينوم بق الفراش أيضا جينات أخرى أصلها البكتريا منها جين يجعل الحشرة تقوم بالتمثيل الغذائي لفيتامين (ب). ويوضح ذلك ان المضادات الحيوية المستخدمة في مكافحة البكتريا قد تكون مفيدة ايضا لمكافحة بق الفراش. وقال كريستوفر ماسون عالم الوراثة بمعهد ويل كورنيل الطبي إن طول بقة الفراش اليافعة يبلغ نحو نصف سنتيمتر ويميل لونها الى البني المشوب باللون الأحمر ومن المعروف ان لدغات بق الفراش تصيب بالامراض لكنها تتسبب أيضا في ردود فعل تتعلق بالحساسية المفرطة. وقال جوشوا بينويت عالم الحشرات بجامعة سينسيناتي في الدراسة التي نشرتها دورية (نيتشر كوميونيكيشنز) "تختبئ حشرة بق الفراش في عدة أماكن بالمنزل وعادة ما تعيش في ثنيات أغطية الفراش والوسائد والأرائك أو الأثاث ووجدت ايضا داخل المقابس الكهربية وفي الأدراج وشقوق التقاء الأرضيات بالحوائط".ويوجد بق الفراش في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية وهو يلدغ الانسان منذ آلاف السنين فيما أدى انتشار المبيدات الحشرية في أعقاب الحرب العالمية الثانية الى القضاء عليه في مختلف المناطق لكنه عاود الظهور بصورة مقاومة للمبيدات ويزدهر في البيوت ذات التدفئة وفي مناطق الوصلات بوحدات حفظ الأمتعة في مجال السفر الدولي.
مشاركة :