أمريكا المريضة عاجزة عن منافسة الصين

  • 3/2/2023
  • 20:14
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وفي الحقبة الاستعمارية كان الرجل الأمريكي العادي أطول بما بين بوصتين وثلاث بوصات عن نظيره الأوروبي وفقا للسجلات العسكرية، وهي حقيقة كانت مبهرة لخبراء الديموغرافيا التاريخيين الذين يرون أن طول الإنسان يتناسب طرديا مع طول متوسط العمر والتطور المعرفي والقدرة على العمل. ومع تحول التفوق الصحي لأمريكا إلى عجز.. فالأمريكي العادي أقصر من نظيره في شمال أوروبا، وهذا الفارق يتسع بمرور الوقت، كما أن ستة من كل عشرة أمريكيين يعانون من مرض مزمن واحد، وأربعة من كل عشرة يعانون من مرضين مزمنين، وهذا الواقع هو ما دفع الكاتب الأمريكي ويليام جلاستون إلى القول في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال «إن أمريكا مجتمع مريض بالمعنى الحرفي للكلمة». غير لائقين وفي تحليل نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء قال الكاتب الأمريكي أدريان جولدبرج «إن تدهور الصحة في أمريكا أصبح مشكلة اقتصادية متزايدة، وقد تراجع معدل مشاركة الأمريكيين في قوة العمل إلى 62.4% ووصل عدد الوظائف الخالية إلى 11 مليون وظيفة مقابل وجود 5.7 ملايين أمريكي فقط يبحثون عن وظائف بحسب غرفة التجارة الأمريكية، في حين اختفى حوالي 2.8 مليون شخص من قوة العمل الأمريكية منذ فبراير 2020 في المقابل يشكو أصحاب العمل في الولايات المتحدة من كثرة تغيب العمال عن العمل وضغوط الوظائف، بالإضافة إلى عجزهم عن إيجاد العمال المطلوبين لشغل الوظائف لديهم. في الوقت نفسه ترتفع نفقات الرعاية الصحية. لكن في ظل تصاعد التوترات مع كل من روسيا والصين، يصبح القصور الصحي في الولايات المتحدة مشكلة أمن قومي أيضا، وكشف مسح أجرته وزارة الدفاع الأمريكية عام 2020 أن أكثر من ثلاثة أرباع الشباب الأمريكي الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما غير لائقين طبيا للخدمة العسكرية، في ظل معاناة أغلبهم من السمنة. معدلات السمنة ويقول جولدبرج مؤلف كتاب «أرستقراطية الموهبة: كيف صنعت الجدارة العالم الحديث» إن انخفاض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة هو أوضح أدلة تدهور الحالة الصحية للمجتمع الأمريكي ككل، ففي عام 2014 تراجع متوسط الأعمار في الولايات المتحدة إلى 76.1 عاما وهو أقل رقم منذ 1996، في المقابل يزاد متوسط العمر للألمان عن الأمريكيين بمقدار 4.3 أعوام في 2021 مقابل 2.5عام، وفي 2018 كما زاد متوسط عمر الفرنسيين عن الأمريكيين عام 2021 بمقدار 6 سنوات مقابل 4 سنوات فقط. وتعاني الولايات المتحدة من أحد أعلى معدلات السمنة في العالم المتقدم، حيث زادت نسبة السمنة بين الأمريكيين من 15% عام 1980 إلى 30.5% عام 2000 ثم إلى 41.9% عام 2020، وتبلغ هذه النسبة عشرة أمثال النسبة في اليابان وتزيد بشدة عن النسبة في الصين. وترتبط السمنة بمشكلات صحية عديدة منها أمراض القلب والاكتئاب وضغط الدم المرتفع، والسرطان المرتبط بنمط الحياة والسكري والتي تصيب حوالي 13% من السكان في الولايات المتحدة وتكبد أصحاب العمل الأمريكيين حوالي 90 مليار دولار سنويا. انتحار واغتراب ويواجه أبناء العم سام مشكلات صحة نفسية تماثل خطورة مشكلات الصحة الجسدية رغم صعوبة قياس الأولى أو تشخيصها، وأظهر تقرير صادر عن مركز مكافحة الأمراض الأمريكي أنه في عام 2021 فكر نحو ثلث طالبات المرحلة الثانوية في الولايات المتحدة جديا في الانتحار، ويعاني الشباب من الشعور بالاغتراب مع ارتفاع معدلات التسرب من التعليم وتراجع معدلات الالتحاق بالجامعات. ولا شيء من كل هذا يبشر بمستقبل أفضل للولايات المتحدة. ويحتاج الأمريكيون إلى التحلي بنفس الإصرار الذي حاربوا به التدخين، في مواجهة الوجبات الجاهزة والسريعة، وعليهم البدء في التفكير في حالة السكان الصحية، كما فعل الليبراليون في بريطانيا في أوائل القرن العشرين عندما أدركوا أنهم لن يتمكنوا من الوقوف في وجه ألمانيا عسكريا واقتصاديا بدون تحسين مستوى الصحة العامة للبريطانيين أولا. وضعف الصحة ليس مأساة للفرد الذي يعاني منه، إنها تكبح جماح إنتاجية الدولة وقدرتها على الدفاع عن نفسها، لذلك يمكن القول وبوضوح «إن الولايات المتحدة المريضة والمنهكة صحيا لا تستطيع كسب المنافسة الحالية مع الصين سواء على الصعيد الاقتصادي أو حتى العسكري. التحولات الصحية في أمريكا: كانت هذه تفاصيل خبر أمريكا المريضة عاجزة عن منافسة الصين لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد. كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على مكه وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

مشاركة :