بالعربي المشرمح: إلى أين نحن ذاهبون؟

  • 3/3/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يعتقد بعض الناس أن انتقادنا للسلطة أو حتى لمن نختلف معهم سياسيا أو فكريا يعتقدون أننا معارضون من أجل المعارضة، أو أننا مع طرف ضد الآخر، دون أن يدركوا أن الاختلاف لا يفسد الود والاحترام، وأن اختلافنا للفعل لا لشخص من قام به، وهو ما تعلمناه من رجالات السياسة في السابق حيث لا فجور في خصومتهم ولا انتقام في اختلافهم في الحقل السياسي والعمل العام. اليوم أصبح الاختلاف عداوة وخصومة فاجرة والنقد صار للشخوص لا الأفعال، والعمل السياسي انتقام ومعارك، وأصبحت الشخصانية سيدة الموقف، وما إن تنتقد فعلا غير صحيح لسياسي حتى تصبح له عدواً مبيناً، فيشن عليك حرباً ضروساً، ويجيّش أدواته وزبانيته ليشوهوا صورتك فينتج عن ذلك حالة فوضى سياسية وعدم استقرار ومجاميع لأطراف لا تفقه أبجديات السياسة والمسؤولية الوطنية، ولا تفهم سوى لغة العداء والخصومة، وهؤلاء الساسة الجدد الذين ابتلي بهم الوطن صنعتهم السلطة التي تعتقد أنها ستبعد خصومها بهم لكنها فوجئت بانقلابهم عليها أو جهلهم الذي تسبب في خسارتها وانعدام الثقة بها. معظم ساستنا كجماهير المباريات لا يهمهم الملعب ولا اللعب النظيف، كل همهم فوز فريقهم لذلك تراهم يدمرون كل شيء أمامهم، وهذا ما نراه منهم اليوم، فلا الوطن نصب أعينهم، ولا المواطن ومشكلاته أولوية لهم، لأنهم ليسوا بساسة حقيقيين، بل هم صناعة رديئة كان الهدف منها سد الفراغ وخلق حالة جديدة على الساحة لتكفير العامة بدستورهم وبرلمانهم. يعني بالعربي المشرمح: ما نشاهده اليوم ليس عملاً سياسياً ولا حتى وطنياً، بل هو عبث متعمد لعدم الاستقرار تسببت فيه السلطة حين صنعت ساسة لا يفقهون ألف باء سياسة، ولا يعرفون معنى المسؤولية الوطنية التي يجب عليهم القيام بها، ونتج عن تلك الصناعة فجور في الخصومة، واستمرار في المعارك العبثية، الأمر الذي جعل حال البلاد والعباد من حفرة لدحديرة، ولا أحد يعرف إلى أين نحن ذاهبون؟

مشاركة :