أكدت دراسة جديدة، أن التعرض لـ”مواد كيميائية إلى الأبد” من صنع الإنسان يمكن أن يغير التطور البيولوجي للأطفال ويسبب الأمراض؛ حيث تُستخدم المواد الكيميائية المعروفة باسم الفاعلات بالسطح الفلورية (Polyfluoroalkyl)، أو PFAS، في مجموعة واسعة من المنتجات المنزلية. ويشار إليها على أنها مواد كيميائية “إلى الأبد” لأنها تتحلل ببطء شديد وتتراكم في البيئة وفي جسم الإنسان، بينما اكتشفت الدراسات أن هذه المواد الكيميائية قد ثبت أنها تزيد من خطر الإصابة بأمراض معينة. وأفادت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Environmental Health Perspectives أن التعرض لها يمكن أن يؤثر أيضا على التطور البيولوجي للأطفال، وخاصة وظيفة الغدة الدرقية، وهو أمر يثير القلق على الأطفال بشكل خاص. وصرحت جيسي غودريتش، الأستاذ المساعد في علوم السكان والصحة العامة والمؤلف الرئيسي للدراسة: “كانت النتائج التي توصلنا إليها مفاجئة وكانت لها آثار واسعة النطاق على صانعي السياسات الذين يحاولون التخفيف من المخاطر. وجدنا أن التعرض لمزيج من الفاعلات بالسطح الفلورية لا يؤدي فقط إلى تعطيل التمثيل الغذائي للدهون والأحماض الأمينية، بل يؤدي أيضا إلى تغيير وظيفة هرمون الغدة الدرقية”. وذكرت غودريتش، أن التعرض للفاعلات بالسطح الفلورية وكيف أثرت على وظيفة هرمون الغدة الدرقية كان مفاجئا وله دور حاسم في النمو والتمثيل الغذائي، فيما تعد هرمونات الغدة الدرقية أمرا حيويا في نمو الأطفال خلال فترة البلوغ وهي ضرورية لنمو ونضج العديد من الأنسجة المستهدفة، بما في ذلك الدماغ والهيكل العظمي. ومن الممكن أن يؤدي تلف وظيفة الغدة الدرقية إلى زيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان لدى الأطفال.
مشاركة :