الإسماعيلية (مصر) - يحتفي مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في مصر ضمن دورته الرابعة والعشرين التي تنطلق في الرابع عشر من مارس/آذار بشكل خاص بالفيلم العابر للنوع (هايبرد Hybrid) وذلك من خلال عدد من البرامج المتخصصة. استحدث المهرجان هذا العام عددا من البرامج الجديدة بجانب أقسامه الرئيسية من بينها برنامج الأفلام العابرة للنوع وبرنامج الأفلام القصيرة جدا. وأشار الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان في مؤتمر صحفي إلى أن "التيمة الخاصة لهذه الدورة الأفلام العابرة للنوع حيث تكسر هذه النوعية فكرة تصنيف الأفلام، مضيفا "هناك كثيرون حاليا يكسرون القوالب المتعارف عليها للأفلام التسجيلي والروائي والتحريك وشاهدت بعضا من هذه الأفلام منذ كنت عضو لجنة مشاهدة في المهرجان قبل سنوات وكنا نختلف حول تصنيفها". وتابع "البرنامج يقدم نماذج أفلام عابرة للنوع تحمل خلفها فلسفة ووجهة نظر تخدم مضمون الفيلم، لأن الشكل والمضمون لا ينفصلان، وعلينا إدراك أنه حتى كسر القواعد يحتاج إلى قاعدة". ويشمل البرنامج خمسة أفلام هي "آموس" من بلجيكا و"اصطياد أشباح" للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني و"ثمانية وعشرون ليلا وبيت من الشعر" للمخرج اللبناني أكرم زعتري و"الدجاج" للمخرج السوري عمر أميرالاي و"وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم" للمخرج المصري داود عبدالسيد. ويسبق المهرجان ورشة عمل للتحدث عن هذا النوع من الأفلام بالتعاون مع معهد جوته الألماني بالقاهرة ومركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية تقدمها المخرجة الألمانية آن زهرة بيراشد. وتحدث عصام زكريا عن الورش التي بدأت بالفعل قبل بداية المهرجان بالقاهرة والإسكندرية، مشيرا إلى أن هذه الدورة تركز على روح الشباب ومشاركة الطلبة من مختلف الجهات. وأكد أن التركيز خلال فترة العمل جاء على انتقاء الأفلام الشيقة التي تليق بطبيعة الجمهور المتابع للمهرجان، متمنيا إقامة دورة ناجحة. ينطلق المهرجان الذي ينظمه سنويا المركز القومي للسينما بمصر في الرابع عشر من مارس/آذار ويستمر حتى 20 من الشهر ذاته في مدينة الإسماعيلية بمشاركة نحو 50 دولة من بينها ألمانيا "ضيف الشرف". كما استحدث المهرجان برنامج "الأفلام القصيرة جدا" ويشمل 17 فيلما تتراوح مدتها بين دقيقة وثلاث دقائق جرى اختيارها بالتعاون مع مهرجان الأفلام القصيرة جدا الذي يقام سنويا في عدة مدن فرنسية. وقال رئيس المهرجان إن "دورة هذا العام تتضمن برنامج الأفلام القصيرة جدا وهي أفلام مدتها دقيقة ودقيقتين ويشارك خلالها مجموعة منتقاة من أفلام مهرجان تري كور الفرنسي للأفلام القصيرة جدا". وأضاف أنه "سيتم كذلك ترميم مجموعة من الأفلام، حيث نسعى دائما لجعل ترميم الأفلام ركن أساسي من برنامج المهرجان"، لافتا إلى أن "طبيعة المهرجان لا يسعى إلى تقديم عروض أولى، حيث كان اهتمامنا أثناء اختيار الأفلام جودتها وليس كونها أفلام عرض ". وتابع أن "العروض الخارجية جزء من المهرجان، فمنذ بداية نشأته ونحن نسعى دائما للتنسيق مع محافظة الإسماعيلية لإتاحة أماكن يتم تخصيصها للجمهور ويتم فيها عرض أفلام المهرجان، حيث بدأت بالفعل حاليا عروض أفلام بمكتبة مصر بالإسماعيلية ينظمها ويشرف عليها فريق المتطوعين من أهالي الإسماعيلية المشاركين بتنظيم المهرجان". ويكرم المهرجان في دورة هذا العام كل من مدير التصوير محمود عبدالسميع والناقد والمؤرخ السينمائي محمود علي من مصر والمخرج الأيرلندي مارك كازينز. ولفت رئيس المهرجان "نحرص دائما على تكريم ناقد من النقاد، حيث يلعبون دورا هاما بمختلف الدول في المجال الفني والثقافي"، مضيفا أن "اختيار تلك الأسماء جاء تكريما لتاريخهم السينمائي"، متابعا أن المهرجان قام بإعداد كتب عن مشوارهم الفني". وبهذه المناسبة يعرض المهرجان فيلمين جرى ترميمهما مؤخرا لمدير التصوير محمود عبدالسميع إلى جانب فيلمين آخرين. كما يشمل برنامج المهرجان حلقة بحثية عن "الصحافة الفنية" بالتعاون مع جمعية نقاد السينما المصريين تتناول العلاقة بين الفنانين والصحافة الفنية منذ بدايات السينما وحتى منتصف القرن العشرين من خلال ستة أبحاث تجري مناقشتها في جلستين متعاقبتين. وقال مستشار وزيرة الثقافة لشؤون السينما خالد عبدالجليل إن "الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان الإسماعيلية واجهت العديد من الصعوبات نتيجة الأزمة الاقتصادية، لكن تمكنت إدارة المهرجان من التغلب عليها". ويعد مهرجان الإسماعيلية أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأول المهرجانات العربية التي تتخصص في الأفلام الوثائقية والقصيرة، حيث بدأت أولى دوراته في عام 1991.
مشاركة :