محمد صوف في ضيافة جامعة المبدعين المغاربة بالدار البيضاء

  • 3/3/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بتنظيم من جامعة المبدعين المغاربة التقى عشاق الادب بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، مع الأديب والاعلامي محمد صوف، في اطار ضيف الشهر، وهو موعد ثقافي يسعى لترسيخ ثقافة الاعتراف بعدد من الكتاب المغاربة ممن راكموا تجربة ابداعية متميزة. اللقاء احتضنه المكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني بمدينة الدار البيضاء وأطره الشاعر محمد اللغافي. الناقد المغربي محمد علوط، بدأ قراءته النقدية لتجربة الكاتب محمد صوف بالتأكيد على واقع النقد وتصنيفاته التي قد لا تنصف كثيرا من التجارب الإبداعية حيث يقول: "نخطئ كثيرا حين نضع على رف واحد الأسماء القصصية التالية: محمد صوف، محمد زفزاف، محمد شكري، أحمد بوزفور، إدريس الخوري، وأكتفي بذكر هذه الأسماء دون أخرى لدواع منهجية، ومصدر الخطأ أنه إذا كان يجمعهم توحد في الانتساب الى القصة القصيرة فإنهم لا يخضعون لميثاق قراءة واحد، فالأمر يتعلق بهويات قصصية متغايرة، وقد ساد في النقد المغربي التباس مبهم مفاده التعسف في قراءة انتاجهم القصصي بالالتجاء الى ما أسميته "نقد المقايضة" الذي يعتمد قراءة اسم باسم ب"إجرائيات القراءة الإسقاطي" كما لو انه لا توجد في الأدب نظرية للأدب المقارن ذات سنن واعراف يجب اعتمادها واحترامها". مؤكدا بأن:"المبدأ الجوهري والصميميللادب والنقد، هو أن كل نص قصصي ابداعي لا يمكن تنميطه من خلال قراءة واحدة فأي نص من أي سجل اجناسي كان،  يظل مفتوحا على القراءات المتعددة اللانهائية". وقد اقترب الناقد محمد علوط من تجربة الكاتب محمد صوف من خلال مجموعته القصصية زمن عبد الرؤوف الصادرة سنة 2014. عن هذا العمل يقول محمد علوط "الكاتب لا يكتب استجابة لإملاءات ذائقة إرضائية، هو بهذا المعنى كاتب غير نظامي وكتاباته في القصة كما في الرواية قطائعية وليس قطيعية، مجموعته القصصية زمن عبد الرؤوف الصادرة سنة 2014 لا تنتمي إلى أي مدرسة أو اتجاه قصصي، نحن بصدد كتاب لا معياري، فعل الكتابة لديه ليس انتسابا الى المدونات بل انتسابا جوهريا وصميميا الى الإنسان". يعتبر الناقد محمد علوط بأن القصة عند محمد صوف هي "حلم تخييلي يصحح زيف الواقع، وشخوص زمن عبد الرؤوف هي حطام شخصيات، هذا المعنى يعطيه الكاتب تظهيرا جارحا كالزجاج من خلال اعتماد تكتيك المرايا المتكسرة، حيث تأخذ النصوص الأربعة عشر للمجموعة شكل المرايا المتجاورة، تستعيد نفس الموضوعة التي هي الفقدان... وتمتد صور الفقدان في باقي النصوص آخذة شكل مجازات تخييلية، لا يخلق الكاتب شخوصه عبرها لا من طين الأساطير ولا من نار الملاحم بل من حطام زجاج مرايا السرد المنكسرة... لا ملائكة ولا شياطين في قصص محمد صوف فهناك شخصيات فحسب جنتها في جحيمها، شخصيات تتعثر في نفسها وفي أقنعتها وفي قدرها". من جهته، افتتح محمد صوف  كلمته خلال هذا اللقاء المفتوح بسؤال فلسفي تحت عنوان هل أنا كاتب؟ وعن الخلفية التي قادته الى عالم الكتاب يقول محمد صوف: "جل الكتاب وفدوا إلى الأدب من التعليم أو الصحافة، أي أنهم يعيشون اللغة يوميا، القدر شاء أن أكون من قلة أتية من عالم مغاير، فقد كنت أقضي ثمانية ساعات في اليوم أتعامل مع الأرقام وعمليات الصرف والاستيراد والتصدير ، كل ذلك كان يتم بغير اللغة العربية. باختصار دخلت الى الرواية من نافذة أحد المصارف لسبب بسيط هو أنني كنت عاشق أدب وقارئا للأعمال السردية قصة ورواية....". سؤال الإبداع والشغف الشديد بعوالم القراءة و الكتابة بلغات مختلفة، سوف يقود الكاتب المغربي محمد صوف لتجربة ابداعية متعددة بين القصة والرواية، يقول الكاتب "فكانت رواية رحال ولد المكي، لا قت هذه الرواية من التقريع في جلسة قراءة لها نظمها اتحاد كتاب المغرب بالرباط بايعاز من الأديب الراحل عبد الجبار السحيمي، أقول لاقت من التقريع ما جعلني افكر في كتابة رواية ثانية تولت نشرها الدار العربية للكتاب الموت مدى الحياة، كان هذا العمل محظوظا لأن الناقد الكبير الراحل عبد القادر القط كتب عنها متابعة نقدية في جريدة الشرق الاوسط، وبعدها جاءت رواية السنوات العجاف التي اعتبرت منشورا سياسيا لمباشرة وتقريرية خطابها، الوحيد الذي حالت دماثة خلقه دون انتقادها كان نجيب محفوظ بعثت اليه نسخة منها فقرأها وأجابني أنها أفادته واعتبرها رواية مختزلة... وشجعني على المضي في الكتابة، ثم توالت الأعمال". اللقاء عرف فتح نقاش مفتوح مع الحاضرين حول عدد من الجوانب الإنسانية والإبداعية في شخصية الكاتب محمد صوف، وكان الكاتب عبد الحميد الغرباوي من أهم المتدخلين خلال هذا اللقاء، حيث أضاء من خلال شهادته، باعتباره كان مسؤولا إعلاميا ثقافياب جريدة البيان، على المرحلة التي تولى فيها الكاتب محمد صوف إلى جانب الشاعر ادريس الملياني المسؤولية في جريدة البيان وملحقها الثقافي، وهي التجربة التي قدمت عددا من  الأسماء الإبداعية بمجال الكتابة بالمغرب.

مشاركة :