وأعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يتولى السلطة منذ عشرين عاماً والمرشح لإعادة انتخابه إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها، على الرغم من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 شباط/فبراير وأسفر عن مقتل 45 ألف شخص في البلاد. ورفض حزب "الخير" القومي وهو ثاني أهم حزب في التحالف المعارض دعم ترشيح كمال كيليتشدار أوغلو رئيس "حزب الشعب الجمهوري"، الحزب المعارض الرئيسي. وسيُعلن ترشيح كيليتشدار أوغلو رسمياً الاثنين. واعتبرت مؤسسة ورئيسة حزب "الخير" ميرال أكشينار في خطاب متلفز أن اختيار كيليتشدار أوغلو، ناتج عن "حسابات صغيرة" تتعارض مع مصلحة تركيا العامة. وقالت "منذ أمس، فقدت طاولة الستة (اسم التحالف) القدرة على تمثيل إرادة الأمة". وأضافت "لم يعد هذا التحالف منصة تمكننا من التشاور بشأن مرشحين محتملين بل أصبح مكتباً يعمل للموافقة على مرشح واحد". ودعت أكشينار رئيسي بلديتي اسطنبول وأنقرة، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاس، العضوين في حزب الشعب الجمهوري، والمتمتّعين بشعبية إلى الترشح. وقالت بعد اجتماع مع مسؤولين في حزبها "أمتنا تحبكما، أمتنا تريدكما". وأعرب يافاس عن دعمه لـ"رئيسه" كمال كيليتشدار أوغلو، مؤكداً الثلاثاء أنه مستعد لأداء "واجبه" إذا طلب منه التحالف ذلك. كذلك أكد إمام أوغلو دعمه الجمعة لترشيح رئيس حزب الشعب الجمهوري. وقال كيليتشدار أوغلو لصحافيين الجمعة "لا تقلقوا كل شيء سيكون على ما يرام"، وأضاف "سنواصل طريقنا". "هدية لاردوغان" واعتبر المحلل أنتوني سكينر أن "رفض أكشينار (لترشيح) كيليتشدار أوغلو يشكل ضربة خطيرة لتطلعات المعارضة. ... منحت أردوغان هدية جميلة". وكان كيليتشدار أوغلو يشغل منصباً رفيع المستوى سابقاً، وهو من الأقلية العلوية، ويبلغ 74 عاماً، ويرى جزء من مؤيدي المعارضة أنه يفتقر للكاريزما في مواجهة رئيس البلاد الذي يظهر بصورة الرجل القوي. ويواجه أردوغان اتهامات بشأن بطء عمليات الإغاثة في الساعات التي أعقبت زلزال 6 شباط/ فبراير، فضلاً عن عدم توقّع حكومته للمخاطر الزلزالية. وأشار كيليتشدار أوغلو إلى هذا التقصير، مندداً بـ"عدم كفاءة" السلطات في البلاد وفسادها. ولا يضم التحالف المعارض، حزب الشعوب الديموقراطي وهو حزب يساري مناصر لقضايا الأكراد. ولم يعلن هذا الحزب بعد عن مرشح للانتخابات الرئاسية، لكنه ينظر بإيجابية إلى ترشيح كيليتشدار أوغلو. وما زال أمام المعارضة عشرة أسابيع لتسويق مرشحها والقيام بحملتها. وأفادت وسائل إعلام تركية بأنّ حزب الشعب الجمهوري دعا إلى اجتماع استثنائي لمجلسه التنفيذي المركزي في أعقاب تصريحات أكشينار. ويطرح الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات، ودمر 11 محافظة في جنوب تركيا مشاكل لوجستية كبيرة بعد أن أدى إلى نزوح 3,3 مليون شخص.
مشاركة :