ستحمل الفارسة السعودية أبرار عبد القادر على عاتقها مهمة حمل الراية عن الفارسات السعوديات في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين الدولية للقدرة والتحمل 2023 في محافظة العلا. وسيخوض 200 من أفضل الفرسان والفارسات في منافسات القدرة والتحمل حول العالم النسخة الرابعة في المنافسة البالغ طولها 120 كيلومتراً، والتي تستضيفها الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالشراكة مع الاتحاد السعودي للفروسية، وتحت إشراف الاتحاد الدولي للفروسية. ويشارك فرسان وفارسات يمثلون «41» دولة، بمن فيهم حامل اللقب للنسخة السابقة فيديريكو فيربير من الأوروغواي، والفرنسية مارغوت شازيل التي احتلت المركز الثالث في بطولة العام الماضي، حيث يستمرون في الاشتراك في النسخة الرابعة من السباق، والتي تقام في قرية الفرسان بمحافظة العلا. وقبيل الحدث المرتقب، استضافت الهيئة الملكية لمحافظة العلا مؤتمراً صحافياً خاصاً حضره المهندس زياد السحيباني رئيس البرنامج التنفيذي لقطاع الرياضة، وفيليب جونز رئيس قطاع السياحة، إضافة إلى الدكتور أنس الحسن المستشار الفني للاتحاد السعودي للفروسية، وبرايان كولين دن مدير الفعاليات في الاتحاد الدولي للفروسية، وجيرار ميستراليه، رئيس مجلس إدارة الوكالة الفرنسية لتطوير العلا. وتضمّن المؤتمر الصحافي كذلك حلقة نقاش بعنوان «العلا مستقبل قطاع الفروسية في مفترق طرق الحضارات القديمة»، بمشاركة لورا ريتشاردسون مديرة تطوير قطاع الفروسية بالهيئة الملكية لمحافظة العلا، ودانييل فينو رئيس لجنة التحكيم في الاتحاد الدولي للفروسية، وجانلوكا لالسكيا المدير الفني للفعاليات الرياضية بشركة «سيستيما فينتي» الإيطالية، حيث ناقشوا موضوعات تشمل تنمية رياضة الفروسية في المملكة ومحافظة العلا ورعاية الأحصنة. وقال السحيباني: يسعدنا الترحيب بالفرسان الـ200 الموجودين في العلا للمنافسة على كأس خادم الحرمين الشريفين الدولية للقدرة والتحمل. فهذه البطولة تضع أعين كل المعنيين بعالم الفروسية على محافظة العلا، وعلى طبيعتها المذهلة ومناظرها الفريدة، ما يسلط الضوء على إمكاناتنا القوية كمضيف للأحداث الرياضية الدولية ذات المستوى العالمي. وفي إطار استراتيجية الفروسية التي وضعتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، تظهر في البطولة مشاركة محلية كبيرة هذا العام تتمثل في وجود 5 فرسان محليين، وذلك بفضل برنامج تطوير قدّم لهؤلاء مجموعة مختارة من دورات التدريب والمشورة والدعم الفني، إضافة إلى خبرات تنافسية واسعة. وسيتولى أكثر من 40 من أبناء وبنات العلا مهام الإشراف على المنافسة والمساعدة البيطرية، بعد اختيارهم من ضمن قائمة مختصرة تضم أكثر من 80 شاباً خضعوا لبرنامج تدريبي صارم بالتعاون مع الاتحاد السعودي للفروسية قبل البطولة. وتأكيداً على التزام البطولة بالمساواة بين الجنسين، شكلت الإناث نسبة 30% من المشاركين في البرنامج التدريبي. وأضاف السحيباني: «تبذل الهيئة الملكية لمحافظة العلا جهوداً مكثفة في مجال الفروسية ضمن استراتيجية طويلة المدى لتطوير القطاع بشكل مستدام والمساهمة في اقتصاد المنطقة، وبالتالي المساهمة في تحقيق أهداف عدّة لرؤية 2030 والمخطط العالم لمحافظة العلا. وجهودنا تسهم اليوم في إنشاء مركز عمل من شأنه أن يولد مجموعة من المواهب المحلية، ويضمن تطوراً كبيراً على جميع المستويات لرياضة الفروسية في المنطقة». ويتكوّن مسار البطولة هذا العام من لفة أولى بطول 38.2 كيلومتر، ثم يقطع المتسابقون مسافة 32.1 كيلومتر، تليها لفّتان بطول 27.3 كيلومتر و22.4 كيلومتر، مستعرضين المناظر الطبيعية الخلابة والجمال الطبيعي والتاريخ لمحافظة العلا. من جهته، قال فيليب جونز: «بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمّل تقدّم للعالم فرصة ثمينة لمشاهدة بعض عروض الفروسية الرائعة، وكذلك التراث الاستثنائي والجمال الطبيعي للعلا، فقد أصبحت وبسرعة مركزاً للعديد من الرياضات، بدءاً من الفروسية وصولاً إلى ركوب الدراجات ورياضات المغامرة مثل تسلق الصخور والجري». وأضاف: «من خلال جهودنا في التنمية المستدامة والمسؤولة للمنطقة، نعمل بجد على جعل العلا مركزاً إقليمياً مستداماً للرياضة، واستراتيجيتنا في مجال الفروسية مهمة جداً لتحقيق ذلك. فنحن نستثمر الكثير في تطوير البنية التحتية، وإعداد تقويم فعاليات مستمر على مدار العام، وتطوير المواهب المحلية لدعم وتنمية قطاع الفروسية في العلا». وبالعودة إلى حديث السحيباني، فقد أكد لـ«الشرق الأوسط» أن هناك استهدافاً لاستقطاب رياضيين سابقين في لعبة كرة القدم وغيرها من الرياضات، مضيفاً: «كما هي العلا مكان لتناغم الحضارات نسعد بأن تكون مكاناً لتناغم الرياضات». أما مستشار اللجنة الفنية بالاتحاد السعودي الدكتور أنس الحسن فقد أوضح أن هناك طلبات وردت من «55» دولة للمشاركة في البطولة، وتم اقتصار العدد على «200» فارس وفارسة من «41» دولة، مشيراً إلى أن هناك طلبات كانت ناقصة. كما أن هناك خطة مستقبلية من أجل توسيع عدد المشاركين من الرجال والمشاركات من السيدات في ظل النجاحات التي تتحقق. ويصل عدد السعوديين المشاركين في النسخة الجديدة إلى «100»، ليمثل النصف من إجمالي عدد المشاركين. وأخيراً، قال سطام العزاز الحكم الدولي السعودي في رياضة الفروسية، إن دورهم يتركز على كشف ومنع المخالفات التي تحدث أثناء السباق مثل ضرب «الخيل»، أو تبديل الفرسان، مشيراً إلى أن العقوبات تصل إلى حد الإبعاد للمخالفين.
مشاركة :