أعلنت مجموعة «فاغنر» شبه العسكرية الروسية، أمس، أن قواتها «تحاصر عملياً» مدينة باخموت، حيث تتركز المعارك شرقي أوكرانيا، ودعت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إصدار الأوامر للقوات الأوكرانية بالانسحاب من المدينة. في الوقت الذي تراشق فيه وزيرا الخارجية، الروسي سيرجي لافروف، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، الاتهامات، بما وصف بـ«الحرب الكلامية»، حيث اتهم لافروف الولايات المتحدة «بالنفاق»، ليرد عليه بلينكن بأنه «لا يجب السماح لروسيا بالإفلات من العقاب على شن حرب في أوكرانيا». وقال يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة «فاغنر»، في فيديو نشره مكتبه الإعلامي عبر تطبيق «تليغرام»: إن «وحدات فاغنر حاصرت باخموت عملياً، ولم يعد هناك سوى طريق واحد» للخروج من المدينة، ودعا الرئيس الأوكراني، الذي تعهد الدفاع عن باخموت «لأطول فترة ممكنة» إلى السماح لقوات كييف بالانسحاب من المدينة، بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها أمام القوات الروسية. وأضاف بريغوجين: «رغم أنّنا واجهنا في السابق جيشاً أوكرانياً محترفاً كان يقاتلنا، فإنّنا اليوم، نرى المزيد والمزيد من كبار السن والأطفال. إنّهم يقاتلون، ولكن حياتهم في باخموت قصيرة، يوماً أو يومين». وأضاف: «أعطوهم الفرصة لمغادرة المدينة، إنها محاصرة عملياً». رمز للنزاع وصارت مدينة باخموت رمزاً للنزاع مع تركز القتال فيها بين الروس والأوكرانيين منذ شهور، إذ تتميز المدينة الصناعية التي تقع في إقليم دونيتسك، بأهمية استراتيجية بالنسبة للجانبين. وفي الأسابيع الأخيرة، تقدمت القوات الروسية شمال باخموت وجنوبها، وقطعت ثلاثة من أربعة طرق إمداد أوكرانية وجعلت موقف قوات كييف ضعيفاً بشكل متزايد. من جهتها، أقرّت القيادة العسكرية الأوكرانية في وقت سابق من الأسبوع الجاري، بأن الوضع «متوتر للغاية» في باخموت، وأكد الرئيس الأوكراني سابقاً زيادة «شدة القتال» حول المدينة، في حين لم تذكر هيئة الأركان العامة الأوكرانية أي تفاصيل عن مستجدات الوضع في البلدة، واكتفت بالإشارة إلى أن الجيش صدّ 85 هجوماً روسياً على الجبهة بأكملها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ونفى المتحدث باسم القيادة الشرقية للجيش الأوكراني، سيرغي تشريفاتي في تصريح لوكالة «فرانس برس» انسحاب قواته من باخموت. «معايير مزدوجة» وفي السياق، تراشق لافروف وبلينكن، الاتهامات في لقائهما الأول بعد عام على الأزمة الأوكرانية، على هامش لقاء مجموعة العشرين في الهند، حيث أبلغ بلينكن منتدى حوار رايسينا للشؤون الاستراتيجية «إذا سمحنا لروسيا بالإفلات من العقاب وفعل ما تفعله في أوكرانيا، فهذه رسالة إلى آخرين قد يشنون عدواناً بأنهم ربما يتمكنون من الإفلات من العقاب أيضاً». فيما قال لافروف: إن محاسبة روسيا على أعمالها في أوكرانيا تتم «بمعايير مزدوجة»، في وقت بررت فيه الولايات المتحدة التدخل العسكري في مناطق مختلفة من العالم، مثل حرب العراق، والضربات الجوية على ليبيا، وقصف يوغوسلافيا إبان نزاع كوسوفو عام 1999، بما قالت حينها إنه «تهديد لمصالحها الوطنية». وأضاف لافروف: «إن السؤال عن موعد مفاوضات روسيا لإنهاء الحرب يجب أن يُطرح على الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي». وتابع: «الكل يسأل متى ستتفاوض روسيا.. الغرب يقول باستمرار إن الوقت لم يحن بعد للتفاوض؛ لأن أوكرانيا يجب أن تنتصر في المعركة قبل أي مفاوضات». اتهام اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف واشنطن «بمحاولة عسكرة» الحوار الأمني الرباعي، وهو شراكة بين الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، تركز على القضايا الاستراتيجية في منطقة المحيطين الهندي والهادي. وذلك بعدما التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع نظرائه من المجموعة الرباعية (كواد)، وأصدروا بياناً قالوا فيه إن «استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها غير مقبول». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :