هل يعود دونالد ترامب رئيسا إلى البيت الأبيض؟

  • 3/3/2023
  • 01:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم‭: ‬آلان‭ ‬فراشون يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تغلب‭ ‬عليه‭ ‬الضبابية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭. ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬شخصية‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬الجمهوري‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬تهيمن‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬أسهمه‭ ‬السياسية‭ ‬قد‭ ‬تضاءلت‭ ‬نسبيا‭.‬ أنهى‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بشكل‭ ‬سيئ،‭ ‬والسؤال‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يبدأ‭ ‬في‭ ‬الانحدار‭ ‬الشخصي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬رئاسته‭ (‬2016-2020‭) ‬مجرد‭ ‬قوس‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬السياسي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نتساءل‭ ‬أيضا‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬السياسة‭ ‬الترامبية‮»‬‭ ‬ستحافظ‭ ‬على‭ ‬بقائها‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البلاد‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬منيت‭ ‬آمال‭ ‬وتطلعات‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬بالفشل‭.‬ عانى‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬من‭ ‬الملاحقات‭ ‬القانونية‭ ‬ومن‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬فقد‭ ‬خسر‭ ‬انتخابات‭ ‬التجديد‭ ‬النصفي‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬يوم‭ ‬8‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022،‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المرشحين‭ ‬الموالين‭ ‬له‭ ‬والذين‭ ‬قدم‭ ‬لهم‭ ‬الدعم‭ ‬الشخصي‭. ‬ ثبت‭ ‬أن‭ ‬شعار‭ (‬أمريكا‭ ‬عظيمة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭) ‬كان‭ ‬سامًا‭ ‬وعاد‭ ‬له‭ ‬بالوبال،‭ ‬حيث‭ ‬ابتعد‭ ‬عنه‭ ‬الناخبون‭ ‬المعتدلون‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري،‭ ‬والأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬‮«‬المستقلون‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬المجموعة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬دونها‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬فوز‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭. ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات‭ ‬لا‭ ‬تبشر‭ ‬بالخير‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬ترشيح‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024،‭ ‬وهو‭ ‬الترشح‭ ‬الذي‭ ‬أعلنه‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬النصفية‭.‬ كانت‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬قد‭ ‬أبرزت‭ ‬حظوظ‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭-‬الحزب‭ ‬الكبير‭ ‬القديم‭- ‬لاستعادة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬احتفظوا‭ ‬بالأغلبية‭ ‬بنسبة‭ (‬51‭ ‬مقابل‭ ‬49‭) ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭.‬ ضمن‭ ‬النواة‭ ‬الصلبة‭ ‬للناخبين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬والذين‭ ‬يمثلون‭ ‬قاعدة‭ ‬انتخابية‭ ‬كبيرة،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬يتمتع‭ ‬بدعم‭ ‬قوي‭ (‬70-80‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الجمهوريين‭)‬،‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يتمتع‭ ‬بأغلبية‭ ‬في‭ ‬جمهور‭ ‬الناخبين‭ ‬ككل‭.‬ في‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإنه‭ ‬سبق‭ ‬لدونالد‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬ذلك‭. ‬ففي‭ ‬التصويت‭ ‬الشعبي‭ ‬الذي‭ ‬أجري‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬2016،‭ ‬حصل‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬صوت‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬منافسته‭ ‬الديمقراطية‭ ‬هيلاري‭ ‬كلينتون‭. ‬لم‭ ‬يفز‭ ‬بالانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬إلا‭ ‬بالاقتراع‭ ‬غير‭ ‬المباشر،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الآلية‭ ‬المعروفة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الناخبين‭ ‬الكبار‮»‬‭.‬ في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2020‭ ‬تقدم‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬بحوالي‭ ‬6‭ ‬ملايين‭ ‬صوت،‭ ‬الذي‭ ‬فاز‭ ‬أيضًا‭ ‬بأغلبية‭ ‬أصوات‭ ‬‮«‬الناخبين‭ ‬الكبار‮»‬‭.‬ في‭ ‬انتخابات‭ ‬التجديد‭ ‬النصفي‭ ‬لعام‭ ‬2018،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬سيطر‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭.‬ يقول‭ ‬قادة‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬اليوم‭ ‬إن‭ ‬ترامب‭ ‬‮«‬آلة‭ ‬خاسرة‭ ‬للانتخابات‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬مشكلتهم‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة‭: ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ترامب‭ ‬يتمتع‭ ‬بشعبية‭ ‬لدى‭ ‬ناخبي‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭. ‬ هل‭ ‬ترامب‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬أفضل‭ ‬قائد‭ ‬للتيار‭ ‬الترامبي؟‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬الأقدر‭ ‬على‭ ‬استغلال‭ ‬المزاج‭ ‬الكئيب‭ ‬لجزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين؟‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬مؤشر‭ ‬يؤكد‭ ‬ذلك‭. ‬ هناك‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬متداخلة‭ ‬مثل‭ ‬حصاد‭ ‬فترة‭ ‬رئاسة‭ ‬ترامب‭ ‬وخطابه‭ ‬السياسي‭ ‬الشعبوي‭ ‬الذي‭ ‬تنامى‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وانجراف‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬وتداعيات‭ ‬الانتكاسات‭ ‬القانونية‭ ‬المتتالية‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬تلاحقه‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تعيق‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭.‬ إن‭ ‬ما‭ ‬يغري‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬ترامب‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬أنجزه‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ - ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬ينجز‭ ‬الكثير‭ ‬–‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬عبر‭ ‬ويعبر‭ ‬عنه‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬ترامب‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬الركوب‭ ‬بحنكة‭ ‬على‭ ‬موجة‭ ‬الاستياء‭ ‬والغضب‭ ‬–‭ ‬والذي‭ ‬ازداد‭ ‬زخمه‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬سنة‭ ‬2023‭.‬ لقد‭ ‬استغل‭ ‬ترامب‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬مختلفة‭ ‬وراح‭ ‬يعزف‭ ‬على‭ ‬وتر‭ ‬الحنين‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا‭ ‬الأسطورية،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬حقًا‭ ‬ولكن‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬استدعاؤها‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القول‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬الماضي‭. ‬ تتجلى‭ ‬حالة‭ ‬انعدام‭ ‬الاستقرار‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الثقافية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬والاستراتيجية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يولد،‭ ‬سواء‭ ‬الأمس‭ ‬أو‭ ‬اليوم،‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاستياء‭ ‬الشعبي‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬تربة‭ ‬خصبة‭ ‬لدونالد‭ ‬ترامب‭. ‬ لقد‭ ‬نجح‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬توحيد‭ ‬تحالف‭ ‬غير‭ ‬متجانس‭ ‬يشمل‭ ‬الأثرياء‭ ‬الذي‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬ضريبي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إدارة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الفئات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المهمشة‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬النمو‭ ‬المعولم،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أتباع‭ ‬التيار‭ ‬الديني‭ ‬الأنجيلي‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬المتعصبين‭ ‬ودعاة‭ ‬نظرية‭ ‬المؤامرة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الفئات‭. ‬ كان‭ ‬ترامب‭ ‬‮«‬رجلهم‭ ‬الكبير‮»‬،‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬كيف‭ ‬يتحدث‭ ‬معهم‭. ‬فقد‭ ‬تجرأ‭ ‬على‭ ‬قول‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬يفكرون‭ ‬فيه‭ ‬بصوت‭ ‬عالٍ‭ ‬بهدوء،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬عدو‭ ‬متعدد‭ ‬الأوجه،‭ ‬أي‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬العميقة‮»‬‭ ‬ونخب‭ ‬السواحل‭ (‬الشرق‭ ‬والغرب‭)‬،‭ ‬والخبراء،‭ ‬والفردية‭ ‬الليبرالية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬والتعددية،‭ ‬والتجارة‭ ‬الحرة،‭ ‬ومنظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬والمهاجرون‭ ‬وغيرهم‭. ‬ يعتبر‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬الشيطانية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الأمريكيين‭ ‬‮«‬الحقيقيين‮»‬‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬ثقافتهم،‭ ‬وأسباب‭ ‬وجودهم‭ ‬وتقاليدهم‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تطرق‭ ‬إليه‭ ‬البروفيسور‭ ‬ران‭ ‬هاليفي‭ ‬بامتياز‭ ‬في‭ ‬فوضى‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية‭.‬ لكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬آفاق‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المزمع‭ ‬إجراؤها‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الحالي‭ ‬جو‭ ‬بايدن؟ تؤكد‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬فوز‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬للحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الصورة‭ ‬تصبح‭ ‬أكثر‭ ‬ضبابية‭ ‬وغير‭ ‬واضحة‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بتقييم‭ ‬فرص‭ ‬دونالد‭ ‬في‭ ‬مواجهته‭ ‬لمرشح‭ ‬ديمقراطي‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬القادمة‭. ‬ضد‭ ‬ديمقراطي‭ - ‬الوسط‭ ‬يتماشى،‭ ‬وليس‭ ‬نجم‭ ‬الجناح‭ ‬‮«‬المستيقظ‮»‬‭ ‬للحزب‭.‬ لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ - ‬المترجم‭ ‬الممتاز‭ ‬لمزاج‭ ‬البلد‭ ‬والمجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬–‭ ‬يدرك‭ ‬ذلك،‭ ‬فروح‭ ‬العصر‭ ‬لا‭ ‬تستهويه‭ ‬ولا‭ ‬تمثل‭ ‬بالتالي‭ ‬نقطة‭ ‬قوته‭. ‬إنه‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬الارتباط‭ ‬بأكثر‭ ‬أتباعه‭ ‬إخلاصًا‭ ‬وتطرفًا‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يتناول‭ ‬طعام‭ ‬العشاء‭ ‬مع‭ ‬زعيم‭ ‬أبيض‭ ‬متعصب‭ ‬وسيئ‭ ‬السمعة؛‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬حركة‭ ‬QAnon‭ ‬وهي‭ ‬طائفة‭ ‬تقول‭ ‬بفكر‭ ‬المؤامرات‭. ‬إنه‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬للحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬يتحقق‭ ‬على‭ ‬اليمين‭.‬ اختار‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬ينأى‭ ‬بنفسه‭ ‬عن‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬أكثر‭ ‬المتعاونين‭ ‬معه‭. ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬محاطا‭ ‬بالمتملقين‭ ‬المشكوك‭ ‬فيهم،‭ ‬وهو‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يقبل‭ ‬بأي‭ ‬تناقض‭. ‬فقد‭ ‬حبس‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬فقاعة‭ ‬من‭ ‬الأوهام‭ ‬التي‭ ‬انتهى‭ ‬به‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬انتخابات‭ ‬2020‭ ‬‮«‬سُرقت‭ ‬منه‮»‬‭ ‬وأن‭ ‬انتصار‭ ‬بايدن‭ ‬‮«‬كذبة‭ ‬كبيرة‮»‬‭ ‬وأن‭ ‬الرئيس‭ ‬السادس‭ ‬والأربعين‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬غير‭ ‬شرعي‭. ‬ خلصت‭ ‬جميع‭ ‬السلطات‭ ‬القضائية‭ ‬والإدارية‭ ‬وغيرها‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬دعوتها‭ ‬للمصادقة‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬اقتراع‭ ‬7‭ ‬نوفمبر‭ ‬2020‭ ‬إلى‭ ‬فوز‭ ‬المرشح‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬الذي‭ ‬يحظى‭ ‬بدعم‭ ‬غالبية‭ ‬الناخبين‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬يخيف‭ ‬مسؤولي‭ ‬الحزب‭ ‬المنتخبين‭. ‬لقد‭ ‬فرض‭ ‬عليهم‭ ‬فرضية‭ ‬‮«‬الكذبة‭ ‬الكبرى‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يتبناها‭ ‬80‭%‬‭ ‬من‭ ‬ناخبيه‭! ‬لقد‭ ‬أصبح‭ ‬أحد‭ ‬بنود‭ ‬عقيدة‭ ‬الحزب‭ ‬القديم‭ ‬الكبير،‭ ‬وعنصر‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتفاوض‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الجمهوريين‭ ‬الخضوع‭ ‬له،‭ ‬والذين‭ ‬يصبون‭ ‬للفوز‭ ‬بمقعد‭ ‬في‭ ‬الكونجرس،‭ ‬حيث‭ ‬إنهم‭ ‬يطلبون‭ ‬الدعم‭ ‬السياسي‭ ‬والأموال‭.‬ لا‭ ‬يزال‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬يكرر‭ ‬نفس‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭ ‬أكثر‭ ‬حتى‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2016،‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يردد‭ ‬أنه‭ ‬الوحيد‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬‮«‬إنقاذ‭ ‬أمريكا‮»‬‭ ‬–‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬ولن‭ ‬نعرف‭ ‬أبدًا‭ ‬من‭ ‬ماذا‭ ‬وكيف‭. ‬خلال‭ ‬اجتماعاته‭ ‬ولقاءاته‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ترامب‭ ‬يردد‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬ضحية‮»‬‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬العميقة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬القضاة‭ ‬أو‭ ‬الصحافة،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يرفضون‭ ‬اتباع‭ ‬خطه‭.‬ يظهر‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬القديس‭ ‬سان‭ ‬سيباستيان،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬الضحية‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لسهام‭ ‬النخب‭ ‬الفكرية‭ ‬والأكاديمية‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لسهام‭ ‬أطلقت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬نخب‭ ‬البلاد‭! ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬شغوفا‭ ‬بنفسه‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يقيم‭ ‬وزنا‭ ‬للجدل‭ ‬العام‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭.‬ أيا‭ ‬كانت‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬سيتخذها‭ ‬القضاة‭ - ‬لائحة‭ ‬الاتهام‭ ‬والإدانة‭ ‬أو‭ ‬وقف‭ ‬التتبع‭ - ‬فإن‭ ‬التحقيقات‭ ‬الجارية‭ ‬تشكل‭ ‬صورة‭ ‬ترامب‭. ‬فالتحقيق‭ ‬الذي‭ ‬أجراه‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الأمريكي‭ ‬بشأن‭ ‬دور‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬المحتمل‭ ‬في‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬نُفذ‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬يناير‭ ‬2021‭ ‬ضد‭ ‬مبنى‭ ‬الكابيتول،‭ ‬أي‭ ‬مقر‭ ‬الكونغرس،‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬ضررًا‭. ‬ فقد‭ ‬وجدت‭ ‬لجنة‭ ‬التحقيق،‭ ‬التي‭ ‬يهيمن‭ ‬عليها‭ ‬الديمقراطيون،‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬أقرب‭ ‬مستشاري‭ ‬الرئيس‭ ‬الخامس‭ ‬والأربعين‭ ‬حاولوا‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬الانقلاب‭ ‬القانوني‭.‬ هل‭ ‬كان‭ ‬شاغل‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬متورطًا‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر؟‭ ‬سيتعين‭ ‬على‭ ‬جاك‭ ‬سميث،‭ ‬المدعي‭ ‬الخاص‭ ‬الذي‭ ‬عينه‭ ‬وزير‭ ‬العدل،‭ ‬ميريك‭ ‬جارلاند،‭ ‬تحديد‭ ‬ذلك‭.‬ كان‭ ‬للهجوم‭ ‬على‭ ‬مبنى‭ ‬الكابيتول‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حشد‭ ‬من‭ ‬النشطاء‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬قد‭ ‬أثار‭ ‬حماستهم‭ ‬الرئيس‭ ‬هدف‭ ‬واحد‭: ‬ترهيب‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬مايك‭ ‬بنس‭ ‬والجمهوريين‭ ‬المنتخبين‭ ‬لرفض‭ ‬‮«‬التصديق‮»‬‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬انتخابات‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬نوفمبر‭ ‬020‭ ‬وإصدار‭ ‬أمر‭ ‬بإعادة‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الولايات‭ ‬الأمريكية‭. ‬ كان‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬التشكيك‭ - ‬بالقوة‭ - ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬غالبية‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬وعكس‭ ‬نتائج‭ ‬صناديق‭ ‬الاقتراع‭ ‬ومحاولة‭ ‬مناورة‭ ‬أخيرة‭ ‬لإبقاء‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬السلطة‭. ‬شهدت‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أوقاتًا‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬الماضي‭.‬ بوليتيك

مشاركة :