رام الله 3 مارس 2023 (شينخوا) زار وفد من رؤساء البعثات الدبلوماسية الغربية في الضفة الغربية والقدس اليوم (الجمعة) قرى وبلدات جنوب نابلس في شمال الضفة الغربية بعد أيام من تعرضها لهجمات غير مسبوقة من قبل مستوطنين إسرائيليين أدت لمقتل فلسطيني وإصابة العشرات وأضرار مادية في الممتلكات. وضم الوفد 20 دبلوماسيا من دول الاتحاد الأوروبي، والتقى خلال زيارته التي استمرت عدة ساعات بتنظيم من منظمة (بتسيلم)، وهي إحدى أكبر منظمات حقوق الإنسان في إسرائيل، ممثلي هيئات مدنية ومجالس بلدية . واستمع الوفد برئاسة ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف، الذي تجول في أزقة وشوارع القرى والبلدات لشهادات بعض السكان خاصة الأطفال الذين تعرضت منازلهم ومركباتهم للحرق والتدمير من قبل المستوطنين. وقال بورغسدورف للصحفيين خلال زيارة بلدة حوارة إن الاتحاد الأوروبي "سيستمر بالمطالبة بشكل مباشر بمحاكمة ومحاسبة من نفذ الاعتداءات من المستوطنين على البلدة"، مشددا على أن "عنف المستوطنين يجب أن يتوقف". وأضاف بورغسدورف أن الاتحاد الأوروبي "أجرى اتصالات مكثفة لوقف ما يحدث على الأرض، وللأسف كان هذا التدخل متأخرا"، مؤكدا مواصلة الاتصالات والسعي من أجل "إيقاف مثل هذه المشاهد ووقف الاعتداءات" بحق الشعب الفلسطيني. وطالب ممثل الاتحاد الأوروبي بتعويض المواطنين الفلسطينيين الذين تضرروا من هذه "الاعتداءات"، مشيرا إلى أن زيارة الوفد تشكل رسالة تضامن من المجتمع الدولي مع أهالي بلدة حوارة والقرى المجاورة. بدوره، قال مدير عام منظمة (بتسيلم) حجاي إلعاد، للصحفيين إن ما يرتكبه المستوطنون من "اعتداءات يتم برعاية الحكومة الإسرائيلية، حيث تعطيهم الحكومة حصانة ليتمادوا في اعتداءاتهم سواء في حوارة أو أي منطقة أخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة". من جهته، أكد رئيس بلدية حوارة معين الضميدي، أهمية الزيارة الوفد الأوروبي، مشيرا إلى أن ما شهدته البلدة أدى إلى دمار كبير في الممتلكات والمنشآت، إلى جانب الآثار النفسية والصحية للمواطنين. وأعرب الضميدي عن أمله في تأمين الحماية للمواطنين الفلسطينيين في حوارة والقرى المجاروة التي تعرضت "لاعتداءات لم نشهد له مثيل من قبل، وبأن نشاهد خطوات جدية ميدانية في هذا الأمر". وتزامنا مع زيارة الوفد الدبلوماسي، اقتحم عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب "الصهيونية الدينية" تسيفي سوكوت، بلدة حوارة، وحاول التشويش على الحديث من خلال مكبر للصوت وضعه فوق مركبته. وتعرضت قرى وبلدات جنوب نابلس، خاصة حوارة ليلة الأحد الماضي إلى نحو 300 هجوم تمثلت في حرق منازل ومركبات وتحطيم نوافذ تحت حماية قوات الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وجمعية الهلال الأحمر في حينه عن مقتل فلسطيني يدعى سامح الأقطش (37 عاما) وإصابة أكثر من 300 آخرين بالاختناق والكدمات بفعل "اعتداء قوات الجيش والمستوطنين" على قرى جنوب نابلس. كما زار الوفد الأوروبي قرية "زعترة" جنوب نابلس، وقدم التعازي لعائلة سامح الأقطش. واعتبر بورغسدورف في كلمة داخل خيمة العزاء أن مقتل الأقطش حدث حزين بعد عودته من إنقاذ وإغاثة المتضررين جراء الزلزال الذي ضرب تركيا، مخاطبا أطفاله من حوله "كونوا فخورين بما قدمه والدكم، وعليكم الاستمرار بالحفاظ على إرثه وإرث العائلة". وبلغت الخسائر التي تكبدتها قرى وبلدان جنوب نابلس جراء هجمات المستوطنين نحو أربعة ملايين دولار شملت حرق وتدمير منازل السكان وممتلكاتهم ومركباتهم، بحسب مسؤولين محليين. إلى ذلك، أفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الجيش الإسرائيلي "قمعت" تظاهرة نظمها فلسطينيون ومتضامنون إسرائيليون في بلدة حوارة للتضامن مع أهالي بلدات وقرى جنوب نابلس. ورفع المشاركون في التظاهرة الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها باللغتين العربية والانجليزية عبارات "مناهضة للاحتلال الإسرائيلي وتندد بممارساته" تجاه الشعب الفلسطيني. وقالت المصادر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قوات الجيش أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت تجاه المشاركين بالتظاهرة، التي دعت لها مؤسسات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية، واعتدت على بعضهم بالضرب. ويعيش في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 حوالي نصف مليون مستوطن إسرائيلي إلى جانب 3.2 مليون فلسطيني. وتشهد مدن الضفة الغربية توترا مستمرا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكثيرا ما تحولت الاحتكاكات بينهما إلى مواجهات وأعمال عنف.
مشاركة :