قال خبير بقطاع الطاقة، إن ترشيد استهلاك الطاقة لن يكون الحل الوحيد والسحري لحل أزمة شح الطاقة في مصر، وأن الحكومة المصرية مطالبة بضرورة الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لإدارة هذا الملف الذي أرهق الحكومات المتعاقبة. وأوضح رئيس منطقة إفريقيا ومنظمة الكاريبي يشركة "شنايدر إليكتريك"، محمد سعد، في تصريحات خاصة لـ "العربية.نت"، أن تحسين استخدام الطاقة يأتي عن طريق خفض حجم الإهدار الذي يتم خلال عملية الانتاج، وأيضا من خلال وجود صيانة مسبقة وقدرة علي التنبؤ بالأعطال التي ستتم بالشبكة، وبالتالي يتم خفض نسبة استهلاك الكهرباء، وهو ما يتطلب استخدام التكنولوجيا والشبكات الذكية وربط الشبكات بالمعلومات، ومساعدة المستخدم في معرفة أوقات الضغط علي الشبكة فيكون لديها قدرة علي توازن التوزيع. وأكد أن ترشيد استهلاك الطاقة لا يكفي لحل أزمة القطاع في مصر، لكنه شيئاً أساسيا، والترشيد لا يعني هنا إطفاء اللمبات عند مغادرة الغرفة، بل هو خفض الفاقد منها في النقل، وتقليل الضغط علي الشبكة في أوقات الذروة بإعادة توزيع أحمال محددة بالشبكة، حتي يكون لدى المستهلك القدرة علي التأقلم حسب احتياجات الشبكة وتنويع استهلاكها. وأشار إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك تطورا اقتصاديا دون طاقة، حيث لا يوجد أي شيء يحدث في حياتنا اليومية دون طاقة، فلابد من زيادة حجم الطاقة المنتجة والطاقة المتاحة للاستهلاك، الأمر الذي يعني أن نمو الاقتصاد مرهون بوفرة الطاقة. ورفض "سعد" استمرار اعتماد مصر أو أي دولة علي أخري في الطاقة، حيث أنه لا بد وأن يكون هناك قدرة علي توزيع الأحمال في بلد أو مدينة، فليس من المعقول أن تعتمد بعض الدول علي أخري في هذا الملف الصعب. وحول خطة "شنايدر إليكتريك" في مصر، قال إننا سنعمل علي مزيد ضخ من الاستثمارات في عدة مجالات أهمها المجال البشري، والذي يتمثل في تطوير العملاء والشركاء، وتدريب العاملين والفنيين، وتطوير المستخدمين، ورفع الكفاءة الشخصية، إلي جانب تطوير المنتجات إلي أحدث ما توصلت إليه دول العالم في التكنولوجيا. وكشف سعد عن أن سر اختيار مصر كمركز إقليمي للشركة بالمنطقة، رغم أن لها أعمال كبيرة ومهمة بدول السودان وليبيا ومالطا، يرجع إلي أن مصر تمتاز بوجود مهندسين متميزين وأصخاب خبرات طويلة، وأيضا فإن مصر سوق توجد به مجالات استثمار متعددة ومهمة، ناهيك أن العنصر البشري متوفر والمستوي التعليمي أيضاً وجميعها عناصر موجودة في مصر، هذا بالإضافة إلى موقع مصر الجغرافي المتميز. وقال العضو المنتدب لشركة شنايدر إليكتريك مصر وشمال شرق إفريقيا، البير فوشيه، في تصريحات خاصة لـ"العربية نت"، إن منطقة الشرق الأوسط تعد من أكثر المناطق في العالم التي يمكن فيها توفير الطاقة بشكل كبير، من خلال ترشيد الاستهلاك. وأكد فوشيه أن القطاعين العام والخاص في مصر لديهم معرفة تامة باحتياجات ومتطلبات إصلاح قطاع الطاقة في مصر، وما يجب فعله لضمان توفير الطاقة بشكل يمكن الاعتماد عليه، وأيضا الحكومة المصرية تسعي لتنويع مزيج الطاقة لديها، بحيث لا يتم الاعتماد علي نوع واحد وهو التقليدي للطاقة مثل الغاز والبترول، لكن نضيف إليه الطاقة المتجددة. وتابع: "مصر لديها إمكانياتها في هذا المجال، حيث إن لديها شمس ساطعة علي مدار العام ومساحات كبيرة، تسمح بإقامة مزارع للطاقة الشمسية، وبالنسبة لطاقة الرياح هناك منطقة البحر الأحمر، لكن بدأت مصر منذ سنوات قليلة في التعامل مع ملف الطاقة بشكل احترافي وتحاول دمج الطاقة الشمسة وطاقة الرياح في إنتاج الطاقة، بحيث لا يتم الاعتماد علي مصدر واحد تقليدي وهو البترول والغاز فقط.