أسلحة الغرب لأوكرانيا.. من يدفع الثمن؟

  • 3/4/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رغم الإعلانات المتواصلة عن حجم المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا، ورغم الكشف عن أرقام تجاوزت المليارات من الدولارات (بلغت قيمة المساعدات العسكرية 48.5 مليار دولار، فيما تقدر المساعدات المالية والإنسانية بـ102.2 مليار دولار)، ورغم الحشود المتدفقة من الأسلحة والذخائر الغربية، إلا أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي انتقد ما وصفه بـ«وعود وأقاويل» الغرب، وقال: إننا نعاني من نقص بالمدفعية والذخيرة والطائرات والدبابات، مطالبا الدول الغربية بتسريع إمداداتها إلى أوكرانيا. وأضاف زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي، أمس الجمعة: «نحن بحاجة لكل من المدفعية والقذائف بكميات كبيرة، ونحن بحاجة للطائرات، ليس بالأقاويل والوعود، وإنما ببساطة بتسليمنا الطائرات وتدريب طيارينا».   واشنطن تطالب بتسديد ثمن الأسلحة بينما تطرح الأسئلة في الغرب عن مصير الأموال المقدمة لأوكرانيا، وإمكانية استعادتها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن كييف ملزمة بمباشرة تسديد ثمن الأسلحة الموردة إليها من تلقاء نفسها. وقالت مساعدة وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، سيليست والاندر: «يجب على واشنطن حث السلطات الأوكرانية على التخطيط للإنفاق (الدفاعي)». دعم أوكرانيا يكلف دافعي الضرائب الأمريكيين غالياً وفي نفس السياق، وجه أعضاء الحزب الجمهوري أسئلة للبنتاجون حول فاعلية تقديم الأموال إلى كييف، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز. فعلى سبيل المثال، قال ممثل ولاية كاليفورنيا، مايك جارسيا ، إن دعم أوكرانيا يكلف دافعي الضرائب الأمريكيين غالياً. وشكك عضو مجلس النواب من فلوريدا، مات جويتز، في قدرة إدارة بلاده العسكرية على مراقبة استخدام كييف للأموال، كما أشار الجمهوري أندرو كلايد إلى أهمية إيلاء الإبلاغ عن عمليات نقل الأسلحة «أهمية قصوى». قضايا سداد الأموال ويرى الباحث الروسي، يفجيني بوزنياكوف، في  صحيفة «فزجلياد»،  أن قضايا سداد الأموال التي تم إنفاقها لا تشغل واشنطن فقط، بل وبرلين معها. ففي وقت سابق، طرحت مجموعة في  البرلمان الألماني «البوندستاج» ـ من حزب البديل من أجل ألمانيا ـ  على الحكومة الفدرالية مسألة ما إذا كانت أوكرانيا قد أعادت جزءًا من المساعدات المخصصة لها. ويؤكد البرلمانيون الألمان، أن جزءا من النفقات لم يرد في قائمة إمداد كييف.   قضايا حساسة للغاية للمجتمع في الغرب إن ظهور مثل هذه المناقشات أمر طبيعي، الحكومات الغربية ترسل مليارات الدولارات إلى أوكرانيا، وقد حان الوقت الآن، بالنسبة للمعارضة، لتوجيه انتقادات بشأن قضايا حساسة للغاية للمجتمع، بحسب الباحث السياسي الروسي، إيفان تيموفيف، لكن، لا ينبغي للمرء أن يأمل في حدوث تغييرات سريعة. وأضاف: «نحن أمام خطاب شعبوي في الغرب.. لكنهم لن يغيروا الوضع في الواقع». أوكرانيا لن تدفع ثمن الأسلحة الغربية من جهة أخرى، يؤكد سيناتور روسى، أن أوكرانيا لن تدفع ثمن واردات الأسلحة الغربية. وقال النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، فلاديمير دجباروف، إن أوكرانيا لن تنفق الأموال مقابل واردات الأسلحة الغربية. وتعليقا على تصريح وزيرة الدفاع الألمانية كريستينا لامبرخت، بأن ألمانيا قد وصلت إلى الحد الأقصى للأسلحة المقدمة للقوات الأوكرانية من مخزونات الجيش الألماني، أشار دجباروف إلى أن الغرب قد نقل بالفعل كل ما في وسعه إلى أوكرانيا. ويضيف البرلماني  الروسي أن أوكرانيا لن تدفع ثمن هذه الواردات أبدا، أولا لأنها على وشك الإفلاس، وثانيا أنه ليس من الواضح ما الذي سيحدث لأوكرانيا غدا، ومن سيقودها.     ويأتي الاجتماع الذي جمع الزعيمين الأمريكي والألماني في البيت الأبيض بعد أيام قليلة من مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا وأثناء مواجهتهما ضغوطا وتحديات سياسية فيما يتعلق بالمساعي والجهود التي تستهدف استمرار تدفق الدعم العسكري والاقتصادي لكييف. وتدرك واشنطن أن المستشار المالي يواجه مقاومة شديدة في الداخل تتجلى في بعض التطورات التي تظهر على السطح من حين لآخر مثل تصريحات رئيس الأركان الألماني الذي رجح أن هناك مشكلات في الموازنة على صعيد الإنفاق العسكري، مما قد يؤدي إلى عدم توسع ألمانيا في دعمها العسكري لأوكرانيا بالسرعة المأمولة.

مشاركة :