منذ بدء شهر القراءة في الأول من مارس في هذا الشهر، وهناك المئات من الفعاليات الثقافية والتراثية التي تقام بشكل يومي بهدف نشر المعرفة والثقافة وتعزيز دور اللغة العربية والاهتمام كونها اللغة الأم، وفي ظل هذه الاحتفالات الثقافية التي تشهدها دولة الإمارات، تم إطلاق النسخة الأولى من مهرجان «زوايا للإبداع الثقافي» في رأس الخيمة، بتنظيم من جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية بالتعاون مع مركز رأس الخيمة الإبداعي ووزارة الثقافة وتنمية المجتمع تحت شعار «مكان واحد يجمع الجميع»، هذا المهرجان يشارك فيه نخبة كبيرة من الباحثين والمؤلفين والكتاب وتتخلله الكثير من الجلسات التفاعلية والنقاشية والحوارات والورش التدريبية ومشاركات في الفنون التشكيلية وكل الفروع والأجناس الأدبية والشعر النبطي وغيره. لقد تلقيت دعوة للمشاركة في محاضرة بعنوان «الإبداع والعزيمة والمخيلة الإنسانية: ذاكرتنا مع البحر الغزيرة بالشعر والقصص ودروس الحياة» لقد جمعتني تلك الجلسة مع عدد من المثقفين والكتاب، وحضور كبير من الجمهور، وكان هناك تبادل للأفكار بين المشاركين ورغبة وشغف بالحصول على المعرفة والتعرف على التراث، تلك المهرجانات وغيرها لها أهمية كبيرة في إحياء التراث الإماراتي، وتشجيع الإبداعات الحكائية، والاهتمام بالطاقات الجديدة ودعمها لقد احتوى المهرجان على مختلف الفعاليات من استضافة النخبة للحديث حول الشعر النبطي والقصائد وحكايات الأولين، ولا ننسى استدامة التراث وموضوع الترجمة وأهميته في تصدير الثقافة للآخرين، ففي هذا الحدث الضخم الذي يتميز بالتنوع والأجواء الثقافية إضافة إلى فنون العيالة والرقصات الشعبية ونحوها، نرى السبق والوعي المبكر بهذا الجانب الإنساني تتضح نتائجه على أرض الواقع، من خلال الزخم العظيم لهذا التراث والحضور القوي في مختلف المناسبات الوطنية والاجتماعية والثقافية. لقد كانت العناية بالتراث في عمق الإنسان الإماراتي، وخير من عبر عن هذا العمق المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه بقوله: «من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر». نعم لقد كان اتصالنا بالماضي قوياً، لكنه اتصال معرفي نستمد منه القوة للانطلاق نحو المستقبل بحيوية ورؤية مشرقة ومبهرة وجميلة، وفي هذه المهرجانات التراثية والثقافية نشهد النجاحات الإماراتية في عمقها الإنساني التراثي وفي حضورها اللحظي وفي تطلعها وحماسها نحو المستقبل. وعند الحديث عن النهضة الإماراتية، فأنت تتحدث عن نجاحات تقنية وعلمية وصحية وإنسانية، وثقافية وتراثية، نجاحات متعددة هي مثال واضح وساطع على أرض الواقع، يعيشها الإنسان الإماراتي في عمل مبتكر وسعي دائم ومستمر نحو التحديث والتنوع، ومن هنا تحقق التكامل والتقى الموروث بالجديد، وشكل أمة من القوة والسلام والمحبة، شكل بلاداً ومجتمعاً من التسامح والالتقاء، سيستمر هذا التفاعل وهذا التمازج، بين التراث، وبين قفزات الإمارات نحو التطور والتقدم. هذه دعوة لزيارة مهرجان زوايا الإبداعي في رأس الخيمة ففي كل زواياه إبداع وثقافة وسوف تتعرفون على الكثير من تراث بلادنا. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :