قام مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، بزيارة إلى طهران، وذلك بعد إعلان الوكالة أنها اكتشفت جزيئات يورانيوم مخصب بدرجة نقاء تقترب من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة نووية في منشأة فوردو النووية بإيران. وفي المقابل، ردت طهران بأن الأمر حدث بسبب صعوبات تقنية في أجهزة الطرد المركزي. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكدت أنها رصدت في إيران جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83.7 في المئة، أي أقل بقليل من نسبة التسعين في المئة الضرورية لإنتاج قنبلة نووية وذلك في منشأة فوردو. محادثات جروسي مع المسؤوليين في إيران تتيح لطهران تحاشي مشروع قرار يدينها في مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية المقرر الأسبوع المقبل في فيينا، قبل عرض الملف على مجلس الأمن. تقارير استخبارية وتسريبات معادية بداية، قال المختص بالشأن الإيراني، حكم أمهز، أن زيارة رافائيل جروسي إلى طهران جاءت بدعوة من إيران، لبحث الأزمة الراهنة مع الدول الغربية ووكالة الطاقة الذرية. وأضاف حكم أمهز، في تصريحات لبرنامج وراء الحدث بقناة «الغد» الإخبارية، أن هناك أزمة ثقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، موضحا أن طهران تتهم الوكالة بـ”تسييس” الأزمة واعتمادها على تقارير استخباراتية وتسريبات معادية. وأشار إلى أنه في المقابل، تتهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بأنها تتفلت من القيود والانضباطات في الاتفاق النووي. وتابع: “من هنا قام جروسي بالزيارة لإيجادة أرضية مشتركة للعمل، لافتا إلى أن الزيارة تعد إنجازا بين الطرفين لإعادة الثقة من جديد”. كما أكد أن إيران لديها يورانيوم عال التخصيب يمكنها من صناعة القنبلة النووية لكنها لا ترغب في صنعها.     يورانيوم عال التخصيب (90%) من جانبه، قال محمد المذحجي، الباحث في الشأن الإيراني، إن زيارة رافائيل جروسي لطهران سياسية بامتياز، مؤكداً أن البرنامج النووي الإيراني لم يعد سرًا. وأضاف المذحجي أن إيران تمتلك يورانيوم عالي التخصيب بنسبة أعلى من 90% (يمكنها) من صنع 3 قنابل نووية على أقل تقدير، وهناك تقارير استخبارية عديدة تؤكد ذلك. كما أوضح المذحجي أن زيارة جروسي لها علاقة أيضا بالحرب الروسية الأوكرانية، سيما وأن طهران تساعد موسكو، حيث أصبحت الممر الرئيسي للتجارة الحرة. ويرى المذحجي أن جروسي يريد منح إيران مزايا أكبر بشأن برنامج إيران النووي ولكن بشرط إيقاف دعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا. وأكد المدير العام لوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم السبت، إن إيران ستسمح بمزيد من أنشطة التحقق والرصد وذلك فيما يخص البرنامج النووي، حيث جاء ذلك خلال في بيان مشترك بين الجانبين. وأوضح جروسي أنه تم الاتفاق مع إيران على العمل معا لإتاحة الوصول لجميع البيانات. كما أشار إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستقوم بأعمال تقييم دورية للتأكد من سلمية الأنشطة النووية. والأسبوع الماضي، أكدت طهران “أنها لم تجر أي محاولة تخصيب فوق 60 بالمئة”.