افتتح الشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية بإمارة الشارقة فعاليات النسخة الـ20 لأيام الشارقة التراثية في حصن الذيد والتي تستمر حتى السبت المقبل بمشاركة محلية وإقليمية وعالمية لافتة، وذلك بحضور الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية والدكتور محمد عبدالله بن هويدن رئيس المجلس البلدي في الذيد. وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم إن تنظيم فعاليات أيام الشارقة التراثية في الذيد يأتي ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يؤكد دائماً أن للتراث أكبر الأثر في تنمية الذائقة الوطنية والشعور بالانتماء والفخر والاعتزاز بالجذور الأصيلة المستمدة من تراث الآباء والأجداد وقد سعدنا كثيراً بحجم حفاوة أهل الذيد بالجمهور وهم معروفون بالكرم والأصالة والوطنية. تجول وتجول الحضور في أرجاء منطقة الفعاليات التي انطلقت على إيقاعات طبول رقصة العيالة وهي من المباهج الفنية المحلية المحببة التي ترتبط ببث روح النخوة والشهامة في دولة الإمارات، وعبرت العيالة بحركاتها الفنية الرشيقة عن التراث الاجتماعي الثري للدولة والمشاركة الواسعة بين مختلف الفئات العمرية لأبناء المجتمع مع ما تحمله من رموز محلية مختلفة كعصي الخيزران واللباس الشعبي الموحد وغيرها. وأضافت فقرة الفرقة الهنغارية بلباسها التراثي المميز وأنغامها وإيقاعات حركة المؤدين ومقطوعاتها الغنائية المستمدة من إرثها الشعبي بهجة مضاعفة لفعاليات أيام الشارقة التراثية وكونت فرصة واقعية لإظهار حقيقة أن التنوع الثقافي العالمي عامل مهم من عوامل السلام بين البشر وفرصة للتواصل والبناء الحضاري وترجمة لبيان حجم المحبة والتسامح الذي يميز أبناء الدولة تجاه غيرهم من أبناء وشعوب العالم. ولم يقتصر التراث الشعبي المحلي الذي حرصت إدارة معهد الشارقة للتراث على إبرازه لجمهور فعاليات أيام الشارقة التراثية على الجوانب الفنية وإنما تعدته إلى كل ما هو تراثي ومن هنا قدمت للجمهور فكرة عن فريج البدو ببناء نموذج يحاكي البيئة البدوية ولا سيما بيوت الشعر وإضافة عدد من حيوانات الدواجن والرعي ومنحت المكان حيوية بمشاهد المجالس وأجواء الضيافة والقهوة. بيئة وأطل الجمهور على البيئة الزراعية التراثية أو ما يعرف بـ(شريعة الذيد) كمرفأ تراثي مهم كان يمثل محطة تستريح فيها القوافل وتتزود بالماء والغذاء وتشكل منظومة مائية كبيرة مع الأفلاج المجاورة لها في الدولة ولها خطط مهمة في إدارة المياه بما جعل منها واحة غناء ليس في الزراعة فقط وإنما ألهمت الكثير من شعراء الشعر النبطي ليقولوا على أرضها أجمل قصائد الفخر والغزل والحنين لذكريات الماضي.ومن الزراعة إلى التجارة. حيث تعرف جمهور أيام الشارقة التراثية إلى (قافلة الطروش) وهؤلاء هم تجار البادية وكونهم «طروش» فلأنهم كانوا (يطرشون) أي يسافرون من منطقة إلى أخرى على النوق يتاجرون في الطعام والشراب والكسوة وتتحكم بحركتهم ظروف البر والبحر. وأكدت حلقة نقاشية نظمها مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية في مدينة الشارقة أهمية القراءة الناقدة والفاحصة ودورها في إنجاح تجربة الباحث العلمي وضمان دقة المعلومات والبيانات التي يقف عليها خلال رحلته العلمية والبحثية. جلسات وضمن الجلسات الفكرية للمقهى الثقافي عقدت جلسة حوارية في متحف بيت النابودة بعنوان «توظيف التراث في السرديات العربية» تحدث فيها كل من الباحث والدكتور أحمد العلواني والناقد الدكتور سعيد يقطين والباحث الدكتور شعيب حليفي.كما نظمت الإدارة الأكاديمية التابعة لمعهد الشارقة للتراث محاضرة حول التطور الحضاري وأثره في صون التراث الثقافي قدمتها الدكتورة مها الدوري عضو هيئة التدريس في الإدارة الأكاديمية . حيث وضعت تصوراً شاملاً حول التطور الحضاري ولا سيما في بعديه العربي والإسلامي وكيف ساهم في صون التراث الثقافي وأثر التغيرات الحضارية التاريخية في اندثار أو تلاشي أو ذوبان بعض الهويات والقيم الثقافية لحضارات معينة بسبب تفوق حضارات أخرى عليها. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :