الشارقة في 3 مارس / وام / انطلقت أمس فعاليات بطولة الألعاب العالمية “أولومبياس” في قلب الشارقة بالتعاون مع منظمة أوليمبياس للألعاب الشعبية في إيطاليا، بحضور سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية. وقال سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم إن الألعاب الشعبية تشكل أحد أهم ركائز التراث الشعبي لدى كل مجتمع وتعبر عن جوانب عديدة من خصائصه الثقافية والحضارية وموروثه الثقافي غير المادي، كما أنها تعكس معالم مهمة من ذاكرته ووجدانه الجمعي المنقول عن الآباء والأجداد على مر الزمن. ولفت المسلم إلى أن الأهمية الكبيرة التي تكتسبها الألعاب الشعبية تكمن في أنها تسهم في إثراء النمو الإيجابي والطبيعي للطفل وتحقق اتزانه من الناحيتين النفسية والجسدية إلى جانب كونها تحفز من نشاطه الذهني والبدني انطلاقًا من روح وتراث بيئته المحلية وقيم ماضيه الأصيل وتمنحه في الوقت نفسه فرصًا كثيرة للتعلم والتطور مهاريًا ومعرفيًا وهو ما يسهم في تقليل أثر الألعاب الإلكترونية الحديثة على الأطفال ويحد من إدمانهم على استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. وأشار المسلم إلى أن البطولة العالمية الحالية للألعاب الشعبية تشهد مشاركة دولة الإمارات وسلطنة عمان ومملكة البحرين وإيطاليا بالتعاون مع منظمة أوليمبياس الإيطالية ويأتي تنظيم هذه البطولة تمهيدًا لبطولة عالمية كبرى في مجال الألعاب الشعبية من المقرر أن تضمها أجندة الأيام التراثية في دورتها الحادية والعشرين في العام المقبل حيث يعكف فريق العمل المعني في المعهد حاليًا على وضع التصور النهائي لها وبالتنسيق والتعاون مع المنظمات العالمية البارزة في هذا الجانب. وضمن البرنامج الفكري المصاحب لفعاليات الدورة العشرين من أيام الشارقة التراثية عقدت يوم أمس في متحف بيت النابودة أولى جلسات المقهى الثقافي، ناقشت آفاق "استلهام التراث في الإبداع المسرحي" على الصعيدين المحلي والعربي . وسلطت الجلسة - التي تحدث فيها كل من الباحث التشكيلي والمسرحي الإماراتي الدكتور محمد يوسف والناقد المسرحي السوداني محمد سيد أحمد - الضوء على حضور التراث في العمل المسرحي العربي كاشفة عن بعض الجهود والتجارب العربية المبذولة للبحث عن هوية واضحة وذات دلالة للمسرح العربي من خلال التراث واستلهام مكوناته المادية وغير المادية المختلفة وعكسها على خشبة المسرح بصورة فنية ذكية. واستعرضت الجلسة نماذج من هذه التجارب في مختلف الأقطار العربية التي عاشت الجدل في البحث عن المسرح العربي من خلال استلهامها للتراث وتوظيفه بأشكال متنوعة ومتباينة للوصول إلى مسرح عربي له خصائصه الفنية وأشكاله التعبيرية الخاصة سواء من حيث السينوغرافيا أو من حيث استحضار التراث الفني الشعبي والآلات التراثية التقليدية وما يرتبط بها من أدوات وتقنيات مختلفة. وفي سياق متصل تتضمن أجندة مركز الحرف اليدوية في أيام الشارقة التراثية 16 ورشة تدريبية ومشاركة العديد من الجهات المحلية والعربية والدولية حيث يسعى المركز من خلال هذه المشاركات والورش إلى تجسيد شعار دورة هذا العام (التراث والإبداع) عبر المزاوجة بين الجانبين التقليدي والمعاصر الحديث و تقوم بعض الأجنحة بتقديم ورش ومنتجات تجمع هذين العنصرين . ويشهد المركز هذا العام مشاركات عديدة من داخل الدولة وخارجها، فمن دولة الإمارات يشارك الاتحاد النسائي العام ومكتب وزارة تنمية المجتمع برأس الخيمة وجمعية شمل للفنون الشعبية برأس الخيمة ومركز الحرف الإماراتية التابع للمعهد وهيئة دبي للثقافة والفنون ومن خارج الدولة تشارك مملكة البحرين وسلطنة عمان ومصر وإسبانيا ورومانيا. وفي أولى الورش التدريبية التي قدمها المركز تم عقد ورشة صناعة الدخون وقدمتها كل من شما الطاير وناجية المهيري من مركز الحرف الإماراتية التابع للمعهد حيث يتم تعريف الفتيات المشاركات من عمر 20 عامًا فما فوق بالطرق التقليدية لصناعة الدخون. كما عقدت يوم أمس ورشتان موجهتان للأطفال الأولى بعنوان (أطفالنا والتراث) وهي ورشة للتلوين تنظم للأطفال بشكل يومي باللغتين العربية والإنجليزية والثانية حول صناعة العروسة باستخدام الأوراق الملونة بلون واحد (الفوم) قدمتها الفنانة عايدة القروية من تونس وهي تعتمد على الفنون الإبداعية والقدرات الخيالية للمشاركين باستخدام مهارة التدوير. وتشهد مدينة كلباء يوم غد انطلاق فعاليات أيام الشارقة التراثية والتي ستعقد في القرية التراثية بالمدينة خلال الفترة من 4 إلى 11 مارس الجاري وبمشاركة 10 جهات حكومية، وعدد من مشاريع الأسر المنتجة . ويتضمن برنامج الفعاليات تنظيم عدد من الورش الفنية والتراثية المنوعة للأطفال بالإضافة إلى أنشطة ركن الأطفال وقرية الطفل والمسرح فيما سيعقد المقهى الثقافي سلسلة من المحاضرات الثقافية والتراثية بالإضافة إلى شرح للدبلومات المهنية المقدمة من الإدارة الأكاديمية. - بتل -
مشاركة :