يُراوِد حلم الشباب الدائم كثيرين خاصةً مع خطِّ الشيب المُتزايد باستمرار، ولا يسع المرء الخروج عن سطوة الزمن، لكن قد يُمكِن استعادة حيوية الشباب، ولو بقدرٍ بسيطٍ، من خلال مادة ريسفيراترول المُخفِّفة للالتهابات، والمُطِيلة لعُمر خلايا الجسم، إذ تُقلِّل وتيرة الشيخوخة، بل تقي من الإصابة بالعديد من الأمراض، فهلمَّ بنا نَزِن هذا المُكمِّل عبر معرفة فوائده وأضراره. تضمُّ أهم الفوائد المُتعلِّقة بمُكمِّلات ريسفيراترول طبقًا لأحدث الدراسات ما يلي: أشارت دراسات عديدة إلى وجود ارتباط مباشر بين الحصول على ريسفيراترول، وعمر الرجل، وذلك من خلال البلعمة الذاتية "Autophagy" التي تسمح للخلايا بالتخلُّص من العُضيَّات الضعيفة بداخلها، وكذلك البروتينات المُختلَّة وظيفيًّا، ما يزيد العمر المُتوقَّع لخلايا الجسم. أسهمت كذلك مُكمِّلات ريسفيراترول في تخفيف الأعراض المُصاحبة لتقدُّم السن، مثل: تدهور العين، أو الأعصاب، بل قد تُؤخِّر شيخوخة الأوعية الدموية في الجسم. يصحب التقدُّمَ في السن عادةً تدهورٌ في الوظائف العصبية، وزيادة حِدَّة الإجهاد التأكسدي المُتلِف للخلايا العصبية، ما يُضعِف الذاكرة، ويُؤثِّر على القدرات الذهنية المعرفية، أو يزيد مخاطر الإصابة ببعض الأمراض، مثل: شلل الرعاش، أو ألزهايمر. بيَّن فيضٌ هائلٌ من الدراسات دور ريسفيراترول في منع تدهور الجهاز العصبي، بل المساهمة في تكوين خلايا عصبية جديدة، وتعزيز الذاكرة طويلة المدى، فبعد إجراء تجربة لحقن ريسفيراترول داخل بطين المخ لدى الفئران لمُدَّة 7 أيام، تحسَّنت الذاكرة كثيرًا. يمنع ريسفيراترول التدهور المعرفي من خلال تحسين إفراز النواقل العصبية، مثل: السيروتونين، والنورأدرينالين، والدوبامين، وليست هذه هي الوسيلة الوحيدة لمنع التدهور المعرفي، بل أشارت دراساتٌ أيضًا إلى فعالية ريسفيراترول عبر تثبيط إفراز السيتوكينات الالتهابية، ما يُحافِظ على الجهاز العصبي لوقتٍ أطول. تُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب رقم 1 للوفاة حول العالم؛ إذ تتدهور الأوعية الدموية مع تقدُّم العمر، ما يجعلها عُرضةً للتصلُّب. تُعزِّز مُكمِّلات ريسفيراترول مستويات أكسيد النيتريك (NO) في الأوعية الدموية، كما يمنع الإجهاد التأكسدي المُتلِف للخلايا المُبطِّنة للأوعية الدموية. تتضافر هذه العوامل معًا في حماية الأوعية الدموية من التدهور مع زيادة عُمر الرجل، ما يقيه أمراض القلب والأوعية الدموية. تضمر عضلات الرجل كُلَّما تقدَّم به الزمن، ويفقد قدرًا من قوته العضلية، وقد بيَّنت دراسات عديدة أنَّ ريسفيراترول ذو فعالية عظيمة في الحفاظ على الكتلة العضلية، بل تحسين وظائف العضلات، لكن كان ذلك مصحوبًا ببعض التقييدات الغذائية؛ للوقاية من ضمور العضلات. تواترت كذلك بعض الأدلة على فعالية ريسفيراترول بجانب ممارسة التمارين الرياضية في الحد من ضمور العضلات مع تقدُّم العمر، ويُعتقَد أنَّ ذلك نتيجة تثبيط الموت المُبرمَج للخلايا، وتعزيز وظائف الميتوكوندريا (مصنع الطاقة في الخلايا). أوردت تقارير عديدة أنَّ عامل السن المُؤثِّر الأكثر أهمية في الإصابة بالسرطان، ووضَّحت دراسات عِدّة تثبيط مادة ريسفيراترول لنمو الخلايا السرطانية، إذ يُؤثِّر ريسفيراترول على العمليات الحيوية داخل الخلايا السرطانية. يمنع ريسفيراترول كذلك انتشار الخلايا السرطانية إلى أعضاء أخرى في الجسم، إذ ظهر ذلك في دراسات مبدئية أُجريت على سرطان البروستاتا، والقولون. إِنْ قِيل إنَّ ريسفيراترول مُمِيت للخلايا السرطانية، فهذا صحيح، إذ إنَّه مُنشِّط للموت المبرمَج للخلايا السرطانية (التدمير الذاتي لها)، ما يحد من خطورتها كثيرًا. اقرأ أيضًا:ماذا تعرف عن المكملات الغذائية؟ وما هي فوائدها وأضرارها المحتملة؟ كيف يُقلِّل ريسفيراترول وتيرة الشيخوخة؟ تعود الشيخوخة، أو ظهور علامات التقدُّم في السن إلى: ● الإجهاد التأكسدي. ● الالتهابات. ● موت الخلايا. ● خلل الميتوكوندريا الوظيفي. ● اختلال توازن ميكروبات الأمعاء. يعكس ريسفيراترول هذه الآليات من خلال: ● تخفيف الإجهاد التأكسدي عبر تفعيل الإنزيمات المضادة للأكسدة. ● تعزيز الميتوكوندريا وظيفيًّا. ● تقليل الموت الخلوي بتثبيط البروتينات المسؤولة عن ذلك. لفتت ميكروبات الأمعاء الأنظار كثيرًا بتأثيرها البارز على الصحة، وربَّما ينبغي ذكر البروبيوتيك في هذا السياق كونه داعمًا للميكروبات الصديقة داخل الأمعاء، وواقيًا ضد الأمراض. أظهرت بعض الدراسات نتيجة تنظيم ريسفيراترول لميكروبات الأمعاء، إذ قد يُسهِم ذلك في الوقاية من: ● اعتلال الأعصاب السُّكري. ● التنكُّس الكبدي الدهني. ● ارتفاع ضغط الدم. لكن ما زالت الأبحاث جارية حول حقيقة أثر ريسفيراترول في تنظيم ميكروبات الأمعاء، وعلاقة ذلك بالحفاظ على صحة الرجل رغم تقدُّم العمر. يُفضَّل استشارة الطبيب قبل الحصول على مُكمِّلات ريسفيراترول خاصةً إذا كان الرجل يتناول أدوية بالتزامن مع المُكمِّل. تراوح الجرعة المُناسِبة من مُكمِّلات ريسفيراترول بين 75 - 150 مجم يوميًا. نادرًا ما تُسبِّب مُكمِّلات ريسفيراترول مخاطر جسدية، لكن قد تظهر مخاطرها عند الإفراط في تناولها، مثل: ● ألم البطن. ● الإسهال. ● الغثيان. ● انتفاخ البطن. ● زيادة مستويات البيليروبين في الدم. أيضًا ينبغي تجنُّب ريسفيراترول إذا تسبَّب في الحساسية، أو كان الرجل مُصابًا بالحساسية تجاه الأطعمة المُحتوية عليه. اقرأ أيضًا: 15 نوعاً من أفضل مكملات غذائية للرجال عليك تجربتها لا يُفضِّل البعض تناول المُكمِّلات، ومِنْ ثَمَّ يُمكِن الحصول على مُبتغاك من ريسفيراترول عبر تناول الأطعمة الآتية: ● الفول السوداني. ● العنب. ● الفستق. ● التوت الأزرق. ● التوت البري. ● الشوكولاته الداكنة.
مشاركة :