أكد البروفيسور في جامعة أكسفورد بيتر فرانكوبان بدء تدهور علاقات الغرب مع دول قسم الكرة الأرضية الجنوبي وتسريع تغيير النظام العالمي وتقارب موسكو وبكين. وقال فرانكوبان في مقالة تحت عنوان "هل ينتصر بوتين؟"، نشرتها مجلة The Spectator البريطانية أن الصراع "كان لحظة واحدة من أكبر عمليات إعادة توزيع الثروة في التاريخ، ما سمح للبلدان التي لديها احتياطيات كبيرة من موارد الطاقة بتحقيق أرباح فائقة، وأدّى بدوره إلى تسريع التغيير في النظام العالمي". ويشير البروفيسور إلى أنّ كلا من الصراع نفسه والطريقة التي تعاملت بها الدول الغربية معها "خلقت فرصا هائلة للتعاون الصيني - الروسي". وبحسب رأيه، فإن البلدين متحدان من خلال "التأكيد المشترك على أهمية الاستقرار والفكرة التي يروجانها بأن الغرب هو الذي يقوم بالتدمير، وأنه لا يُمكن التنبؤ به وهو غير مستقر". روسيا والصين وأردف أن خطاب موسكو المناهض لأمريكا يتردد في المستعمرات السابقة، ودبلوماسية اللقاح في روسيا الاتحادية والصين خلال فترة وباء "كوفيد-19" سمحت لهما بتعزيز مواقفهما بشكل كبير في دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا. مبيّنا في الوقت نفسه، أن واشنطن عانت في هذا الجانب عندما اشترت اللقاحات ومجموعات الاختبار السريع ورفضت براءات الاختراع من أجل تطويرها. وقال فرانكوبان إن الدول التي "لطالما شكّكت في القوة الأمريكية" تنجذب أيضا إلى صورة تعددية الأقطاب، حيث "لن تكون الولايات المتحدة شرطي العالم بعد الآن". واعتبر بروفيسور جامعة أكسفورد، أن العمود الفقري للتحالف الغربي لا يزال قويا، "لكنه فشل في حشد دعم العديد من الدول التي رفضت الانحياز إلى أي طرف." وضرب مثال ذلك أنه في مارس من العام الماضي، هناك 25 دولة أفريقية لم تصوّت على "إدانة" تصرفات روسيا الاتحادية خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك رغم "الضغط الغربي الهائل". آفاق قاتمة وفي سياق آخر، يُلقي فرانكوبان بظلال من الشك على "الفرضية المشتركة" بين حلفاء أوكرانيا بأن "روسيا تعاني من هزيمة اقتصادية وعسكرية." ويشير إلى أن بعض النجاحات التي حقّقتها قوات الأمن الأوكرانية لا يُمكن أن تعوّض الخسائر الفادحة، وعلى الرغم من وعود القادة الغربيين بنقل أسلحة جديدة إلى كييف من أجل "إنهاء ما بدأوه"، فإن "آفاق الأسابيع المقبلة، من شهور وحتى سنوات لا تبدو مشرقة على الإطلاق". وبحسب الخبير، فإن روسيا، التي انخفض ناتجها المحلي الإجمالي بشكل ملحوظ بأقل من المتوقع العام الماضي، تتمتّع أيضا بموارد بشرية ومالية أكثر من أوكرانيا، ويبدو أنها المرشح المفضل في "حرب الاستنزاف". المصدر: تاس تابعوا RT على
مشاركة :