ذكرى انطلاق أول صحيفةٍ باللغة الإنجليزية «ذي آيلندر» في البحرين

  • 3/5/2023
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يطل‭ ‬علينا‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬حاملا‭ ‬معه‭ ‬ذكرى‭ ‬تأسيس‭ ‬أول‭ ‬صحيفةٍ‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬عُرفت‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬‭ (‬The‭ ‬Islander‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬أسستها‭ ‬شركة‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭ ‬المحدودة‭ ‬‮«‬بابكو‮»‬،‭ ‬وانطلقت‭ ‬في‭ ‬حلتها‭ ‬المميزة‭ ‬كصحيفةٍ‭ ‬أسبوعيةٍ‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬مارس‭ ‬1956م‭. ‬ عندما‭ ‬يتم‭ ‬رصد‭ ‬تاريخ‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قلما‭ ‬يتم‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الصحافة‭ ‬المحررة‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬وحين‭ ‬يتم‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬أسطرٍ‭ ‬معدودةٍ‭ ‬يخطئ‭ ‬البعض‭ ‬حين‭ ‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬صحيفةٍ‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬غلف‭ ‬ميرور‮»‬‭ (‬Gulf‭ ‬Mirror‭)‬،‭ ‬الصادرة‭ ‬عام‭ ‬1971م،‭ ‬والتي‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬الصدور‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1987م،‭ ‬لذا‭ ‬يستوجب‭ ‬علينا‭ ‬الوقوف‭ ‬عند‭ ‬هذه‭ ‬المحطة‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭. ‬ وضع‭ ‬التاجر‭ ‬والكاتب‭ ‬البحريني‭ ‬عبدالله‭ ‬الزايد‭ ‬اللبنة‭ ‬الأولى‭ ‬للصحافة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬حين‭ ‬أسس‭ ‬أول‭ ‬صحيفةٍ‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬جريدة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬الصدور‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1939‭ ‬و1944م،‭ ‬لتصبح‭ ‬مصدرًا‭ ‬لتغطية‭ ‬أحداث‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ (‬1939-1945م‭). ‬ وكانت‭ ‬إسهامات‭ ‬شركة‭ ‬بابكو‭ ‬عبر‭ ‬العقود‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتنوعةٌ‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬تسجيلها‭ ‬في‭ ‬كندا‭ ‬حين‭ ‬أسستها‭ ‬شركة‭ ‬ستاندرد‭ ‬أويل‭ ‬أوف‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬عام‭ ‬1929م،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اكتشاف‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬1932م،‭ ‬تبعها‭ ‬تصدير‭ ‬أول‭ ‬شحنةٍ‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1934م،‭ ‬وإنشاء‭ ‬مصفاةٍ‭ ‬للنفط‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1936م،‭ ‬واتخذت‭ ‬الشركة‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬العوالي‭ ‬مقرًا‭ ‬رئيسًا‭ ‬لها‭. ‬ صدرت‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬‭ ‬في‭ ‬شكلين،‭ ‬كان‭ ‬الأول‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مجلةٍ‭ ‬شهريةٍ‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬الصدور‭ ‬منذ‭ ‬عددها‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬1954م‭ ‬حتى‭ ‬ربيع‭ ‬عام‭ ‬1956م،‭ ‬أما‭ ‬الثاني‭ ‬فاتخذ‭ ‬شكل‭ ‬صحيفةٍ‭ ‬أسبوعيةٍ‭ ‬متكاملةٍ‭ ‬صدر‭ ‬العدد‭ ‬الأول‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬مارس‭ ‬1956م‭ ‬واستمرت‭ ‬حتى‭ ‬19‭ ‬فبراير‭ ‬1969م‭. ‬ أشرفت‭ ‬إدارة‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬بابكو‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬،‭ ‬وتولى‭ ‬إدارتها‭ ‬حينها‭ ‬كوب‭ ‬كولينز،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬تكليف‭ ‬مهمة‭ ‬تحرير‭ ‬الإصدار‭ ‬لجون‭ ‬هوبر،‭ ‬وكُلف‭ ‬كلٌ‭ ‬من‭ ‬رون‭ ‬ستارتآب‭ ‬وبيل‭ ‬باريت‭ ‬للإشراف‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬إنتاج‭ ‬أعداد‭ ‬الصحيفة،‭ ‬كما‭ ‬ضمت‭ ‬إدارة‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭ ‬بالشركة‭ ‬إليها‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬المُتخصصين‭ ‬الذين‭ ‬ساهم‭ ‬جميعهم‭ ‬بشكلٍ‭ ‬أو‭ ‬بآخرٍ‭ ‬في‭ ‬الإصدار‭ ‬الجديد‭.‬ اتخذ‭ ‬الإصدار‭ ‬الذي‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬بدايته‭ ‬بشكل‭ ‬مجلةٍ‭ ‬دوريةٍ‭ ‬من‭ ‬35‭ ‬صفحةٍ‭ ‬بمقياس‭ (‬18x24سم‭)‬،‭ ‬ومع‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬1955م‭ ‬غيرت‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬‭ ‬شكلها،‭ ‬فأصبح‭ ‬العدد‭ ‬الجديد‭ ‬مكوّنًا‭ ‬من‭ ‬28‭ ‬صفحةٍ‭ ‬بمقياسٍ‭ ‬بلغ‭ (‬20.5X27,5سم‭). ‬وعندما‭ ‬اتخذت‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬‭ ‬شكل‭ ‬صحيفةٍ‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬1956م،‭ ‬احتوى‭ ‬إصدارها‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬6‭ ‬صفحات‭ ‬بمقياس‭ (‬28X38سم‭)‬،‭ ‬وتفاوت‭ ‬عدد‭ ‬الصفحات‭ ‬الصادرة‭ ‬بين‭ ‬عددٍ‭ ‬وآخر،‭ ‬ففي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تكونت‭ ‬الصحيفة‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬صفحات،‭ ‬وفي‭ ‬أحيانٍ‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬صفحات،‭ ‬ولكن‭ ‬أغلب‭ ‬إصدارات‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬‭ ‬في‭ ‬حلتها‭ ‬الجديدة‭ ‬كصحيفةٍ‭ ‬بلغت‭ ‬4‭ ‬صفحات‭.‬ هدفت‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المُتحدثين‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬القاطنين‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وخاصةً‭ ‬أولئك‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬بابكو،‭ ‬واهتمت‭ ‬بنشر‭ ‬آخر‭ ‬الأخبار‭ ‬والأحداث‭ ‬المحلية،‭ ‬وأخبار‭ ‬الشركة،‭ ‬وآخر‭ ‬الاكتشافات‭ ‬الأثرية،‭ ‬والأخبار‭ ‬الرياضية‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬فريق‭ ‬بابكو‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬ومجموعةٍ‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الأعراس‭. ‬ في‭ ‬نسخة‭ ‬الصحيفة‭ ‬الأولى‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬مارس‭ ‬1956م،‭ ‬أعلنت‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬أول‭ ‬صحيفةٍ‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فحسب‭ ‬ولكن‭ ‬أول‭ ‬صحيفةٍ‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وتمت‭ ‬طباعة‭ ‬النسخة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الصحيفة‭ ‬في‭ ‬المطبعة‭ ‬الشرقية‭ ‬بالمنامة‭. ‬ وفي‭ ‬فترةٍ‭ ‬زمنيةٍ‭ ‬وجيزةٍ‭ ‬تمكنت‭ ‬الصحيفة‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬قاعدةٍ‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬القراء‭ ‬والمُتابعين،‭ ‬بل‭ ‬زار‭ ‬الصحيفة‭ ‬مجموعةٌ‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يتطلعون‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬فرصٍ‭ ‬للتدريب‭ ‬فيها،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬أولئك‭ ‬كان‭ ‬آلين‭ ‬إس‭. ‬جونسون،‭ ‬الذي‭ ‬زار‭ ‬الصحيفة‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬1956م،‭ ‬وقد‭ ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬نيل‭ ‬شهادة‭ ‬الماجستير‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬جون‭ ‬هوبكنز‭ ‬للدراسات‭ ‬الدولية‭ ‬المُتقدمة‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭.‬ كتب‭ ‬جونسون‭ ‬عن‭ ‬تجربته‭ ‬مع‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬،‭ ‬وشرح‭ ‬بالتفصيل‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬تُصاغ‭ ‬الأخبار‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬القالب‭ ‬المُخصص‭ ‬لها‭ ‬استعدادًا‭ ‬لنشر‭ ‬الصحيفة‭. ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬دوّنه‭ ‬جونسون‭ ‬في‭ ‬مقالٍ‭ ‬نشرته‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬يوليو‭ ‬1956م‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬من‭ ‬طاولة‭ ‬المحرر‭ ‬إلى‭ ‬بريد‭ ‬القارئ‮»‬،‭ ‬ويذكر‭ ‬جونسن‭ ‬أنه‭ ‬عادةً‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يُلاحظ‭ ‬تكدس‭ ‬الأوراق‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬المحرر‭ ‬قبل‭ ‬جمع‭ ‬مادة‭ ‬العدد،‭ ‬فيما‭ ‬تفيض‭ ‬خزينة‭ ‬حفظ‭ ‬الأوراق‭ ‬بعددٍ‭ ‬كبيرٍ‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬والتقارير‭ ‬المكتوبة‭ ‬منها‭ ‬بخط‭ ‬اليد‭ ‬أو‭ ‬المطبوعة‭. ‬ في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬يقوم‭ ‬هاري‭ ‬هالوز‭ -‬علاوةً‭ ‬على‭ ‬إشرافه‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬طباعة‭ ‬الصحيفة‭- ‬بالتواجد‭ ‬في‭ ‬غرفةٍ‭ ‬مخصصةٍ‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬تحويل‭ ‬الصور‭ ‬المختارة‭ ‬للنشر‭ ‬في‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬نقوشٍ‭ ‬نحاسيةٍ‭ ‬أو‭ ‬كُتلٍ‭ ‬فوتوغرافيةٍ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كاميرا‭ ‬خاصة‭ ‬وأحماضٍ‭ ‬وموادٍ‭ ‬أخرى‭.‬ بعدها‭ ‬تُرسل‭ ‬إلى‭ ‬منضّدي‭ ‬الحروف‭ ‬في‭ ‬المطبعة‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬الكلمات‭ ‬بشكلٍ‭ ‬عكسيٍ‭ ‬أو‭ ‬بالمقلوب،‭ ‬والذين‭ ‬يقومون‭ ‬بإجراء‭ ‬التعديلات‭ ‬المناسبة‭ ‬وصفّ‭ ‬المقالات‭ ‬على‭ ‬قالب‭ ‬الصحيفة،‭ ‬ليتم‭ ‬بعدها‭ ‬طباعة‭ ‬مسودةٍ‭ ‬من‭ ‬صفحات‭ ‬العدد‭ ‬وتدقيقها‭ ‬مجددًا‭ ‬حتى‭ ‬إتقان‭ ‬العدد‭. ‬ بحلول‭ ‬عصر‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬سارت‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬ما‭ ‬يرام،‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬قفل‭ ‬شكل‭ ‬الحروف‭ ‬والعناوين‭ ‬والصور‭ ‬بأمانٍ‭ ‬في‭ ‬إطارٍ‭ ‬معدنيٍ‭ ‬ثقيلٍ‭ ‬يؤخذ‭ ‬للطباعة‭ ‬النهائية،‭ ‬لتبدأ‭ ‬بعدها‭ ‬عملية‭ ‬التدقيق‭ ‬النهائية‭ ‬للصفحة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العدد،‭ ‬ويُمكن‭ ‬لأعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬منازلهم‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬6‭ ‬من‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬إذا‭ ‬سارت‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يُرام،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬احتاجوا‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التصويب‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬التصميم‭ ‬فقد‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬منازلهم‭ ‬حتى‭ ‬اكتمال‭ ‬مهامهم‭ ‬بحلول‭ ‬منتصف‭ ‬الليل‭. ‬ بعدها‭ ‬يتم‭ ‬إعداد‭ ‬الصفحتين‭ ‬الثانية‭ ‬والخامسة‭ ‬بنفس‭ ‬ما‭ ‬سارت‭ ‬عليه‭ ‬الصفحة‭ ‬الأولى‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬جاهزةً‭ ‬للطباعة‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الصفحتين‭ ‬الثالثة‭ ‬والرابعة‭ ‬اللتين‭ ‬يتم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬إعدادهما‭ ‬للنشر‭ ‬بعد‭ ‬ظهر‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء،‭ ‬ولا‭ ‬يتبقى‭ ‬حينها‭ ‬سوى‭ ‬عملية‭ ‬الطباعة‭ ‬النهائية‭ ‬للعدد‭ ‬كاملًا،‭ ‬والتي‭ ‬تسبقها‭ ‬طباعة‭ ‬اثنتي‭ ‬عشرة‭ ‬نسخةً‭ ‬من‭ ‬الصفحة‭ ‬الأولى‭ ‬للصحيفة‭ ‬لإطلاع‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬المحتوى‭ ‬النهائي‭ ‬للصحيفة‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬5‭ ‬من‭ ‬عصر‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬الفريق‭ ‬على‭ ‬نسخٍ‭ ‬من‭ ‬العدد‭ ‬حتى‭ ‬فجر‭ ‬اليوم‭ ‬الآتي‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬الخميس،‭ ‬ولا‭ ‬يتمكنون‭ ‬من‭ ‬الخلود‭ ‬إلى‭ ‬النوم‭ ‬حتى‭ ‬يطّلعوا‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬النسخ‭ ‬الأولية‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬الصحيفة،‭ ‬ومن‭ ‬بعدها‭ ‬ينشغل‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬للعدد‭ ‬الآتي‭ ‬منها‭! ‬ يتبين‭ ‬مما‭ ‬تقدم‭ ‬حجم‭ ‬المشقّة‭ ‬الجمّة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يتكبدها‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬الصحيفة‭ ‬في‭ ‬حرصهم‭ ‬على‭ ‬إصدارها‭ ‬على‭ ‬أتمّ‭ ‬وجه‭. ‬ صدر‭ ‬العدد‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬الصحيفة‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬فبراير‭ ‬1969م‭ (‬المجلد‭ ‬رقم‭ ‬30،‭ ‬العدد‭ ‬رقم‭ ‬24‭)‬،‭ ‬وظهرت‭ ‬رسالة‭ ‬على‭ ‬الصفحة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العدد‭ ‬تُخبر‭ ‬القراء‭ ‬برغبة‭ ‬الصحيفة‭ ‬في‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬النشر،‭ ‬والسبب‭ ‬وراء‭ ‬القرار‭ ‬هو‭ ‬تقدم‭ ‬ثلاث‭ ‬جهاتٍ‭ ‬مختلفةٍ‭ ‬بطلب‭ ‬ترخيصٍ‭ ‬لإصدار‭ ‬صحفٍ‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ونتيجةً‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬هناك‭ ‬حاجةٌ‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬النشر،‭ ‬ولم‭ ‬توضح‭ ‬الرسالة‭ ‬أسماء‭ ‬المُتقدمين‭ ‬لنيل‭ ‬التراخيص‭ ‬لإصدار‭ ‬تلك‭ ‬الصحف،‭ ‬فيما‭ ‬صدرت‭ ‬ثاني‭ ‬صحيفة‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وهي‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬غلف‭ ‬ميرور‮»‬‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬يناير‭ ‬1971م،‭ ‬واختتمت‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬‭ ‬رسالتها‭ ‬في‭ ‬عددها‭ ‬الأخير‭ ‬بتحية‭ ‬لقرائها‭ ‬قائلةً‭ ‬‮«‬في‭ ‬أمان‭ ‬الله‮»‬‭.‬ تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬النجمة‭ ‬الأسبوعية‮»‬‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬بابكو‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬قد‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬يناير‭ ‬1957م،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬ظهور‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تجاوز‭ ‬عمر‭ ‬الصحيفة‭ ‬العربية‭ ‬نظيرتها‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬حيث‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬الصدور‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1981م‭. ‬ تمت‭ ‬إعادة‭ ‬إصدار‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬نشرةٍ‭ ‬إخباريةٍ‭ ‬شهريةٍ‭ ‬خاصةٍ‭ ‬بشركة‭ ‬بابكو‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬يوليو‭ ‬2011م،‭ ‬فيما‭ ‬أعيد‭ ‬إصدار‭ ‬‮«‬النجمة‭ ‬الأسبوعية‮»‬‭ ‬في‭ ‬وقتٍ‭ ‬سابقٍ‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬نشرةٍ‭ ‬شهريةٍ‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬يناير‭ ‬2011م‭. ‬ أظهرت‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬‭ -‬في‭ ‬شكليها‭ ‬كمجلةٍ‭ ‬أولًا‭ ‬وكصحيفةٍ‭ ‬ثانيًا‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1954م‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬1969م‭- ‬ملامح‭ ‬مهمةً‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وأبرزت‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬التي‭ ‬لطالما‭ ‬عُرفت‭ ‬بها‭ ‬البحرين،‭ ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬توليها‭ ‬البحرين‭ ‬للتنقيب‭ ‬عن‭ ‬آثارها‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬التاريخ‭ ‬القديم،‭ ‬فقد‭ ‬استقبل‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ (‬1942‭ - ‬1961م‭) ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬وتوابعها‭ ‬آنذاك،‭ ‬وفدًا‭ ‬ضم‭ ‬البعثة‭ ‬الأثرية‭ ‬الدنماركية‭ ‬للتنقيب،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الصحيفة‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬يناير‭ ‬1957م،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬تغطية‭ ‬الصحيفة‭ ‬لعددٍ‭ ‬من‭ ‬الزيارات‭ ‬الرسمية‭ ‬لمسؤولين‭ ‬للبحرين‭. ‬ وتصدّر‭ ‬غلاف‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬1954م‭ ‬صورةً‭ ‬لبابا‭ ‬نويل‭ ‬ممتطيًا‭ ‬سفينة‭ ‬الصحراء،‭ ‬كما‭ ‬غطت‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬آيلندر‮»‬‭ ‬مجموعةً‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬المحلية‭ ‬المهمة،‭ ‬والفعاليات‭ ‬الخاصة‭ ‬بشركة‭ ‬بابكو،‭ ‬وأخبارًا‭ ‬عن‭ ‬مستشفى‭ ‬العوالي،‭ ‬وغدت‭ ‬أيضًا‭ ‬مصدرًا‭ ‬رئيسًا‭ ‬لبعض‭ ‬الأحداث‭ ‬الرياضية‭ ‬الخاصة‭ ‬بكرة‭ ‬القدم،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬ترصد‭ ‬أبرز‭ ‬نتائج‭ ‬المباريات‭ ‬المحلية،‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬نقلها‭ ‬لإعلانٍ‭ ‬لمباراةٍ‭ ‬وديةٍ‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬منتخبي‭ ‬البحرين‭ ‬وإنجلترا‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬نوفمبر‭ ‬1968م،‭ ‬ورصدت‭ ‬مجموعةً‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬العوالي‭ ‬مثل‭ ‬لعبتي‭ ‬الكريكيت‭ ‬والبيسبول،‭ ‬ومجموعةٍ‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬والفعاليات‭.‬ { المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

مشاركة :