أكد مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإيرانية، لـ «الجريدة»، أنه تم تكليف جميع السفراء الإيرانيين في الدول المجاورة، بالاتصال مع حكومات الدول التي يقيمون فيها لإبلاغهم رسالة مفادها أن إيران تسعى إلى السلام مع كل دول الجوار، والتعاون من أجل ضمان الأمن الإقليمي، وهي تؤيد حل أي خلافات عبر السبل الدبلوماسية، وفي الوقت نفسه تحذر من أنه في حال سمحت أي دولة باستخدام أراضيها أو أجوائها أو مياهها الإقليمية لأي تحرك عدائي تجاهها من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة فستعتبر طهران هذا الأمر تصرفاً عدائياً مباشراً تجاهها من قبل هذه الدولة وسوف يترتب على ذلك رد إيراني مباشر. وأوضح المصدر أن طهران تنوي في الأيام المقبلة بعث رسالة إلى واشنطن عبر السفارة السويسرية التي تتولى رعاية المصالح الأميركية في طهران مفادها أن إيران تعتبر أن أي هجوم إسرائيلي من أي اتجاه كان عليها لن يتم دون ضوء أخضر أميركي، وعلى هذا الأساس فإن كل القواعد والقوات العسكرية الأميركية في المنطقة سوف تصبح هدفاً مشروعاً لها إذا شنت تل أبيب عدواناً واسعاً. وقال إن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أصدر أوامره بإبلاغ هذه الرسائل بعد لقائه أمس المرشد الأعلى علي خامنئي، مضيفاً أنه وحسب تحليل «الخارجية» الإيرانية فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط داخلية كبيرة ولانتقادات دولية بسبب تصرفات حكومته المتطرفة تجاه الفلسطينيين وقد يقدم على عمل خارجي لحرف الأنظار. إلى ذلك، كشف مصدر رفيع المستوى أن طهران تلقت اتصالات من الجانب العراقي الأسبوع الماضي تعبر عن انزعاج أميركي شديد من كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبداللهيان تلقيه رسالة أميركية خلال زيارته إلى بغداد. وكانت «الجريدة» كشفت مضامين الرسالة الأميركية، إلا أن الخارجية الأميركية اتهمت عبداللهيان بالكذب، نافية بعث أي رسالة. وقال مصدر لـ «الجريدة» إن واشنطن انزعجت جداً من تسريب الرسالة التي قال عبدالليهان إنه تلقاها عبر نظيره العراقي فؤاد حسين. وكان الأميركيون علقوا قبل نحو 9 أشهر تنفيذ اتفاقية تم التوصل إليها في جنيف، تنص على إطلاق طهران سجناء أميركيين في مقابل إفراج واشنطن عن قسم من الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج، بسبب قيام وكالة «نورنيوز» التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بتسريب خبر الاتفاق، وذلك قبل قليل من الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي. وشدد المصدر على أن عبداللهيان لم يشأ الكشف عن الرسالة الأخيرة إلا أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تدخل بنفسه لإجباره على الكشف عنها بعد أن تصور الفريق الاقتصادي في حكومته أن إعلاناً مثل هذا قد يوقف انهيار سعر العملة الإيرانية أمام الدولار الأميركي. من ناحيته أخرى، قال المصدر نفسه إن السعودية حتى الآن لم ترد على اقتراح إيران إجراء الجولة السادسة من الحوار بينهما على مستوى وزراء الخارجية، مضيفاً أن هناك جهات أمنية داخل إيران، خصوصاً في المجلس الأعلى للأمن القومي، مازالت مصرة على عدم إخراج ملف المفاوضات بين إيران والسعودية من إطارها الأمني، وأن وزير الخارجية بات يصارع على جبهتين، جبهة خارجية لإقناع السعوديين بالحوار وداخلية للحد من نفوذ مجلس الأمن القومي. وبينما قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أمس إنه أجرى محادثات إيجابية في طهران بعد العثور على آثار يورانيوم في مواقع غير معلنة تقترب درجة تخصيبها من المستوى اللازم لتصنيع أسلحة نووية، سُجّلت حالات تسميم جديدة لتلميذات إيرانيات في خمس محافظات إيرانية على الأقل، حسبما أفادت وسائل إعلام أمس في حين ما زال الغموض يلف القضية التي تثير غضباً في البلاد. ونُقلت عشرات الفتيات إلى مستشفيات في محافظات همدان (غرب) وزنجان وأذربيجان الغربية (شمال غرب) وفارس (جنوب) وألبرز (شمال)، مثلما أفادت وكالتا «تسنيم» و«مهر» الإيرانيتان. وأكدت الوسائل أن حالة التلميذات الصحية لا تُعتبر خطيرة وهن يعانين مشكلات في الجهاز التنفسي ودواراً وصداعاً. وتعرضت مئات التلميذات للتسميم بالغاز في عشرات مراكز التعليم خلال الأشهر الثلاثة الفائتة، لا سيما في مدينة قم المقدسة. وأثارت القضية الغامضة قلق أهالي التلميذات مطالبين السلطات بإيجاد الفاعلين. وطالب الرئيس الإيراني، أمس الأول، وزارتَي الداخلية والاستخبارات بـ «إفشال مؤامرة العدو الهادفة إلى بث الخوف واليأس بين السكان». ولم يشر إلى هوية هذا «العدو». وأعلنت الحكومة فتح تحقيق في أسباب التسمّم، ولم يعلن حتى الآن توقيف أي شخص على خلفية هذه القضية. وقال مسؤول في وزارة الصحة الأسبوع الماضي إن «بعض الأفراد» يسعون عبر ذلك إلى «إغلاق كل المدارس، خصوصاً مدارس الفتيات».
مشاركة :