أعاد احتفاء النجمة العالمية أنجلينا جولي بـمسنة مصرية حصلت على شهادة «محو الأمية» في سن الـ87، قضية تعليم الكبار في مصر إلى الواجهة؛ إذ نشرت جولي عبر حسابها على موقع «إنستغرام» الذي يتابعه الملايين، صورة للسيدة المصرية، زبيدة عبد العال، التي تعد أكبر الحاصلين على شهادة «محو الأمية» سناً في البلاد. وقالت «الحاجة زبيدة» إنها «لا تعرف الممثلة الأميركية الشهيرة؛ لأنها لا تملك جهاز تلفزيون ولا تتابع الأفلام أو المسلسلات، وينصب مجهودها على متابعة شؤون قطعة الأرض الزراعية التي تملكها مع شريك لها، غير أنها تتوجه بالشكر للفنانة وتدعو لها بطول العمر والستر والبركة»، على حد تعبيرها. وأشارت في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إلى أن «العلم نور ويعطي الكرامة»، ولفتت إلى أنها «بمجرد وفاة زوجها قررت أن تبدأ رحلة التعليم الذي جعل الجميع يقدرها». وأضافت: «العلم ليس له سن، وكنت أمشي على قدمي نحو 2 كيلومتر يومياً للوصول إلى مقر محو الأمية وأعود إلى البيت مرهقة وأنام فوراً». وكشفت أن «حصولها على شهادة محو الأمية لن يكون نهاية المطاف؛ إذ ستلتحق بالصف الأول الإعدادي في العام الدراسي المقبل». وجاء حصول «الحاجة زبيدة» على الشهادة ضمن المبادرة التي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي تحت شعار «لا أمية مع تكافل» بهدف محو أمية من يستفيدون من برامج المساعدات المادية بالشراكة مع الهيئة العامة لتعليم الكبار. وتقيم السيدة المصرية التي باتت محط أنظار وسائل إعلام عالمية، بقرية «دكما» بمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية (دلتا مصر)، وقد تزوجت في سن 18 عاماً، وهي أم لـ8 أبناء وجدة لـ13 حفيداً. وبحسب آخر إحصائية للجهــاز المركزي للتعــبئة العامــة والإحصــاء التي صدرت 2022 بمناسبة اليوم العالمي لمحــو الأمية، الذي يوافــق 8 من سبتمبر (أيلول) من كل عام، فقد «بلغت نسبة الأمية في مصر 25.8 في المائة، وأكثر الأميين هم من كبار السن؛ إذ سجّلت الفئة العمرية (60 سنة فما فوق) النسبة الكبرى بين الأميين بـ63.4 في المائة»، وتعد قضية محو الأمية أحد محاور «رؤية مصر 2030» التي تستهدف القضاء على جميع أشكال أمية القراءة والكتابة بحلول عام 2030. واعتبر الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن «الحاجة زبيدة ليست النموذج الأول من نوعه في تاريخ تعليم الكبار بمصر، لكنه النموذج الأول الذي يحظى بكل هذا التقدير والإشادة؛ إذ سبق لمحافظ المنوفية أن زارها في بيتها وقام بتكريمها»، مؤكداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنها «نموذج ملهم في قوة الإرادة على مستوى العالم؛ إذ أثبتت خطأ النظريات التي تؤكد تراجع قدرة الإنسان على التعلم بعد الخمسين من العمر».
مشاركة :