"نقابة الإعلاميين الجنوبيين".. ذراع المجلس الانتقالي لترهيب الصحفيين اليمنيين وقمع الحريات الإعلامية في عدن

  • 3/5/2023
  • 19:17
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الأحد, 05 مارس, 2023 - 06:26 مساءً [ قوات المجلس الانتقالي الجنوبي تستولي على مقر نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن / مواقع التواصل ]  بعد أسابيع من إنشائها؛ باشرت ما تسمى بـ"نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين"، التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، نشاطها بعمل مليشاوي، بعيدا عن العمل النقابي، تمثل في الاعتداء على مقر نقابة الصحفيين اليمنيين في العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن. وفي وقت متأخر من ليل الثلاثاء الماضي، أقدمت قوات الحزام الأمني على اقتحام مقر نقابة الصحفيين اليمنيين الكائن في مديرية التواهي بالعاصمة المؤقتة عدن وأرهبت الهيئة الإدارية، وأنزلت لافتة النقابة واستبدلتها بلافتة أخرى تابعة لنقابة الانتقالي. واقعة الاقتحام هذه تأتي في إطار اعتداءات متواصلة تطال المؤسسات الصحفية والإعلامية في عدن والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة الانتقالي، إلى جانب مضايقات واعتداءات واعتقالات للصحفيين، وما يتعرض له الصحفي أحمد ماهر، منذ أكثر من سته أشهر في سجون الانتقالي، وعرقلة محاكمته أبرز مثال على ذلك. تنديد وتضامن مع النقابة لاقت حادثة الاعتداء على مقر نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن، تنديدا واستنكارا وتضامنا واسعا مع النقابة من قبل اتحادات دولية وعربية ومنظمات حقوقية وأحزاب ومكونات سياسية يمنية. وقالت نقابة الصحفيين اليمنيين إنها "فوجئت بقيام قوات مسلحة تتبع الحزام الأمني باقتحام مقر النقابة في عدن والاستيلاء عليه وإرهاب الهيئة الإدارية للفرع والعاملين بالمقر وممارسة الوصاية المسنودة بالقوة العسكرية لفرض أجندات لا علاقة لها بمهنة الصحافة ولا تخدم العمل النقابي في البلاد". وأضافت النقابة في بيان لها، أن اقتحام المقر مملوك بموجب القوانين والوثائق للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين اليمنيين يشكل تعديا سافرا على الحياة النقابية، ويدمر بمعاول هدم انجازات الفعاليات النقابية وتماسكها في مشهد معقّد (....). وحمل البيان، مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية والمجلس الانتقالي المسؤولية الكاملة عن هذا السلوك الخارج عن كل القوانين والأعراف. كما طالبت النقابة، بسرعة إخلاء المسلحين للمقر دون قيد أو شرط، وإعادة المقر للهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين اليمنيين المنتخبة من أعضاء النقابة في عدن، مع ضمان حماية أعضاء الهيئة الإدارية وكل منتسبي النقابة وعدم تكرار هذه الحوادث. بدوره أعلن الاتحاد الدولي للصحفيين ضم صوته إلى جانب نقابة الصحفيين اليمنيين في إدانة هذا الهجوم، مطالبا الجهات المعنية والسلطات المحلية باتخاذ تدابير عاجلة لضمان إعادة الممتلكات إلى أصحابها الشرعيين وتمكين الصحفيين من استعادة حقوقهم واستئناف عملهم. وقال أنطوني بيلانجي، أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين: "هذا هجوم سافر على الحركة النقابية وحقوق الصحفيين والإعلاميين في البلاد، وإننا نحث السلطات على اتخاذ إجراءات عاجلة ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء". في السياق، أعرب الاتحاد العام للصحفيين العرب عن تضامنه مع نقابة الصحفيين اليمنيين، مستنكرا بشدة ما قامت به قوات مسلحة تتبع الحزام الأمني في محافظة عدن وتستولي على مقر النقابة. وقال الاتحاد في بيان، إنه" يتضامن بكل قوة مع نقابة الصحفيين اليمنيين ويطالب بإخلاء مقر النقابة على الفور وإعادته اليها"، كما يطالب المنظمات الإعلامية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة ما تعرضت له نقابة الصحفيين اليمنيين والتضامن معها. من جانبه استنكر الحزب الاشتراكي اليمني بشدة اقتحام مقر نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن وتهديد الصحفيين والعاملين وطردهم بقوة السلاح، مشيرا إلى أن ذلك يعد "تهديدا للعمل الصحفي والنقابي ويرسم صورة قاتمة لمدينة عدن". وقال الاشتراكي في بيان له، إن "ما تعرض له مقر نقابة الصحفيين لا ينسجم مع معطيات المرحلة التي تستوجب الاصطفاف والتلاحم لمواجهة الحوثيين ولا تتناغم مع إرث عدن الثقافي والحضاري". كيان مليشاوي في 18 يناير / كانون الثاني، مطلع العام الجاري، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، تشكيل ما تسمى بـ"نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين"، والتي بدأت أعملها بواقعة مليشياوية، في اقتحام مبنى نقابة الصحفيين اليمنيين. وعلق وزير الثقافة اليمني السابق وعضو هيئة إدارة نقابة الصحفيين اليمنيين مروان دماج، على حادثة الاعتداء: "العمل النقابي عمل طوعي والتعددية النقابية قد تكون عادية في وضع ما... يبدو أن الجمعيات التي تنشأ كأذرع لجماعات سياسية تفشل في إدراك هذه البديهيات وبالتالي تفشل حتى في خدمة الطرف الذي أوجدها. وأضاف دماج على صفحته بالفيسبوك: "جمعية الإعلاميين الجنوبيين بغض النظر عن سياق انشائها تنجح في أن تسجل اسمها في سياق الجماعات المنتهكة للحريات والعمل النقابي في أول خطوات وجودها بدلا من أن تقدم نفسها كمنظمة تدافع عن الصحافة والحريات العامة". وأكد أن "كل الصحفيين اليمنيين ومعهم نقابتهم لن يلتزموا الصمت على الاعتداء بواسطة عناصر مسلحة على مقر فرع النقابة في عدن، ولن يمضي وقت طويل حتى يدرك منشئ هذه الجمعية أنها قد أصبحت عبء عليه". في السياق قال مصدر مسؤول في هيئة إدارة نقابة الصحفيين في عدن، إن ما تسمى بنقابة الصحفيين الجنوبيين، "هي كيان غير قانوني ومليشياوي ويعتمد على استخدام العنف والقوة ويقدم نفسه للعالم تقديمة سيئة جداً تشبه طالبان في افغانستان ومليشيات الحوثي في صنعاء". وأضاف المصدر- فضل عدم ذكر اسمه لدواع أمنية- لـ"يمن شباب نت": "إذا كانوا يريدوا نقابة، كان يفترض أن يشكلوها من كل الاطياف السياسية الموجودة المستقلين إلى آخره سنقول أهلا وسهلا على الرأس والعين مرحباً بكم شكِلوا البلد قوانين والديموقراطية مفتوحة للتشكيلات النقابية المستقلة لكن انك تشكل نقابة ذات طابع حزبي هذا للأسف الشديد". وتابع: "إذا كانوا أصحاب حق كما يزعمون، كان من المفترض أن يتوجهوا إلى المحكمة، نحن في نقابة الصحفيين لدينا وثائق ملكية بالمحكمة معمدة من لجنة أراضي وعقارات الدولة ومن هيئة أراضي وعقارات الدولة وأيضاً من الأسكان موثقة في السجل العقاري". وأكد أن "المقر ملك للصحفيين اليمنيين بشكل عام.. والصحفيون لا يمثلون الدولة، بل عبارة عن شكل مدني من أشكال التضامن المهني الإنساني". اعتداءات متكررة اقتحام مقر نقابة الصحفيين اليمنيين يأتي ضمن سلسلة اعتداءات متواصلة تطال المؤسسات الصحفية في عدن، وهذا الاعتداء ليس الأول فقد سبقه الاعتداء على عدة مؤسسات إعلامية خلال السنوات الأخيرة، بينها مؤسسة ١٤ أكتوبر وكالة الأنباء اليمنية سبأ. وقال الصحفي والمحلل السياسي فؤاد مسعد في حديث لـ "يمن شباب نت"، إن "استمرار هذه الاعتداءات لاشك أنه يلقي ظلاله على وضع الصحافة والإعلام في العاصمة المؤقتة عدن وبقية المحافظات المحررة. وأشار إلى أن هذه الاعتداءات تجعل عدن بيئة طاردة للعمل الصحفي كما هو حال صنعاء بعدما سيطرت عليها مليشيا الانقلاب الحوثي، كما تعبر عن عقلية لا تؤمن بالرأي والرأي الآخر ولا تقبل بأي صوت مغاير لسلطة الأمر الواقع. ولفت الصحفي مسعد، إلى أن ذلك الاعتداء لا يستند على أي مسوغ قانوني فلا يوجد قانون يبرر الاعتداء على النقابات والمنظمات مهما كانت المبررات. بدوره يؤكد المسؤول النقابي، أن "ما يقوم به الانتقالي من اعتداءات متواصلة على النقابات والمؤسسات وقمع لحرية الإعلام، له أثار سلبية على المستوى الوطني فيما يتعلق بالشراكة مع الأطراف اليمنية، كما أنها تترك أثر على المستوى الخارجي، وقدموا نموذجا سيئا كحركة سياسية ناشئة متطرفة". وقال المصدر في إطار حديثه لـ"يمن شباب نت"، إن "الحوثي حركة متطرفة شيعية فرضت أمرا واقعا في صنعاء وأغلقت النقابة وشكلت كيانا يسمى باتحاد الصحفيين، وطالبان حركة ماسونية متطرفة في افغانستان، فيما الانتقالي يقدم نموذجا مشابها مرفوضا دوليا في عدن". اساءة لعدن يعد اقتحام عناصر الانتقالي لنقابة الصحفيين اليمنيين، إجراء غير قانوني بشكل عام، وانتهاكا للقوانين المحلية والدولية، ولحقوق الإنسان، وانتهاك صارخ لحق الرأي والتعبير انتهاك صارخ لحق السلامة المهنية إجراء مُدان، وفقا لمصدر صحفي في النقابة. وقال المصدر النقابي في حديثه لـ"يمن شباب نت": "من المؤسف أن تقوم بذلك إعلامية نقابة المجلس الجنوبي الانتقالي مدعومة بمسلحين من الحزام الأمني قاموا بتهديد الزميل محمود ثابت رئيس فرع النقابة بالتصفية الجسدية". وأضاف، "الانتقالي يستمد قوته من خلال فرض أمر واقع في عدن، كما ربما يستمد قوته الثانية من خلال التهنئة التي تقدم بها وزير الإعلام معمر الارياني أثناء انعقاد مؤتمر نقابة الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين وأيضاً التهنئة التي تقدم بها رئيس الحكومة". وحسب المصدر، فإن "تلك التهاني استند عليها الانتقالي كمباركة ضمنية من قبل الحكومة الرسمية ومنحهم الضوء الأخضر لاقتحام مقر النقابة، وكأنه يقول لهم اذهبوا فاستعيدوا حقوقكم...".  لكن كان من المفترض – وفق المصدر- أن يذهبوا إلى المؤسسات الحكومية الرسمية كون نقابة الصحفيين اليمنيين ليست تابعة للحكومة اليمنية هي مؤسسة مجتمع مدني مستقلة كيان تضم كل الصحفيين من الانتماءات السياسية المختلفة ومن المستقلين". واستدرك في حديثه عن الانتقالي وأعضاء نقابته: "للأسف الشديد أخطأوا في هذا الإجراء بل ارتكبوا انتهاك للقانون ولحقوق الإنسان، الذي ممكن أن يصنف كجريمة حرب في تصنيفات الإعلام الدولي؛ لأننا في فترة نزاع". وتابع: "هناك جيل من الشباب جيل السوشل ميديا والفيسبوك والوتساب، هؤلاء ليسوا صحفيين؛ لأن الصحافة تأتي على اسس ومعايير مهنية وعلمية.. فلا يمكن أن يصنف هؤلاء صحفيين.. عيدروس باحشوان (يرأس ما تسمى بنقابة الصحفيين الجنوبيين)، زج بنفسه مع مجموعة من كتبة السوشال ميديا، هؤلاء الكتبة تنظيم سياسي وليس كيانا نقابيا، النقابات نقابات مستقلة عن الأحزاب السياسية". واختتم حديثه بالقول،" للأسف الشديد لقد أساءوا لتاريخ عدن وقدموا نموذجا سيئا لمدينة السلم، مدينة التسامح، التصالح، التعايش، التعدد، التنوع، أيضا أساءوا للحركة النضالية السلمية بالجنوب من خلال استخدامهم للعنف من خلال الاقتحام والاستيلاء والاستحواذ على مقر مؤسسة مدنية مستقلة غير حكومية". 

مشاركة :