تفاقمت التوترات في الائتلاف المعارض في تركيا، بينما كانت الأحزاب الستة تحاول الاتفاق على مرشح لمواجهة الرئيس رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الأكثر صعوبة، في فترة حكمه التي استمرت 20 عاماً. ما لم تتمكن الأحزاب من التغلب على خلافاتها، في الأيام المقبلة، فمن المرجح أن يلعب الانقسام في معسكرهم، لمصلحة أردوغان، الذي يُنظر إليه الآن على أنه ضعيف بسبب التضخم الهائل، والانتقادات بشأن رد فعله على الزلازل المدمرة، الشهر الماضي، التي أودت بحياة عشرات الآلاف. وأعلنت العضو الرئيس في الائتلاف زعيمة «حزب الخير» اليميني في تركيا، ميرال أكشينار، أنها ستترك التحالف، قائلة: «إنه فقد القدرة على تمثيل إرادة الأمة». وفي هذه الأثناء، بدأ الصدع في التحالف الواسع، الذي يمزج أحزاباً من اليسار إلى اليمين، بالظهور يوم الخميس، عندما اجتمعت الأحزاب الستة لمناقشة اختيارهم لمرشح مشترك للانتخابات الرئاسية المقبلة، وفشلوا في الاتفاق على مرشح. ويوم الجمعة، أعربت أكشينار عن تفضيلها لعمدة أنقرة منصور يافاش، أو رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بدلاً من رئيس حزب المعارضة الرئيس كمال كيليجدار أوغلو، الذي يُعتبر المرشح الأوفر حظاً للفور. وتُعدّ الانتخابات العامة التركية المقبلة، المقرر إجراؤها في 14 مايو، أن تكون واحدة من أكثر الانتخابات أهمية من الناحية الاستراتيجية. وستتم مراقبة النتيجة باهتمام كبير، حيث يسعى المراقبون إلى تحديد ما إذا كان أردوغان، الذي يخطو على حبل سياسي مشدود وصعب، بشأن حرب روسيا ضد أوكرانيا، سيدفع الدولة التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة في اتجاه أكثر تقليدية ومحافظة دينياً، أو ما إذا كان زعيم جديد سيفعل غير ذلك، ويكون قادراً على إعادة العلاقات المتضررة مع الغرب. وكانت إحدى المعضلات المركزية للمعارضة هي ما إذا كانت ستدعم كيليجدار أوغلو، البيروقراطي السابق البالغ من العمر 74 عاماً، والذي قاد حزب الشعب الجمهوري (من يسار الوسط) لأكثر من عقد من الزمان، على حساب زميله في الحزب، عمدة إسطنبول. ويُعرف كيليجدار أوغلو بـ«غاندي التركي»، بسبب بنيته وأسلوبه المتواضع، ويُنسب إليه الفضل على نطاق واسع في النجاحات الانتخابية التي حققها حزبه أخيراً. ومع ذلك، شكك المحللون في قدرته على تشكيل تحدٍ حقيقي لأردوغان، وفشلت انتصاراته السياسية في تحقيق معدلات قبول جيدة. ووفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، كان نحو 40% فقط من السكان الأتراك راضين عن ترشيحه كزعيم رئيس للمعارضة. ويعتقد الكثيرون أن إمام أوغلو (52 عاماً)، الذي أنهى 25 عاماً من حكم حزب العدالة والتنمية في إسطنبول، عندما تم انتخابه في عام 2019، كان بإمكانه تقديم مرشح أكثر ديناميكية. ولكن رئيس بلدية إسطنبول حكم عليه بالسجن 31 شهراً في ديسمبر الماضي، بتهمة إهانة أعضاء المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا، ما أعاق فرصه في الترشح. ووصف إمام أوغلو الحكم بأنه «مزحة»، لكنه قال: «إنه لايزال يثق بنظام العدالة في البلاد». وقد استأنف الحكم ولايزال في منصبه حتى الآن. ولكن قرار المحكمة النهائي يمكن أن يأتي قبل الانتخابات، وفي حال إدانته، لن يكون قادراً على الترشح، تاركاً المعارضة من دون مرشح رئيس. وتسبب الانقسام الذي حدث يوم الجمعة في إحداث صدمة في التحالف، ودفع الأحزاب الخمسة المتبقية إلى عقد اجتماعات طارئة. وعندما سُئل كيليجدار أوغلو عن تصريح أكشينار، قال: «لا داعي للقلق»، مضيفاً أن «كل شيء سيكون في مكانه الصحيح». 40 % فقط، من السكان الأتراك راضون عن ترشيح كيليجدار أوغلو زعيماً رئيساً للمعارضة. يعتقد الكثيرون أن إمام أوغلو، الذي أنهى 25 عاماً من حكم حزب العدالة والتنمية، في إسطنبول، في عام 2019، كان بإمكانه تقديم مرشح أكثر ديناميكية. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :