يواصل معرض الشرقية للكتاب 2023، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، بشراكة ثقافية مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، جلساته الحوارية الثرية. وجمعت ندوة حوارية تحمل عنوان "دور المؤسسات الثقافية في صناعة التأثير"، نخبًا قيادية من القطاع الثقافي في العالم العربي، والذين لخصوا أبرز التحديات التي تواجه المشهد الثقافي، وأجمعوا على ضرورة أن تتجه المؤسسات الثقافية إلى تقديم المزيد من الصناعات الإبداعية ومواكبة ارتفاع رواج المحتوى الرقمي. المحتوى الثقافي وتخلل الندوة التي شارك بها مدير مركز "إثراء" عبدالله الراشد، وممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" الدكتور عبدالفتاح الحجمري، والمدير التنفيذي لمؤسسة عبدالحميد شومان بالأردن فالنتينا قسيسيه، سرد جملة التحديات التي تواجه صناعة المحتوى الثقافي ودور المراكز الثقافية في خلق محتوى يواكب التسارع الإلكتروني. وعرض "الراشد" الإنجازات التي يقدمها "إثراء" في ظل ما تواجههُ الثقافة في العالم العربي، مبينًا أن العولمة هي إحدى التحديات التي ربما تؤدي إلى تفكك المشهد الثقافي، في حين أن جاذبية الثقافة هي القادرة على تقديم صناعات ثقافية واعدة. كما اعتبر الدكتور عبدالفتاح الحجمري، أن الأميّة هي إحدى مسببات تذبذب النمو الثقافي، بما يراه يُحتم على المختصين التفكير لعمل جدوى ثقافية، مستكملًا التحديات التي تضم الكتابة والنشر، وأنهما ما زالتا تشهدان تباطؤ في الانتشار بين الدول. وفيما يتعلق بشؤون الترجمة، يعتقد "الحجمري" أنها ما زالت بحاجة لمعرفة ما يدور بالخارج، قائلًا: إن "عُشر ما يصدر في العالم العربي من مصنّفات أدبية لم تتم ترجمته، بيد أن البرازيل تفوق كافة الدول في الترجمة". الثقافة حق للجميع وفي موازاة لذلك، أوعزت فالنتينا قسيسيه، بأن عدم اعتبار الثقافة أولوية وقلة النشر وصعوبة الوصول إلى الكتب أسهمت في انكماش المشهد الثقافي. وأكدت أن "الثقافة حق للجميع"، مشيرة إلى أن الاستهلاك الثقافي بات إلكترونيًا دون الالتفات للمحتوى، فالانغماس الثقافي يعزز من الهوية الوطنية وصقل مهارات الأفكار سواء في بناء المعرفة أو فهم الأنشطة المتاحة في: الأدب، والمسرح، والموسيقى، والفن. قياس الأثر وأوضح مدير مركز "إثراء" عبدالله الراشد، أن تقديم أهداف طويلة الأمد يسارع في بث التكيف والمرونة داخل المؤسسات الثقافية، كما هو في رسالة وأهداف "إثراء". وقال: إن المركز يعمل منذ ثلاث سنوات على إنتاج محتوى عربي عبر منصاته، ليكون مواكبًا للتقنيات المتقدمة ومحاكاة الواقع المعزز والممتد. ولفت إلى أنه من منطلق دور المركز المتمثل في نشر الثقافة وإنتاج المحتوى، يسير نحو ثبات الهدف والمرونة في الآليات سواء في مسرح إثراء أو في مكتبته التي تستقبل أكثر من نصف مليون زائر سنويًا أو عبر المعارض الفنية التي تقام طيلة العام. كما استعرض أهمية ما تنتجه المؤسسات الثقافية من حيث التنوع والجودة والمحتوى، لاسيما أن صناعة التأثير وترك الأثر هو أمر مقرون بدور المؤسسات الثقافية، بما يشمل النماء المجتمعي و حماية الإرث الثقافي. العمران الثقافي واختتم "الحجمري" الجلسة وسط إجماع المشاركون على دور أهمية الدور التنويري وتمكين الفرد وإشباعه من الناحية الثقافية، وصولًا إلى ما يسمى بالعمران الثقافي القائم على إنشاء معارض فنّية وفتح أسواق عالمية للمنتجات الثقافية. وشدد في الوقت ذاته على أن التربية على القيم الثقافية والاعتناء بها من شأنه أن يكون وعاءً ناقلًا لشتى مصنفات الأدب إزاء تثقيف الأفراد والمجتمعات في الدول العربية. يذكر أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، يشارك في معرض الشرقية للكتاب، بصفته الشريك الثقافي للمعرض الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في الظهران "أكسبو"، خلال الفترة من 10 إلى 19 شعبان 1444هـ، الموافق 2 إلى 11 مارس 2023م، عبر تنظيم برنامج ثقافي بعنوان "برنامج مركز إثراء الثقافي"، يضم أكثر من 140 فعالية متنوعة للكبار والصغار. وتتضمن فعاليات البرنامج الثقافي جلسات حوارية، وورش عمل، وشاشات تفاعلية، وتقنيات الواقع المعزز، وعروضًا أدائية للأطفال واليافعين، وتجارب عائلية تفاعلية جذابة.
مشاركة :