المناطق_متابعات هذا الشتاء، واجه السماسرة العقاريون الأمريكيون مشكلات كثيرة يتعين عليهم التفكير فيها. أوجدت أسعار الفائدة المرتفعة سوقا سكنية مجمدة، وسيؤدي تغيير ممارسات العمل إلى رفع عدد المكاتب الشاغرة إلى 55 في المائة فوق ذروة ما قبل الجائحة بحلول 2030، وفقا لبحث جديد أجرته شركة كوشمان آند ويكفيلد، يلوح في الأفق احتمال وجود أصول عالقة. لكن إذا استمعت إلى الأحاديث الدائرة بين السماسرة الآن، فهناك موضوع آخر يثير مزيدا من الجدل حتى: شات جي بي تي، روبوت الدردشة المزود بذكاء اصطناعي توليدي أطلقته في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي شركة أوبن إيه آي بدعم من شركة مايكروسوفت. أثار الانتشار الهائل لهذه الأداة بالفعل نقاشا صاخبا حول تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاعات مثل التعليم والعلوم والإعلام، مع ذلك، فقد اجتذب عالم العقارات تركيزا أقل من جانب المستثمرين. وهذا خطأ، موجة من تجارب الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع تجري الآن بالفعل: يستخدم السماسرة برنامج شات جي بي تي لكتابة قوائم ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وحساب مدفوعات الرهن العقاري، والبحث في قواعد بيانات العقارات، وتجميع الخبرات في مجالات جديدة مثل الزراعة. مع تسارع هذه التجارب، فإنها تطرح سؤالا أكبر: هل ستحتاج السمسرة المجهزة بالذكاء الاصطناعي إلى العدد نفسه من السماسرة البشر -ورسوم السمسرة نفسها- في المستقبل؟ أو بعبارة أخرى، هل السعي وراء الربح في مجال العقارات مهدد من الروبوتات؟ ليس بالمعنى الحرفي للمشاركة في عقود الإيجار، لكن كما وصفه اقتصاديون: عندما تتلاعب شركات قائمة بسوق ما، بجعلها مبهمة أو معقدة، لاستخراج رسوم مرتفعة. السماسرة أنفسهم لا يعتقدون أنهم سيفقدون وظائفهم. يصر تقرير “كوشمان آند ويكفيلد” على أن “الشعور العام في قطاع العقارات هو أنها ستساعد ولن تحل محل المتخصصين في العقارات. ستتم أتمتة بعض المهام لكن الأمر يتعلق أكثر بالمساعدة في جعل الأشخاص جيدين حقا فيما يفعلونه”. ربما. في النهاية، لا يمكن للروبوتات الشعور بالصفات غير الملموسة للمبنى، بالطريقة التي يمكن فيها للبشر الشعور بذلك. كما لا يمكنها قراءة لغة جسد المشترين والبائعين، وتقديم ما يلزم من التشجيع أو الطمأنينة، نظرا للقلق الشديد الذي يصاحب كثيرا من الصفقات العقارية، فإن هذا يعد عيبا كبيرا. علاوة على ذلك، أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل برنامج شات جي بي تي، التي تثير مثل هذا الحماس لا تعمل دائما بشكل جيد دون إشراف بشري. لفهم المخاطر، فكر في تجربة أجرتها أخيرا سارة بيل، المتخصصة في الذكاء الاصطناعي التي تركز على العقارات. عندما طلبت من برنامج شات جي بي تي تقييم مدى الرغبة لدى مستأجرين مختلفين بناء على الجنسية، اكتشفت أن رمز الحوسبة بلغة بايثون داخل الروبوت كان متحيزا بشدة ضد الأستراليين. الأكثر إثارة للقلق أنه كان من المستحيل تحديد سبب كره الأستراليين بالضبط، لأن النظام كان صندوقا أسود. يشير بيل إلى أن الشخص الذي استخدم دون علمه رمز بايثون المتحيز لأستراليا سيكون “مسؤولا” عن انتهاك تشريعات مناهضة التمييز. ما تحتاجه الصناعة حقا ليس الذكاء الاصطناعي، بل الذكاء المعزز، طرق لمساعدة البشر على التفكير بشكل أكثر ذكاء. الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي إضافة نوع ثالث من الذكاء، ذكاء الأنثروبولوجيا، والذي من شأنه أن يضفي على العملية سياقا ثقافيا حيويا. في النهاية، خلال العقد الماضي، أدخل الإنترنت بالفعل مستويات جديدة من الشفافية في الشركات: يمكن لغير المتخصصين الآن استخدام مواقع العقارات الإلكترونية لتقييم العقارات، والنظر إلى القوائم، وترتيب الرهون العقارية، وربط البائعين والمشترين. على الرغم من ذلك، لم ينخفض عدد سماسرة ووكلاء العقارات السكنية في أمريكا “نحو 562 ألفا في آخر إحصاء”، بل يبدو أنه في ارتفاع: من المتوقع أن يتوسع الرقم بنسبة أخرى قدرها 5 في المائة خلال العقد المقبل. يبلغ عدد العاملين في قطاع العقارات التجارية أربعة ملايين تقريبا، والرقم آخذ في الارتفاع. لم يؤثر العصر الجديد للشفافية الرقمية على رسوم السمسرة الباهظة. في 2020، بلغ متوسط العمولات على مبيعات العقارات السكنية 5.66 في المائة. كان ذلك أقل من مستوى 6.02 في المائة الذي شوهد في 1992، لكنه أعلى من المستويات المسجلة بين 2011 و2018. هذا أمر عكسي تماما. أو، كما قد يقول خبير اقتصادي، علامة قوية على السعي وراء الربح بالتلاعب. هل يمكن أن يتغير هذا الآن؟ من الواضح أن السماسرة لا يأملون أن يحدث ذلك. لكن رواد الأعمال يشعرون بوجود فرصة لإحداث ثورة، ولا سيما بالنظر إلى ضغوط الاقتصاد الكلي الأخرى، التي تؤثر الآن على السوق. يقول كونال لوناوات، أحد هؤلاء المنافسين الطموحين: “يتمتع رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا بميزة فريدة لبدء شركة عقارية تكنولوجية في الذكاء الاصطناعي اليوم، لأن معظم الشركات الحالية واجهت تحديات خلال العامين الماضيين”. من الأفضل أن يراقب المستثمرون -والاقتصاديون- ما سيحدث بعد ذلك، على الأقل كاختبار لمعرفة ما إذا كان الابتكار التكنولوجي قادرا على تحدي السعي وراء الربح بالتلاعب. في النهاية، إذا تمكنت الروبوتات من جعل الصناعة أكثر كفاءة وخفض العمولات، فسيكون كثير من مالكي العقارات مبتهجين. لكن بوجود الذكاء الاصطناعي أو دونه، فات أوان الإصلاح في هذا القطاع. الوسوم الذكاء الاصطناعي
مشاركة :