"المحارب" السنغالي كوليبالي ضحية أخرى للعنصرية في الملاعب الايطالية

  • 2/5/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

عادت العنصرية لتتصدر العناوين في ايطاليا وذلك بعد تعرض "المحارب" السنغالي كاليدو كوليبالي للاهانة خلال المباراة التي فاز بها فريقه نابولي المتصدر على مضيفه لاتسيو (2-صفر) الاربعاء في الدوري المحلي. واعتاد قسم من المشجعين المتشددين للاتسيو على اثارة الجدل بتصرفاتهم العنصرية التي جعلت فريقهم عرضة للعقوبات، لكن هذه المرة كان الوضع مختلفا اذ اتخذ حكم اللقاء ماسيميليانو ايراتي قرارا شجاعا بايقاف اللعب لثلاث دقائق بعد ان اصدر قسم من جمهور نادي العاصمة اصوات قردة بحق مدافع نابولي كوليبالي. ودفع هذا الامر بجمهور نابولي الى التوافد اليوم الخميس الى ملعب كاستلفوتورنو الخاص بتمارين النادي من اجل استنكار ما تعرض له كوليبالي واظهار مساندته للاعبه الافريقي من خلال يافطة كتب عليها: "افتخر بلونك كوليبالي. انت محارب حقيقي". كما حظي كوليبالي بمساندة لاعب لاتسيو مواطنه السنغالي كيتا بالدي الذي كتب في حسابه على موقع تويتر: "هذه اللعبة اكثر بكثير من اللونين الاسود والابيض. الكثير من التقدير لك يا صديقي!". ولطالما عانت الكرة الايطالية من العنصرية في الملاعب ما جعل "سيري آ" من اكثر الدوريات الاوروبية عنصرية، وفي الوقت الذي اعرب فيه مدرب نابولي ماورتسيو ساري عن تقديره لقرار الحكم الشجاع بايقاف اللقاء لثلاث دقائق واصفا ما حصل بـ"المخجل"، فان نظيره في لاتسيو ستيفانو بيولي قرر التخفيف من اهمية ما قام قسم من جمهوره. "من الواضح ان هذه الاناشيد ليست جيدة، على الاشخاص ان يكونوا اكثر تحضرا واحتراما للغير، لكني لا اعتقد ان ما حصل كان عنصريا بطبيعته، فنحن نملك ايضا لاعبين من البشرة السوداء. ان لا احاول تبرير ما حصل، لكننا نعطي الكثير من الاهمية لاقلية" من الجمهور. ان الموقف الصادر عن بيولي ليس مفاجئا، خصوصا ان الشخص المسؤول عن اللعبة في ايطاليا اي رئيس الاتحاد الحالي كارلو تافيكيو معروف بعنصريته وهو انتخب لهذا المنصب حتى بعد خروجه بتصريح عنصري خلال حملته الانتخابية. ففي تموز/يوليو 2014، اثار تافيكيو الذي كان حينها رئيسا لدوريات الهواة في ايطاليا، ضجة كبيرة في مقارنته للتعاقدات مع اللاعبين من البشرة السوداء في كل من انكلترا وايطاليا. وتحدث تافيكيو خلال حملته الترويجية عن "غزوة" اللاعبين الاجانب للدوري الايطالي مشيرا الى لاعب وهمي اطلق عليه اسم يوحي بانه افريقي وهو اوبتي بوبا الذي "وصل الى هنا وقبلها كان يأكل الموز لكنه اصبح اليوم لاعبا اساسيا في لاتسيو". ومن الواضح ان تافيكيو كان يشير حينها الى لاعب وسط يوفنتوس الفرنسي بول بوغبا، ما وضعه تحت وابل من الانتقادات وهو الامر الذي دفعه لاحقا الى تقديم اعتذاره، مؤكدا الى انه لم يكن يقصد احدا معينا، مواصلا في الوقت ذاته ترشحه لمنصب رئيس الاتحاد. لكن الاعتذار لم يجنبه العقاب اذ قررت اللجنة التأديبية في الاتحاد الاوروبي لكرة القدم ايقافه عن اي نشاط يتعلق بالاحداث الرياضية الاوروبية لمدة 6 اشهر.وحرم تافيكيو من المشاركة في مؤتمر الاتحاد الاوروبي لعام 2015 في فيينا حيث انتخب الفرنسي ميشال بلاتيني رئيسا للاتحاد الاوروبي لولاية ثالثة. وفي 2013، اضطر ميلان الى ترك ارضية الملعب تضامنا مع لاعب وسطه الدولي الغاني كيفن برينس بواتنغ وانسحب من مباراة ودية ضد مضيفه برو باتريا من الدرجة الرابعة بسبب الهتافات العنصرية الصادرة عن جمهور الاخير. وحصل ميلان بسبب هذا القرار على تهنئة الاتحاد الدولي "فيفا" المكبل اليدين في ما يخص مسألة تغيير ثقافة دولة معينة مثل ايطاليا التي لم "تحاكم" شخصا مثل المدرب الاسطوري لميلان اريغو ساكي الذي حافظ على منصبه كابرز المحللين للدوري المحلي رغم التصريح الذي صدر عنه العام الماضي حين قال بان في ايطاليا "الكثير من اللاعبين السود". واضاف ساكي الذي قاد ميلان الى لقب كأس الاندية الاوروبية البطلة عامي 1989 و1990: "ايطاليا ليس لديها كرامة وكبرياء. فليس من المستحيل ان يتواجد في كل فريق 15 لاعب اجنبي".لكن تعليق ساكي لا يقارن على الاطلاق بما تعرضت له الكونغولية الاصل سيسيل كينغيه بعد تعيينها في نيسان/ابريل 2014 وزيرة الاندماج، ما جعلها اول امرأة سوداء تتولى وظيفة حكومية من هذا المستوى في ايطاليا. وكان اسوأ رد فعل على تعيينها من عضو مجلس الشيوخ روبرتو كالديرولي الذي قال انها تذكره بانسان الغاب. المصدر: ميلانو : وكالة الانباء الفرنسية

مشاركة :