تزايدت التهديدات المحيطة بالأجهزة المحمولة في ظل تطور الخدمات والتقنيات الخاصة بهذه الأجهزة، فمع النمو المستمر للتروجانات التي تستهدف الأجهزة المحمولة يعطي ذلك مؤشرا واضحا على أن مجرمي الإنترنت يركزون على تحقيق مكاسب مالية، على الرغم من الانخفاض الحاصل عموما في أدوات تثبيت البرمجيات الخبيثة، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من أهمية توخي الحذر والحفاظ على اليقظة إزاء التهديدات التي تتربص بالأجهزة المحمولة، نظرا إلى تزايد اعتماد المستخدمين على هذه الأجهزة، لذلك فإنه ينبغي للمستخدمين أن يحرصوا على اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية أنفسهم. وأشار تقرير حديث إلى أهمية مراقبة مشهد التهديدات على الأجهزة المحمولة للتعامل مع مصدر القلق المتنامي، وتتبع توجهات التهديدات، وإبقاء المستخدمين ومجتمع الأمن الرقمي على علم بالأخطار المحتملة، ففي عام 2022، تم اكتشاف 1.661.743 برمجية خبيثة أو أدوات غير مرغوب فيها لتثبيت البرمجيات، وأشار تقرير حديث عن اكتشاف ما يقرب من 200 ألف تروجان جديد يستهدف الخدمات المصرفية المقدمة عبر الهاتف المحمول، وذلك بزيادة قدرها الضعفان عن أرقام العام السابق، وتمثل هذه الزيادة المقلقة في عدد التروجانات التي تستهدف الخدمات المصرفية المحمولة أعلى نسبة يجري الإبلاغ عنها في السنوات الست الماضية. وتعد التروجانات المصرفية على الأجهزة المحمولة أحد أكثر التهديدات انتشارا وإثارة للقلق بشأن الخدمات المصرفية المقدمة عبر الهاتف المحمول، إذ تستخدم للبحث عن البيانات المتعلقة بالخدمات المصرفية عبر الإنترنت وأنظمة السداد الرقمي، وتم اكتشاف 196.476 أداة لتثبيت التروجانات المصرفية على الهاتف المحمول في عام 2022، أي ضعف ما كان عليه في عام 2021، ويمثل أعلى رقم في الأعوام الستة الماضية، ويؤكد هذا النمو حرص مجرمي الإنترنت على استهداف مستخدمي الهاتف المحمول والاهتمام المتزايد بسرقة البيانات المالية والاستثمار بنشاط في إنشاء برمجيات خبيثة جديدة، ما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة لضحاياهم. وغالبا ما ينشر مجرمو الإنترنت التروجانات المصرفية عبر متاجر التطبيقات الرسمية وغير الرسمية، ولا يزال متجر Google Play يحتوي على أدوات تنزيل لعائلات من التروجانات المصرفية، وجميعها متخفية في شكل أدوات مساعدة، وقد وزع أحد التطبيقات، أدوات التنزيل بنشاط، محاكيا عمل تطبيق أداة لإدارة الملفات، ما يمكنه من طلب الإذن لتثبيت مزيد من الحزم اللازمة ليعمل التروجان على جهاز المستخدم، ما يعرض أمنه للخطر. ويوصي الخبراء باتباع تدابير لحماية أجهزتهم المحمولة من التهديدات، والتي تتركز في تنزيل التطبيقات من المتاجر الرسمية فقط والتي تظل أكثر أمانا، فعلى الرغم من أن التطبيقات في هذه الأسواق ليست آمنة بنسبة 100 في المائة، فإنها على الأقل تخضع للفحص من قبل مختصين في هذه المتاجر، إضافة إلى وجود بعض أنظمة الفلترة التي تمنع أي تطبيق من الوصول إلى هذه المتاجر، إلى جانب أهمية التحقق من الأذونات الممنوحة للتطبيقات على الهاتف المحمول، والتفكير مليا قبل منح إذن ما لأحد التطبيقات، ولا سيما الأذونات عالية الخطورة مثل خدمات الوصول، كما يمكن أن يساعد استخدام حل أمني موثوق به على اكتشاف التطبيقات الخبيثة وبرمجيات الإعلانات المتسللة قبل أن تشرع في عملها التخريبي على الجهاز. ويمتلك مستخدمو أجهزة iPhone بعض عناصر التحكم في الخصوصية التي تتيحها “أبل”، فيمكن للمستخدمين، مثلا، حظر وصول التطبيقات إلى الصور وجهات الاتصال وميزة الموقع الجغرافي إذا رأوا أن أذونات الوصول هذه غير ضرورية، ومن المهم تحديث نظام التشغيل والتطبيقات المهمة بمجرد إتاحة التحديثات، إذ يمكن حل عديد من مشكلات الأمن بتثبيت إصدارات محدثة من البرمجيات.
مشاركة :