جهود السلام الحثيثة للصين بشأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية تُبرز دورها كدولة كبرى مسؤولة

  • 3/6/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لقد أصبح إنهاء الصراع وتحقيق السلام يشكلان التطلعين المشتركين للمجتمع الدولي مع استمرار التداعيات السلبية للأزمة المتصاعدة في أوكرانيا في التأثير على بقية العالم بعد اندلاع الصراع قبل عام. وفي الآونة الأخيرة، أصدرت الحكومة الصينية وثيقة توضح موقف الصين بشأن التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية، إذ تشرح فيها بشكل شامل ومنهجي موقفها الأساسي ومقترحاتها. إن الخطة الشاملة والعملية، التي تتماشى مع التطلعات المشتركة للمجتمع الدولي والمصالح الأساسية طويلة الأجل للعالم، تُبرز دور الصين كدولة كبرى مسؤولة في الدفاع عن السلام العالمي. في هذه الوثيقة، قدمت الصين مقترحا من 12 نقطة لإنهاء الصراع في أوكرانيا من خلال معالجة أعراض الأزمة وأسبابها الجذرية، وأكدت مجددا على ضرورة إنهاء الصراع عن طريق الحوار والتفاوض. وباختصار، تتمحور وثيقة الصين حول الجوانب الـ12 التالية: احترام سيادة جميع الدول، والتخلي عن عقلية الحرب الباردة، ووقف الأعمال العدائية، واستئناف محادثات السلام، وحل الأزمة الإنسانية، وحماية المدنيين وأسرى الحرب، والحفاظ على سلامة محطات الطاقة النووية، والحد من المخاطر الاستراتيجية، وتسهيل صادرات الحبوب، ووقف العقوبات الأحادية، والحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والإمداد، وتعزيز إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الصراع. تُظهر هذه الصورة الملتقطة في 23 أغسطس 2022 موقع هدم مبنى طال الدمار في ماريوبول. وهذه الوثيقة لا تؤكد فقط مجددا على موقف الصين الثابت، بل تتضمن أيضا وجهات النظر العقلانية للمجتمع الدولي. فهي توضح المبادئ والشروط المسبقة الرئيسية، وترسم مسارا واضحا للخروج من الأزمة، وهو مسار حظي باعتراف واسع النطاق على الصعيد العالمي. وقد لقي مقترح السلام ترحيبا من العديد من بلدان المجتمع الدولي. ووصف ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وثيقة الموقف بأنها “مساهمة مهمة”. إن موقف الصين، الرامي إلى إنهاء الصراع، يتماشى مع التطلعات العالمية للشعوب المحبة للسلام في جميع أنحاء العالم، التي تؤمن بأن التسوية السياسية للصراع تصب في صميم المصلحة المشتركة لروسيا وأوكرانيا والمجتمع الدولي. والأمر الذي جعل العالم يشعر بالفزع هو أن الأزمة تصاعدت خلال العام الماضي. وما زاد الطين بلة هو كلما كان هناك حديث عن السلام، تتدخل بعض القوى الخارجية من خلال خلق الشائعات، وزرع الفتنة، وتشويه سمعة الوسطاء. فهم لا يريدون لمحادثات السلام أن تنجح، ولا يريدون للصراع أن يتوقف. ومن أجل تحقيق “هدف استراتيجي أكبر”، حرضوا على المواجهة بين المعسكرات واستمروا في تأجيج النيران. ولم يبالوا بحياة الشعب الأوكراني ولم يكترثوا بالأضرار الجانبية التي لحقت بالبلدان والمناطق الأخرى. ومن أجل حل الأزمة، أعربت الصين عن الرأي العام الواسع — المتمثل في إنهاء الصراع — الذي ظلت الهيمنة تعمل على قمعه لفترة طويلة.

مشاركة :