أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية البناء على الزخم الدولي الداعي للسلام في دولة جنوب السودان من خلال التأكيد على مواصلة العمل على تنفيذ «اتفاق السلام المعاد تنشيطه» لتحقيق سلام مستدام، مشيرةً إلى أن التحدي الأبرز يكمن بوقف العنف ومعالجة أسبابه الجذرية واتباع نهجٍ شاملٍ وإيلاء الأهمية للحلول السلمية والحوار. وقالت الإمارات في بيان أمام مجلس الأمن الدولي ألقته أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، إن اجتماع مجلس الأمن يمثل فرصةً مهمةً للبناء على الزخم الدولي الداعي للسلام في جنوب السودان، من خلال توجيه رسالة تؤكد على ضرورة مواصلة العمل على تنفيذ «اتفاق السلام المعاد تنشيطه» لتحقيق السلام المستدام في جنوب السودان. وأشار البيان إلى ضرورة معالجة الأوضاع الأمنية المقلقة وتداعياتها على الأوضاع الإنسانية لكي تنجح مساعي السلام كافة، مديناً في الوقت ذاته أعمال العنف، كالاختطاف، والتي ترتكب بحق النساء والأطفال وكذلك تلك التي ترتكب ضد العاملين في المجال الإنساني. وقال البيان: «وجه قداسة البابا فرنسيس خلال زيارتِه الأخيرة إلى جنوب السودان رسالة أملٍ وتفاؤل لشعبها بإمكانية بناء السلام ووضع البلاد على مسار الأمن والاستقرار، حيث دعا جميع الأطراف الفاعلة إلى تحقيق المصالحة وطي صفحة الخلاف ونبذ الكراهية». وأضاف: «رغم انخفاض مستويات العنف منذ مطلع هذا العام مقارنة بمستويات الربع الأخير من العام الماضي وذلك في ظل تكثيف جنوب السودان إجراءاتِه الأمنية وزيادة الدوريات الخاصة ببعثة (أونميس)، إلا أن التحدي الأساسي يكمن في كيفية وقف حلقة العنف المفرغة ومعالجة أسبابها الجذرية، ويقتضي ذلك اتباع نهجٍ شاملٍ وإيلاء الأهمية للحلول السلمية والحوار، على أن تقترن هذه الجهود بخطواتٍ جادة في مجال نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج». وأشاد البيان بجهود بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان «أونميس» ومبادراتِها للتشجيع على الحوار بين المجتمعات المحلية، مشدداً على أهمية اتخاذ خطواتٍ فعليةٍ للحفاظ على مخرجات هذه المبادرات. وأكد في هذا السياق على أنه لا يمكن إحلال السلام والاستقرار وتحقيق التنمية في بيئة يسودها العنف الناجم عن الانتماءات القبلية والتنافس على الموارد، داعياً إلى إعلاء المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى. وشجع البيان بأن يتم البناء على ما أُنجز في المرحلة الأولى من توحيد القوات العسكرية، عبر إجراء الإصلاحات الأمنية الضرورية وبناء القدرات الأمنية لدولة جنوب السودان لتمكينِها من القيام بدورها في بناء السلام بالبلاد. وعلى الصعيد السياسي، عبر البيان عن أمل الإمارات أن تتخذ دولة جنوب السودان خطوات عملية لتنفيذ التشريعات المعتمدة مؤخراً، ومنها القانون المتعلق بعملية وضع الدستور، والذي سيسهم في البناء على المكاسب الأخيرة التي تحققت بصعوبة. كما أكد على الدور المهم للمنظمات الإقليمية والدولية في تطوير الآليات المناسبة لدعم دولة جنوب السودان، ويشمل ذلك دعم عملية التحضير للانتخابات وفقاً لما طلبته جوبا مؤخراً. كما أكد البيان على أهمية إشراك الشبابِ وضمان المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة للمرأة في المناقشات السياسية، باعتبار ذلك ضرورياً لإنجاح الفترة الانتقالية. ورحب في هذا الصدد، بالتوصيات الأخيرة للجنة بناء السلام حول هذه المسألة، بالإضافة إلى عقد أول مؤتمر دولي للمرأة والسلام والأمن في جوبا الشهر الماضي، بمشاركة عدد من القيادات النسائية، إذ يجب استثمار خبراتهن بالكامل لتحقيق السلام.
مشاركة :