بوصفها واحدة من كبريات الروافد الأساسية لدولة الإمارات العربية المتحدة والدول العربية الشقيقة، تحظى أكاديمية شرطة دبي بسمعة عالمية مرموقة، بطلبتها الخريجين المتخصصين في القانون والعلوم الشرطية والأمنية، المسلحين بالمهارات التكتيكية الذاتية والمساندة لتحقيق الأمن والاستقرار في مجتمعهم، والمؤهلين للمشاركة في صنع قرارات قيادية وفعالة، تساهم في حل المشكلات وتستشرف المستقبل. ودفعت السمعة المرموقة والبرامج التعليمية المتميزة والمرنة للأكاديمية، بالأشقاء من الدول الخليجية والعربية إلى إيفاد مبعوثين من أبنائها، لينهلوا من علمها ومعارف كوادرها أصحاب الكفاءة والخبرة الأكاديمية والعملية، فكان من شباب تلك الدول، ضباط الشرطة والقضاة ووكلاء النيابة والمدعون العامون والمحامون والخبراء القانونيون وغيرهم. لم تكتف شرطة دبي بإعداد وتأهيل الراغبين بالانتساب إلى الأجهزة الشرطية وجهات إنفاذ القانون، وإنما طرحت فرصة للموظفين الراغبين في استكمال دراستهم، بالالتحاق بنظام الدراسات المسائية المنتظمة، بما يتلاءم مع ظروف عملهم، إلى جانب برامج الدراسات العليا، والتي تنامت في عددها حتى بلغت 18 برنامجاً دراسياً، وتعد أكاديمية شرطة دبي أول مؤسسة تعليمية على مستوى الدولة تمنح درجة الدكتوراه في القانون، وذلك منذ عام ٩٠٠٢. تكامل مسلكي وعلمي أكد طارش عيد المنصوري، مدير عام محاكم دبي، الحاصل على ليسانس في القانون من أكاديمية شرطة دبي، ودبلوم في القانون الخاص، أن الأكاديمية وعبر مسيرتها الممتدة لعقود، تحرص على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للقيادة الرشيدة، عبر تمكين أبناء الوطن من المشاركة في مسيرة التنمية الشاملة، وتدريب وتأهيل الراغبين منهم في الانتساب للأجهزة الشرطية والأمنية والقانونية، من ضباط وضباط صف، ليكونوا على أفضل مستوى من التكامل مسلكاً وعلماً وأداءً، وفقاً للاحتياجات والمستجدات المتغيرة في تلك المهن المتخصصة. وأضاف: «تعمد الأكاديمية إلى ربط عملياتها التطويرية بصورة مستمرة بمتطلبات التخصص، لضمان الإعداد المستمر للوظائف والمسؤوليات المتجددة، وزيادة الكفاءة والارتقاء بمستوى الأداء، وتحسين المهارات والقدرات، وترسيخ إعداد قادة متخصصين قادرين على اتخاذ القرارات والمشاركة في صنعها وفق أسس علمية وبحثية، وهو ما لمسناه بوصفنا خريجين من الأكاديمية، والتي كان لها دور كبير في الدفع بالمسيرة المهنية لكل دارس، بما تقدمه من برامج تعليمية وبحثية متميزة ورائدة». فخر واعتزاز بدورها، قالت القاضي دكتورة ابتسام البدواوي مدير عام معهد دبي القضائي: «أعتز بكوني إحدى خريجات أكاديمية شرطة دبي، حيث كانت وجهتي لمواصلة مسيرتي الأكاديمية، وقد حصلت فيها على درجتي الماجستير والدكتوراه في القانون الخاص بتقدير امتياز، وهو ما أثرى مسيرتي المهنية، ومنحني المؤهلات والمزايا العلمية والأكاديمية التي ساعدتني في خدمة وطني. وكانت داعماً رئيسياً لي لمزاولة مهام عملي بكل ثقة، وتولي العديد من المناصب ضمن السلطة القضائية في إمارة دبي». وأضافت: «حظيت الأكاديمية بدعم واهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي ، رعاه الله، لتصبح اليوم صرحاً علمياً وأكاديمياً بارزاً. كما ساهمت جهود مجلس إدارة الأكاديمية، وتوجيهات اللواء الأستاذ الدكتور غيث غانم السويدي، في تعزيز مكانتها كإحدى أهم الأكاديميات المتخصصة بالمجال القانوني على مستوى المنطقة، ويدعم هذه المكانة ما توفره الأكاديمية من برامج دكتوراه وماجستير متخصصة، إلى جانب معايير اختيار الطلاب التي تضمن نوعية متميزة من الخريجين في المجال الأمني والقضائي». وتابعت: «تشرفت ضمن مسيرتي المهنية بالثقة الغالية التي أولاني إياها سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، رئيس مجلس دبي القضائي، للقيام بمهام مدير عام معهد دبي القضائي، واعتزازي بهذا التكليف نابع من الدعم المستمر الذي توفره قيادتنا الرشيدة لتمكين المرأة الإماراتية في شتى المجالات. كما حظيت في العام 2022 بترقية إلى درجة قاضي استئناف أول، وهو ما أعتبره تكريماً ومسؤولية عظيمة في الوقت نفسه، وإلى جانب عضويتي في العديد من اللجان القضائية والإدارية، فإن ذلك يشكل أمانة كبيرة، وسأحرص بالتعاون مع مختلف فرق العمل على تنفيذ توجيهات وتطلعات قيادتنا الحكيمة للارتقاء الدائم والمستدام بالمنظومة القضائية في الإمارة». علم ورقي وحضارة وقال عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي: «التحقت بأكاديمية شرطة دبي في العام ١٩٩٠، ضمن الدفعة الثالثة من دفعة المرشحين طلبة ليسانس القانون، ذلكم الصرح العلمي الفذ الذي ما فتئ يتقدم بين مصاف الكليات ليصبح منارة للعلم والمعرفة على مستوى رفيع، ولا يخفى المشاركة والحضور الفاعل للأكاديمية في المحافل العلمية، وخريجوها الذين تبوأوا درجات عالية في شتى المجالات، لقد قدمت الأكاديمية أولى الشروحات لقوانين دولة الإمارات العربية المتحدة متمثلة في مقرراتها الدراسية. والتي ما زالت تعتبر من المراجع الرئيسية التي لا يستغني عنها الباحث القانوني في الدولة، أتمنى مواصلة تسطير المزيد من الإنجازات المتميزة في سجل تاريخ هذه الأكاديمية، وأشكر جميع القائمين عليها، على جهودهم التي تثمر على الدوام علماً ورقياً وحضارة». بدوره، قال أحمد بن مسحار الأمين العام للجنة العليا للتشريعات، رئيس مجلس إدارة نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، مستشار الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية للشؤون القانونية: «أفخر بكوني أحد خريجي أكاديمية شرطة دبي التي لطالما شكلت صرحاً معرفياً رائداً لإعداد وتأهيل الكفاءات الوطنية، وتطوير المهارات القيادية وصقل الشخصية الملتزمة وغرس القيم الانضباطية. وأجدد امتناني وتقديري لإدارة الأكاديمية وفريق عملها، وأخص بالذكر أعضاء الهيئة التدريسية أثناء فترة دراستي من العام 1998 لغاية 2002». وتابع: «لقد شكلت دراستي ضمن الأكاديمية محطة فارقة في مسيرتي المهنية، إذ اكتسبت خلالها مهارات وخبرات ومعارف نوعية، وتعلمت دروساً لا أزال ألمس آثارها بعد مرور أكثر من 20 عاماً على تخرجي، وفي العام 2002 تخرجت من أكاديمية شرطة دبي بدرجة الليسانس في الحقوق وعلوم الشرطة؛ واليوم، استكمل السنة التمهيدية لبرنامج الدكتوراه في القانون الخاص لدى الأكاديمية. وأعتزم تقديم أطروحة تتمحور حول أحد الموضوعات المبتكرة في القانون المدني، تناقش إشكاليات قانونية وتطرح حلولاً وتوصيات بشأنها. وأتطلع قدماً لاجتياز برنامج الدكتوراه لتعزيز رصيدي المعرفي والعلمي، مستعيناً بالأدوات التعليمية المتقدمة والمنظومة البحثية القانونية الرائدة التي تتيحها الأكاديمية، واكتساب مهارات جديدة في البحوث العلمية والدراسات المقارنة، وأفضل الممارسات العالمية التي يمكن توظيفها في دفع عجلة تطوير العملية التشريعية». سمعة إقليمية رائدة من جانبها، قالت القاضي دكتورة حنين عماد فارس الفارس، تشغل اليوم منصب قاضي صلح في مجلس القضاء الأعلى الفلسطيني، والحاصلة على شهادة الدكتوراه في القانون العام بعنوان «القانون الدستوري... أمن نظام القانون»: إن أكاديمية شرطة دبي تتميز بتقديمها فرصة للطالب بالالتحاق بسنة تمهيدية قبل أطروحة الدكتوراه، وهو أمر قلما تقدمه الجامعات والكليات القانونية الأخرى. وأضافت: «نظراً للسمعة الإقليمية الرائدة للأكاديمية، تقدمت بطلب لدراسة الدكتوراه فيها، وسعدت جداً بالتجربة التي أثرت وأضافت لسيرتي العلمية والمهنية. منظومة متكاملة أكد خبير التشريعات القانوني في بلدية دبي، عماد زعل عبد ربه الجعافرة، من المملكة الأردنية الهاشمية، والحاصل على شهادة دكتوراه في القانون الخاص من أكاديمية شرطة دبي في عام 2021، أن الأكاديمية تتميز بسمعة مرموقة بين نظيراتها من الأكاديميات والكليات المتخصصة، من خلال ما تقدمه من تعليم وتدريب وتأهيل متخصص لمنتسبيها، سواء من طلبة الدراسات العليا، أم ممن يرغبون بالالتحاق بالأجهزة الشرطية والأمنية، إلى جانب ما تحتضنه مكتبتها من معارف وكتب تخصصية مهمة، وأبحاث ودراسات متقدمة، تدعم الطالب والباحث بالمصادر والمعلومات. أول سعودي يحصل على الدكتوراه من جانبه، أكد الدكتور عبد العزيز بن محمد البراك، المستشار القانوني بالإدارة القانونية في اتحاد الغرف السعودية، وهو أول سعودي يحصل على شهادة الدكتوراه في القانون من أكاديمية شرطة دبي، وتناولت رسالته «النظام القانوني للشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص»، أكد أن تجربته في الأكاديمية أضافت لمسيرته المهنية، وعززتها بالعلوم والمعارف، منوهاً بالدعم الذي حرصت الأكاديمية على تقديمه لكافة الدارسين، وسرعة تجاوب الكوادر الإدارية بالأكاديمية لتيسير الدراسة، آخذين بعين الاعتبار كافة التطورات العلمية الحديثة في مجال التخصص. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :