نزوح عشرات الآلاف من حلب إثر هجوم النظام

  • 2/5/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

ضيقت قوات النظام الخناق على مقاتلي المعارضة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب في شمال سوريا، بعد قطع طريق إمدادهم الرئيسية، وتسببت التطورات العسكرية في المدينة منذ الاثنين الماضي، بنزوح أكثر من 40 ألف شخص، في وقت تشتبه موسكو بأن أنقرة تعد لعمل عسكري داخل ضد سوريا. وقال مصدر في الجيش السوري، إن الجيش سيفرض طوقاً كاملاً على المقاتلين في حلب قريباً، فيما يواصل عملياته قرب المدينة بعد أن قطع معظم خطوط الإمداد المهمة عن مقاتلي المعارضة من عند الحدود التركية. وذكر المصدر أنه إذا أكمل الجيش عملياته من اتجاه الزربة غرباً وشمالاً، وأكمل عملياته من اتجاه نبل والزهراء غرباً وجنوباً يتم قطع كل طرق الإمداد وهذا الموضوع قريباً. وتسيطر قوات النظام على الأحياء الغربية من حلب والفصائل المقاتلة على الأحياء الشرقية منها والمهددة بأن تصبح تحت حصار مطبق، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويقول مدير المرصد رامي عبدالرحمن: تمكنت قوات النظام السوري خلال 72 ساعة من تحقيق ما عجزت عنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة. ويضيف: إذا لم تتلق الفصائل المقاتلة في مدينة حلب دعماً عاجلاً، فإن ذلك قد يشكل بداية نهايتها. ولم يبق للفصائل وفق عبدالرحمن، إلا منفذ وحيد يعرف بطريق الكاستيلو، لكنه طريق طويل ومعقد وسيشكل الهدف المقبل لعمليات النظام. ويربط هذا الطريق مدينة حلب بالريف الغربي وصولاً إلى محافظة إدلب (شمال غرب) التي تسيطر عليها فصائل جيش الفتح المكونة من مجموعات عدة مقاتلة بينها جبهة النصرة منذ الصيف الماضي. ويضيف عبدالرحمن: إذا خسرت الفصائل سيطرتها على هذه الطريق، يصبح الحصار مطبقاً على مدينة حلب. وكان أكثر من خمسة آلاف مقاتل موالين لقوات النظام مدربين على أيدي حزب الله اللبناني، يدافعون عن نبل والزهراء، وفق المرصد. ومن شأن انضمامهم للقتال إلى جانب قوات النظام أن يسرع من انهيار البلدات التي لاتزال تحت سيطرة الفصائل المقاتلة شمال مدينة حلب على غرار بيانون وكفر حمرة وحيان. نزوح ونزح نحو 40 ألف شخص من بلدات في ريف حلب الشمالي، منذ بدء قوات النظام هجومها في المنطقة بغطاء جوي روسي، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: نزح نحو 40 ألف شخص من بلدات ريف حلب الشمالي منذ بدء قوات النظام هجومها في المنطقة الاثنين الماضي، مضيفاً أن النازحين توجهوا نحو مناطق عفرين واعزاز قرب الحدود التركية وريف حلب الغربي. وبحسب عبدالرحمن، فإن الآلاف من النازحين الذين توجهوا إلى منطقة اعزاز موجودون في بساتين قرب الحدود التركية بعدما لم يتمكنوا من اجتياز الحدود المقفلة. ويوجد النازحون إلى عفرين وريف حلب الغربي وتحديداً إلى دارة عزة والأتارب، في العراء أو داخل بيوت السكان، وفق عبدالرحمن. وقتل 21 مدنيا جراء ضربات نفذتها طائرات روسية حربية على ستة احياء تحت سيطرة الفصائل المقاتلة المعارضة في مدينة حلب، وفق المرصد. وأكدت موسكو تنفيذ غارات على 875 هدفا في سوريا منذ مطلع الشهر الحالي. من جهته، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إن ما بين 60 و70 ألف سوري يتحركون باتجاه الحدود مع تركيا قادمين من حلب، بسبب اشتداد القصف الجوي. وأضاف في مؤتمر للمانحين في لندن، أن عشرات الآلاف من اللاجئين الجدد ينتظرون أمام بوابة كلس، بسبب القصف الجوي والهجمات على حلب. وتابع أن 300 ألف شخص يعيشون في حلب متأهبون للتحرك نحو تركيا. واعتبر أحمد أوغلو أن من يساعدون على دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد يرتكبون جرائم حرب. وتابع: أنا أقول ذلك اليوم على وجه الخصوص، لأن حلب تتعرض لهجوم عنيف بطائرات روسية. ودعا رئيس الوزراء التركي الولايات المتحدة لاتخاذ موقف أكثر حزما من روسيا بشأن تدخلها في سوريا. تدخل عسكري في سياق آخر، اعلنت وزارة الدفاع الروسية ان لديها اسبابا جدية تحمل على الاعتقاد بان انقرة تعد لتدخل عسكري في سوريا، مشيرة الى حشود ومعدات على الحدود ومنع طائرة استطلاع حربية روسية من التحليق فوق اراضي تركيا. وتابع: اذا كان هناك في انقرة من يعتقد ان منع تحليق طائرة استطلاع روسية سيسمح باخفاء اي شيء، فهو يفتقد للمهنية. وأكدت تركيا أنها منعت رحلة استطلاع روسية تندرج في إطار اتفاق الأجواء المفتوحة بين البلدين، من التحليق في أجوائها، موضحة أن البلدين لم يتوصلا إلى التفاهم على مسارها.وقالت وزارة الخارجية التركية، إن الجانبين لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق حول المسار الذي طلبه الاتحاد الروسي لرحلة استطلاع من 2 إلى 5 فبراير 2015، لذلك لم يحصل هذا التحليق. لكن الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت ان مزاعم تركيا بانتهاك الطائرات الحربية الروسية لمجالها الجوي يمكن أن تكون بمثابة غطاء لتكثيف الانشطة العسكرية بالقرب من الحدود التركية السورية. ضربة فرنسية إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن فرنسا شنت الاثنين الماضي، غارات جوية بمشاركة طائرات من التحالف الذي تقوده واشنطن، سمحت بتدمير معسكر تدريب لتنظيم داعش. وقالت الوزارة في بيان، إن الغارة جرت على بعد نحو 60 كيلومتراً شمال شرق حلب في منطقة منبج، موضحة أنها سمحت بتدمير موقع مهم يستخدمه داعش معسكراً للتدريب ولتخزين الأسلحة. وأضافت أن نحو 20 طائرة شاركت في الغارة، بينها مقاتلات رافال فرنسية ضربت بصواريخ سكالب. أسلحة للأكراد قالت لجان التنسيق المحلية السورية، إن ثلاث طائرات شحن مروحية أميركية تحمل أسلحة خفيفة وذخيرة وصلت إلى مطار رميلان الذي أنشأه الأميركيون للأكراد، وتوجد فيه قوات أميركية ويسيطر عليه الأكراد في منطقة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة شمال سوريا على الحدود مع تركيا. وأضافت اللجان أن شحنات الأسلحة وصلت من إقليم كردستان العراق، ومن المرجح أن يتم نقلها إلى مدينة عين العرب شمال سوريا قريباً لبدء حملة عسكرية تهدف للسيطرة على مدينة منبج في ريف حلب الشمالي.

مشاركة :