نظّمت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، مؤتمر «التراث المخطوط والتسامح الفكري» عن بعد. شارك في المؤتمر، الذي تضمّن سبع جلسات على مدار يومين، نخبة من الباحثين في اللغويات التطبيقية والتراث المخطوط والدراسات الإسلامية، من الإمارات، إندونيسيا، المغرب، مصر، الجزائر، موريتانيا، تركيا، تونس، العراق، والأردن. ومثّل جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، في مؤتمر «التراث المخطوط والتسامح الفكري»، 16 باحثاً من إجمالي 52 مشاركاً. وتهدف الجامعة من تنظيم هكذا مؤتمرات، إلى مناقشة مختلف القضايا التي يطرحها مصطلح التسامح الفكري، وتسليط الضوء على الجانب المشرق، مما تتضمنه ذخائر التراث المخطوط، إلى جانب الوقوف على مختلف القيم الإنسانية، التي تحفل بها المخطوطات العربية والإنسانية وأبرزها قيمة التسامح. وتتطلع الجامعة كذلك إلى تعزيز البحث في مجال التراث المخطوط، بما يتناسب مع روح القيم النبيلة والقضايا الأخلاقية الراهنة، وفتح مجال التأمل في القضايا الجوهرية التي يختزنها التراث العربي المخطوط، من خلال جهود المحققين العرب والمستشرقين، إضافة إلى إبراز الدور الذي تؤديه دولة الإمارات العربية المتحدة في الاهتمام بثنائية التراث والتسامح، وانفتاحها على القضايا المعرفية التي تخدم الإنسانية جمعاء. أخبار ذات صلة رئيس الدولة يوجه بتخصيص 4 ملايين دولار للأطفال المتضررين من الأزمة الأوكرانية محمد بن راشد: الإمارات حجزت مقعدها في الفضاء توصيات عدة خرج المؤتمر في ختام جلساته بمجموعة توصيات، أهمها الحاجة إلى التعجيل بصياغة مشروع عربي كبير للعناية بالتراث المخطوط، تسهم فيه كل الدول العربية بمواردها المادية والبشرية، وتأسيس هيئات علمية عربية، تسهر على صيانة المخطوط العربي الإسلامي، وتُعنى بالإشراف على جرده، وفهرسته ورقمنته. ودعا المؤتمر إلى إنشاء فهارس رقمية وطنية وإقليمية للمخطوطات، إلى جانب إعداد مناهج دراسية في علم المخطوطات بالجامعات العربية، من أجل تدريب الطلبة على جميع الجوانب الفنية المتعلقة بالمخطوطات. وشدد المؤتمر على الاقتداء بالسياسة العامة للإمارات في مجال التسامح وجعلها نموذجاً يحتذى به في خدمة التراث العربي الإسلامي وكافة مناحي الحياة، علاوة على تأسيس مراكز بحثية بأسماء رموز البلد الكبرى، وتثمين المؤتمرات التي تستوحي التسامح في محاورها، وجعلها تقليداً جامعياً سنوياً. وطالب المشاركون بتخصيص جوائز سنوية في التسامح الفكري المتصل بمجال مضامين المخطوطات، أو بمجال الاشتغال عليها على المستوى الوطني بإشراف الجامعة، مع ضرورة التشجيع على الاهتمام بكل العلوم المتصلة بالمخطوط. وحثّ المشاركون المراكز العلمية والمؤسسات الجامعية على ترسيخ قيم التسامح والتعددية، عبر تعزيز المناهج التثقيفية والتربوية الناجعة في هذا الصدد، مع ضرورة المحافظة على استمرارية هذا المؤتمر كملتقى سنوي للعلم والتسامح والأخوة الإنسانية.
مشاركة :