اعتبرت الرئاسة الفلسطينية اليوم (الثلاثاء) أن عمليات القتل اليومية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وآخرها في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية هي "حرب شاملة وتدمير لكل شيء". وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان وزع على الصحفيين، إن "عمليات القتل اليومية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا، والتي كان آخرها ما جرى اليوم في مخيم جنين، من اقتحام قوات الاحتلال وقتلها وإصابتها لعدد من المواطنين، وقصف منازلهم بالصواريخ والقذائف المتفجرة، هي حرب شاملة وتدمير لكل شيء". وأضاف أبو ردينة أن الحكومة الإسرائيلية "تتحمل مسؤولية هذا التصعيد الخطير الذي ينذر بتفجر الأوضاع وتدمير كل الجهود الرامية لإعادة الاستقرار". وتابع أبو ردينة أن "الجريمة التي ارتكبتها قوات الجيش في مخيم جنين تؤكد مجددا سعي الحكومة الإسرائيلية لإفشال جميع الجهود الإقليمية والدولية الرامية لوقف جميع الأعمال أحادية الجانب، التي يصر الجانب الإسرائيلي على الاستمرار بها". وطالب الإدارة الأمريكية بالتحرك الفوري والضغط الفاعل على الحكومة الإسرائيلية لوقف "جرائمها وعدوانها" المتواصل على الشعب الفلسطيني. وشدد أبو ردينة على أن الأحداث الجارية أثبتت أن حل القضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي هو المفتاح الحقيقي لحل أزمات المنطقة. وقتل 6 فلسطينيين وأصيب 26 آخرون اليوم خلال عملية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة الغربية، وفق مصادر فلسطينية وإسرائيلية. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن القتلى هم محمد غزاوي (26 عاما) وطارق ناطور (27 عاما) وزياد الزرعيني (29 عاما) وعبد الفتاح خروشة (49 عاما) ومعتصم صباغ (22 عاما) وسادس مجهول الهوية. وأوضحت أن 26 آخرين أصيبوا برصاص الجنود الإسرائيليين بالمخيم جرى نقلهم إلى المستشفيات في جنين لتلقي العلاج اللازم، واصفة حالة 3 منهم بالخطيرة والبقية بالمتوسطة. من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان، إن قوات الجيش نفذت نشاطا عسكريا في مخيم جنين، فيما أفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن القوات تبادلت إطلاق النار مع مسلحين فلسطينيين وجرى تصفية عدد منهم. وأوضحت الإذاعة أن بين القتلى الفلسطينيين عبد الفتاح خروشة منفذ عملية إطلاق في بلدة حوارة جنوب نابلس قبل أيام أسفرت عن مقتل شخصين، مشيرة إلى أن تبادل إطلاق النار أدى لإصابة جنديين إسرائيليين أحدهما بجروح متوسطة والآخر طفيفة. بدوره، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية المنظمات الحقوقية الدولية "لإدانة هذه الجريمة، وتحميل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عنها، وعن جميع الجرائم المرتكبة، وعدم السماح للجناة بالإفلات من العقاب". وأكد اشتية في بيان صدر عنه "حق الشعب الفلسطيني في مواصلة نضاله لإنهاء الاحتلال ونيل حريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إن الحكومة الإسرائيلية لديها قرار واضح بفتح "حرب شاملة ضد الشعب الفلسطيني باستمرار المذابح والاستيطان وهدم البيوت وحرق القرى". واتهم الشيخ الذي يشغل أيضا عضوية اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في بيان تعقيبا على الأحداث في مخيم جنين، إسرائيل "بترحيل أزماتها الداخلية" إلى ساحة الضفة الغربية.
مشاركة :