منذ أشهر ازدادت مطالبات اللاجئين في قطاع غزة بتعيين مرشدين نفسيين جدد داخل مدارس الأونروا لقلة أعدادهم مقارنة بعدد الطلاب حيث يوجد مرشد نفسي واحد لكل ألف طالب. وشدد مختصون نفسيون على أهمية المتابعة النفسية للأطفال من خلال المرشدين النفسيين، في ظل ما تعرض له أطفال قطاع غزة من حروب وحصار وضغوط نفسية أثرت عليهم. ويقول توفيق الحوراني نائب مدير التعليم بالأونروا: “294 الف طالب مرو بالكثير من الأحداث التي أثّرت على الصحة النفسية لهم، ومن هذا المنطلق قام برنامج التربية والتعليم بالأونروا بالنظر في هذ الموضوع”. وأضاف الحوراني، في تصريح لقناة الغد: “قمنا بإحضار تمويل بتعيين مرشدين اثنين في كل مدرسة للمساعدة في الإرشاد النفسي للطلاب، ومعظم الطلاب شهدوا أكثر من صراع خلال السنوات الماضية مما أثّر بشكل كبير على وضعهم النفسي”. بدورة، قال أحمد ثابت مختص الصحة النفسية في تعليم الأونروا: “يمر الأطفال بالعديد من الصعوبات ومن الصدمات النفسية على المستوى الأكاديمي والسلوكي في ظل الواقع الصعب الذي يعيشه الأطفال بغزة بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية واستمرار الصراع”. وأضاف ثابت في تصريح لقناة الغد: “من هنا تنبع الحاجة إلى تقديم الخدمات النفسية للأطفال من أجل توفير مساحة آمنة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم داخل البيئة المدرسية التي من خلالها تساعد الأطفال على تطويرهم ونموهم وتكيفهم النفسي”. وتابع ثابت: “أنشطة الدعم النفسي موجودة داخل مدارس الأونروا وزاد الاحتياج إلى خدمات الصحة النفسية مما دفع الأونروا إلى تعيين عدد من المرشدين النفسيين لتقديم الأنشطة للأطفال ولاكتشاف الحالات الأكثر صعوبة التي يتعامل معها المرشدين داخل مدارس الأونروا”. جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي في عام 2022، خصص 2,6 مليون يورو لوكالة “أونروا”، وذلك لتقديم الدعم النفسي الاجتماعي الحيوي لأطفال المدارس. وأوضحت “أونروا” أنّ هؤلاء الأطفال تأثروا سلباً جرّاء تدهور الحالة الإنسانية في غزة وتكرار الحروب التي أسفرت عن مقتل العديد من الأطفال. ولفتت “أونروا”، إلى أنّ التمويل الإنساني الذي يقدّمه الاتحاد الأوروبي سيدعم برنامج “أونروا” للتعليم في حالات الطوارئ وتعزيز المرونة النفسية والاجتماعية للأطفال وآليات التكيف والرفاه العقلي. كما سيُوفّر هذا الدعم الفرصة لحوالي 300,000 من أطفال المدارس في قطاع غزة لتطوير معرفتهم ومهاراتهم في بيئة تعليمية ودية وآمنة وخلاقة يتم فيها حماية كل من الأطفال وموظفي التعليم، بحسب وكالة “أونروا”.