بيّن الشاعر غسان الخنيزي أن مبادرة عام الشعر العربي -التي أطلقتها وزارة الثقافة - تمثل ملتقىً إبداعياً مثالياً نحو خلق بيئة داعمة وحاضنة للطاقات الشعرية، كما أنها فرصة للارتقاء بالوعي والذائقة الخاصة بالإنتاج الشعري وتوسيع نطاقه.وقال: "للشعر مكانة عظيمة في مجتمعنا الذي لا زال يحتفظ بكثير من مظاهر الأدب الشفهي في لغتنا اليومية، وأساليب تفكيرنا، ونظرتنا الثقافية، وخطابنا المعرفي الذي ينهل من متن نصوصنا التراثية، وأزعم أن هذا ينطبق على كلٍ منا رغم الاختلافات التي نراها بين الاتجاهات الشعرية المتعددة التي يزخر بها المشهد الشعري السعودي".وأضاف: "في مخزوننا الشعري مواضيع كثيرة يمكن تناولها بطريقة تعكس روح اللحظة التي نحياها بكل حداثتها وتطلعها المستقبلي، وبما نشهده من تجسيد لرؤية المملكة 2030، خصوصاً مع مبادرات وزارة الثقافة التي تتسم بالانفتاح والتفاعل مع مختلف الفنون الكتابية والبصرية التي تمثل المحتوى المعرفي والثقافي الراهن، وهذا ما نراه على سبيل المثال لا الحصر في تجارب العديد من الفنانين التشكيليين والسينمائيين الذين يستلهمون أفكارهم من الأعمال الأدبية، والشعر على وجه التحديد".وأكد الخنيزي أن الشعر يعد أحد المكونات الرئيسة للساحة الثقافية السعودية منذ بداية النشر والطباعة، وقال: "إذا كانت الصحافة مرآة المجتمع، فقد ظلت لعقود من الزمن تُفرِد عبر صفحاتها وملاحقها الثقافية؛ مساحات واسعة للتجارب الشعرية الجديدة، وقد خلقت مكاناً رحباً للتفاعل بين الشعراء والنقاد والمتلقين، وكانت وجهاً مشرقاً من الوجوه الحضارية المتعددة للمملكة".يذكر بأن مجلس الوزراء وافق على تسمية عام 2023م بـ "عام الشعر العربي"، احتفاءً بالقيمة المحورية للشعر في الثقافة العربية على امتداد تاريخ العرب، وانطلاقاً من تأثير الجزيرة العربية التي كانت وما تزال موطناً للشعر والشعراء، ومصدراً لروائع أدبية ذات موقع راسخ في الحضارة الإنسانية.
مشاركة :