قال وزير الخارجية عادل الجبير إن تعليق مفاوضات جنيف بين المعارضة السورية والنظام يعود إلى عدم جدية النظام في التجاوب مع المبعوث الأممي وعدم التجاوب مع طلب إدخال مساعدات إنسانية إلى سورية وفك الحصار على المدن. وقال خلال المؤتمر الصحفي المشترك، الذي عقده أمس بمقر وزارة الخارجية مع نظيره فرانك فالتر شتاينماير، إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه والذي أدى إلى المباحثات في جنيف مبني على قرار مجلس الأمن 2254 والمطالب بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية وفك الحصار على المدنيين واستئناف العملية السياسية للبدء في المرحلة الانتقالية في سورية. وأضاف أن تصعيد العمليات العسكرية الروسية يهدف إلى تحسين وضع النظام السوري قبل وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن هناك وجهة نظر أخرى تقول إن التصعيد هدفه استفزاز المعارضة السورية لكي تتخلى عن المساعدات، وهذا الأمر لم يحدث. وتابع الجبير قائلا إن المبعوث الأممي وصل إلى قناعة بضرورة تجميد المفاوضات في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الليلة الماضية شهدت مباحثات بين الدول المعنية لاستئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن والنظر في كيفية وضع الأمور في مسارها من أجل الوصول إلى حل سلمى في سورية. وقال إن هناك بعض الأفكار التي طرحت وأنه سيكون اجتماع لمجموعة فيينا بميونيخ الأسبوع القادم للبحث في هذه الأمور كما أن هناك تواصلاً مستمرا مع المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا إضافة إلى الدول المعنية والأشقاء في المعارضة السورية. من جانبه قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن تصعيد العمل العسكري من قبل النظام دفع المبعوث الأممي لاقترح وقف المفاوضات لفترة حتى يتسنى استئنافها في وقت لاحقاً، مضيفاً "المرحلة الحالية صعبة، ولكن لا تخلو من بصيص الأمل". وتابع وزير الخارجية الألماني: "هناك اهتمام من جميع الأطراف للحفاظ على أسس فيينا والحفاظ على المفاوضات، وعلى هذا الأساس يمكن العودة إلى طاولة المفاوضات". فيما يتعلق بأسباب وقف المباحثات في جنيف، قال شتاينماير أن "هناك أسبابا مختلفة ومعقدة وفي الفترة التحضيرية للمباحثات لاحظنا وجود توقعات لدى وفد المعارضة حول انخفاض وتيرة الأعمال العسكرية، لكنها على العكس شهدت ارتفاعا ملحوظا، وجيش النظام السوري يتحمل مسؤولية ذلك". موضحاً :"سوف نتحدث مع الجانب الروسي خلال الأيام القادمة حول هذا الموضوع، وخصوصا فيما يتعلق بالجانب الإنساني، والذي لا بد من تحقيق تقدم فيه". وردا على سؤال حول موقف الحجاج الإيرانيين في ظل الوضع الحالي، قال عادل الجبير إن الوضع الحالي بين المملكة وإيران يعود إلى الخطوات التي اتخذتها إيران وسياستها على مدى أكثر من 35 سنة، وهي سياسات عدوانية.. وتابع "إذا غيرت إيران سياستها وأساليبها مع المملكة ودول المنطقة فيما يتعلق بالتدخل في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب ومحاولة إشعال الفتنة الطائفة فإن العلاقات ستتحسن". وأوضح الجبير أنه فيما يتعلق بالحج والحجاج الإيرانيين فإن سياسة المملكة لن تتغير، وأن كل مسلم مرحب به في مكة المكرمة والمدينة المنورة وكل مسلم له الحق أن يأتي ويزور بيت الله الحرام، مشدداً على أن المملكة ستسهل كل شيء ممكن من أجل وصول المعتمرين والحجاج إلى بيت الله الحرام وهذا يشمل الحجاج الإيرانيين، مؤكداً أن الأزمة السياسية بين المملكة وإيران لا علاقة لها على الإطلاق بالحج والمعتمرين. وردا على سؤال حول محاولة إلصاق داعش بالمملكة، قال الجبير مذاهب السنة معروفة ومذاهب الشيعة معروفة، ومحاولة ربط داعش بالإسلام أو السنة أمر خاطئ، الإسلام لا يبرر العنف والكراهية، وما يقوم به المجرمون لا علاقة له بالإسلام، فهو دين الوسطية والتسامح والمحبة والرحمة، ولا يبرر قتل الأبرياء ولا العنف ولا الكراهية".
مشاركة :