تقف إحدى النساء فوق منصة صغيرة تطفو في الفضاء فيما تقترب منها مجموعة من الوحوش المحاطة بالنيران وتحاصرها في ظل التهديد الناجم عن هذه الكائنات الذي ينسيها خوذة الواقع الافتراضي التي تضعها، هل ستجرؤ على صدها عبر توجيه لكمات لها؟ ترمي لعبة الواقع الافتراضي "فايت باك" التي ابتكرتها مخرجة تبدي اهتماما بمفهوم تمكين المرأة تزامنا مع يوم المرأة العالمي، إلى تعليم النساء كيفية التغلب على مخاوفهن وكل الموضوعات المحظورة المرتبطة بالعنف الجسدي. وفي اللعبة، يسمع صوت يطلق توجيهات للاعبات لأن اللعبة المخصصة لهن تهدف إلى تشجيعهن وتعليمهن حركات معينة، تتمثل في لكمات موجهة يمينا ويسارا لمهاجمة المخلوقات. وبحسب "الفرنسية"، ليس في اللعبة خسارة أو موت افتراضي للشخصية، بل نصائح إيجابية تعطى للاعبات. وفي نهاية اللعبة، تجسد شخصيات ذهبية مقاتلات من الماضي والحاضر يروين قصصهن، على غرار نساء إفريقيات مسنات يحترفن الكاراتيه وكن يمارسن فنون الدفاع القتالية. وتقول ماري بلونديو، وهي مساعدة تريكار، إن "الواقع الافتراضي يمكن أن يعزز الذاكرة العضلية، ما يؤدي إلى تجاوز الأوامر بعدم المقاومة جسديا"، مضيفة "نرغب في أن نجعل النساء يعرفن مزيدا عن الدفاع عن النفس، ويتعلمن كيف يرفضن". وتتابع إن اللعبة لا ترمي إلى "تخفيف التوتر بل إلى جعل النساء يشعرن بأنهن أقوياء". وتسعى تريكار إلى جعل اللعبة متاحة لدى جمعيات حماية المرأة، لإعادة توجيه النساء نحو مدارس فعلية لتعليم فنون الدفاع عن النفس. وتستهدف هذه اللعبة التي تتزايد صعوبة الهجمات فيها، المبتدئات أكثر من اللاعبات المتمرسات. وتستند إلى تقنية جديدة لاستشعار الأيادي تشبه في اللعبة القفازات الذهبية. ووفرت الممثلات أديل إنيل وكاميليا جوردانا وأيسا مايجا أصواتهن للعبة. وعلى هامش مهرجان البندقية السينمائي، أجهشت بعض النساء الـ150 اللواتي جربن اللعبة ووجهن لكمات في الأجواء بالبكاء تأثرا بأنهن نجحن في القتال وكونهن يتمتعن بالقوة في داخلهن. وتقول مصممات اللعبة إن بعض هؤلاء النساء كن يصرخن من الألم.
مشاركة :