أيا كانت درجة الحرارة، يقضي الأطفال في الدول الاسكندنافية يومهم في الجري في الغابة أو في بناء الأكواخ، حتى إن بعضهم يأخذ قيلولة في المساحات الخارجية، إذ في الأغلب ما تكون الأنشطة في الهواء الطلق العنصر الأساسي في التعليم المدرسي للصغار في شمال أوروبا. وتجلس أنييس مع أصدقائها البالغين نحو خمسة أعوام، فوق غطاء موضوع على أرض تغطيها الثلوج، فيما يقومون بصف عيدان من الخشب، في خطوة تساعدهم على أحد دروس الرياضيات. وتقول معلمتهم ليزا بيستروم "نستخدم قطعا من الخشب لنؤكد لهم إمكانية استخدام أي عنصر في الطبيعة لتعلم الرياضيات"، وفق ما ذكرت "الفرنسية". وفي مشهد غير مألوف، يقوم الأطفال بشذب أطراف قطع الخشب بسكاكين كبيرة، من دون أن يثير عملهم هذا أي قلق. وتضيف بيستروم "في المدرسة، كانوا سيجلسون إلى مقاعدهم مستخدمين ورقة وقلما، لكننا نعتقد أن بإمكانهم تلقي المعلومات هنا بطريقة ممتعة أكثر". وفي السويد كما في الدنمارك، ليست المدرسة إلزامية قبل سن السادسة، فيما يشيد الآباء بهذه الطريقة في التعليم ما قبل المدرسي ويبدون سعادة بأن أبناءهم يتعلمون كيفية فهم الطبيعة. ويقول أندرياس بيجادو، وهو أحد المتخصصين في رعاية الأطفال وله ابنة في الروضة، "بما أن التكنولوجيا تجتاح حاليا المجالات كلها تقريبا، أرى أن زيارة الصغار للطبيعة ليتعلموا كيفية التصرف فيها واحترامها، خطوة ضرورية". ويتناول الصغار يوميا الغداء حول النيران فيما يجلسون على مقاعد صغيرة، إلا أن الأمطار الغزيرة قد تجبرهم على العودة إلى المدرسة. وبعد الغداء، يأخذ الأطفال الذين هم دون الثانية قيلولة في المساحات الخارجية داخل أكياس نوم مثبتة تحت مظلة، حتى عندما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر. وتقول جوانا كارلسون مديرة مدرسة "أور & سكور" إن الأطفال يتعرضون للهواء النقي، فينامون لفترة طويلة ويحظون بنوعية نوم جيدة".
مشاركة :