الاربعاء, 08 مارس, 2023 - 11:05 مساءً [ تشييع جثمان الشهداء الفلسطينيين في جنين الأربعاء 8 مارس 2023 (العربي ) ] شيَّع آلاف المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، الأربعاء، جثامين 6 فلسطينيين استشهدوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين أمس الثلاثاء. وجرى تشييع الجثامين في مدينتي جنين ونابلس. وفي جنين، انطلق موكب تشييع جثامين محمد وائل غزاوي (26 عاما)، وطارق زياد مصطفى ناطور (27 عاما)، وزياد أمين الزرعيني (29 عاما)، ومعتصم ناصر صباغ (22 عاما)، ومحمد أحمد خلوف (22 عاما)، من أمام مستشفى “سليمان” الحكومي، وصولا إلى وسط المدينة، ومن ثم شُيع كل واحد منهم إلى منطقة سكنه. ووفق شهود عيان، رفع المشيعون أعلام فلسطين، مرددين هتافات منددة بـ”الانتهاكات” الإسرائيلية، فيما أطلق مسلحون النار في الهواء تعبيرا عن الغضب. وفي نابلس، انطلق موكب تشييع عبد الفتاح حسين خروشة (49 عاما)، من أمام مستشفى “رفيديا” الحكومي، وصولا إلى وسط المدينة، ومن ثم إلى مسقط رأسه في مخيم عسكر القديم شرقي المدينة. وكانت حركة حماس قد دعت جماهير الشعب الفلسطيني في محافظة نابلس للمشاركة في تشييع الشهيد القسامي خروشة. وبينت حماس أن مسيرة التشييع ستنطلق من أمام مستشفى رفيديا، بعد صلاة الظهر، مؤكدة على الحضور دعما لمسيرة الجهاد والمقاومة. والقسامي خروشة أسير محرر أمضى في سجون الاحتلال 9 سنوات، واستمر آخر اعتقال له لمدة (40) شهراً، تحرر منه بتاريخ 13/12/2022. وزفت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، “الشهيدين القساميين المجاهدين عبد الفتاح خروشة ومعتصم صباغ، وإخوانهما أبطال التصدي للعدوان على جنين”. وقامت عناصر من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح و”كتيبة بلاطة” بحمل جثمان الشهيد على الأكتاف ورددوا شعارات مشيدة به في مخيم عسكر. وأمام مسجد مخيم عسكر الكبير احتشد آلاف المشيعين ورفعوا رايات حركة حماس الخضراء فيما هتفوا: “يا أبو فارس يا نوارة دمك مش رح يروح خسارة”، “تحية من جبل النار لأبو فارس هالمغوار”. وذكر شهود عيان ومشاركون في التشييع أن أجهزة الأمن الفلسطينية أطلقت قنابل الغاز وقنابل الصوت على المشيعين في نابلس، حيث سقط جثمان الشهيد على الأرض. وأظهرت فيديوهات متنوعة محاصرة مجموعة من المشيعين فيما قامت سيارة جيب عسكرية تابعة لقوات الأمن الوطني باعتراض الشارع الذي كان للجنازة أن تمر منه. كما أظهرت الفيديوهات إطلاق قنابل من الغاز السام باتجاه مجموعات المشيعين. محافظة نابلس تعلق وأصدر مصدر مسؤول في محافظة نابلس توضيحا حول ما جرى في تشييع جثمان الشهيد عبد الفتاح خروشة، جاء فيه: “مساء أمس وعند وصول جثمان الشهيد عبد الفتاح خروشة إلى مسقط رأسه بعد استشهاده في جنين، تم استقبال موكب الشهيد وتسهيل حركته وتأمين وصوله إلى مستشفى رفيديا، وقامت ثلة من قوات الأمن بتأدية التحية العسكرية لموكب الشهيد. وتم إنجاز كل الإجراءات من أجل تشييع يليق بالشهيد.. حيث تم عقد لقاء مع عائلة الشهيد وفعاليات مخيم عسكر وتم الاتفاق على ترتيبات الجنازة والتشييع وخط سير الجنازة وذلك لقطع الطريق على دعاة الفتنة والتحريض، وسارت الأمور بشكل طبيعي كما هو متفق عليه”. وتابع: “وعند وصول الجنازة إلى شارع المنتزهات قامت مجموعة من المشاركين في التشييع بالاستيلاء على جثمان الشهيد وإخراجه من مركبة الإسعاف رغما عن عائلة الشهيد ووضعته على الأرض. وتحول الموقف إلى حالة من الخلاف وبدأ يتطور الموقف إلى مشكلة ما اضطر القوى الأمنية إلى التدخل بالقوة المحدودة لضبط الحالة وإعادة جثمان الشهيد إلى مركبة الإسعاف بناء على رغبة عائلته، وإبعاد هؤلاء الغرباء والمحرضين. وبعد ذلك استمرت الجنازة وتمت مرافقتها من القوى الأمنية حسب الاتفاق مع العائلة”. وقالت حركة “حماس” إن “الاعتداء على المشيّعين لجثمان الشهيد عبد الفتاح خروشة واعتقال عدد منهم، تجاوز لكل الخطوط الحُمر، بالوقوف ضد إرادة الشعب الفلسطيني وتطلعاته الوطنية، ونطالب بمحاسبة المتورطين والمسؤولين عن هذا العمل الجبان والمُدان، بما يضمن وقف سياسة القمع والتنكيل”. وفي سياق متصل علق وليد العوض، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، على ما جرى مع جثمان الشهيد معتبرا ما فعلته الأجهزة الأمنية في نابلس من قمع لجنازة منفذ عملية حوارة “الشهيد عبد الفتاح خروشة” مدانا وغير مقبول على الإطلاق يتطلب التحقيق الفوري. وأدانت حركة الجهاد الإسلامي بشدة اعتداء أجهزة الأمن الفلسطينية ووصفت السلوك بالمشين والخارج عن التقاليد الوطنية الأصيلة ويمثل انحطاطا أخلاقيا ووطنيا. وأعلن القيادي بحزب الشعب نصر أبو جيش استقالته من رئاسة لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس؛ احتجاجاً على “قمع الأجهزة الأمنية لجنازة خروشة”. وأعلنت القوى الوطنية والإسلامية في مختلف محافظات الضفة الغربية إضرابا شاملا الأربعاء، حدادا على أرواح “الشهداء”. وعَمَّ الإضراب كافة مناحي الحياة في الضفة الغربية، وقال عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” تيسير نصر الله، إن “الإضراب الشامل يعم كافة محافظات الضفة الغربية، في رسالة غضب فلسطينية على جرائم الاحتلال”. ولفت إلى أن العملية العسكرية في جنين “تخطت كل الخطوط (..) نتهم إسرائيل بالمضي قدما في حربها ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان”. والثلاثاء، دعت القوى والفصائل الفلسطينية إلى “إضراب شامل في كافة محافظات الوطن، حدادا على أرواح شهداء جنين، وتنديدا بجرائم الاحتلال. وعمّ الإضراب الشامل أرجاء محافظات رام الله وسلفيت والخليل وقلقيلية وطولكرم حدادا على أرواح شهداء مجزرة جنين، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، تنديدا بمجزرة الاحتلال في جنين. وكانت مدن الضفة الغربية وقراها ومخيماتها قد شهدت مسيرات حاشدة بناء على دعوة مجموعات “عرين الأسود” بعد ساعات منتصف الليل، حيث انطلقت مسيرات في عدة مدن ومناطق بالضفة المحتلة بينها رام الله، ونابلس، وقلقيلية، وبيتا، وطولكرم، والخليل. كما واندلعت اشتباكات مع قوات الاحتلال في نابلس، فجر اليوم، بعد ساعات من المجزرة في مخيم جنين والمسيرات التي انطلقت في عدة مناطق بالضفة المحتلة تلبية لنداء مجموعات “عرين الأسود”. وأعلنت مجموعات “عرين الأسود”، في تصريح صحافي، أن مقاوميها شاركوا في الاشتباكات مع قوات الاحتلال خلال اقتحامها المنطقة الشرقية من نابلس. وفي سياق متصل، قالت كتيبة طولكرم “الرد السريع” إن مقاتليها أطلقوا النار من “نقطة صفر” تجاه منازل المستوطنين في مستوطنة “بيت حيفر”، ضمن الرد على مجزرة مخيم جنين. والثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية “استشهاد 6 فلسطينيين” وإصابة 26 بجراح، بينهم 3 بحالة خطيرة، إثر اقتحام الجيش الإسرائيلي جنين. وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية حاصرت منزلا وسط مخيم جنين وسُمعت أصوات تبادل لإطلاق النار مع مسلحين ودوي انفجارات. ووقعت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي استخدم الأخير فيها الرصاص الحي والمعدني، وفق الشهود. واستهدفت قوات الاحتلال بصاروخ، على الأقل، أحد المنازل في مخيم جنين، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منه، كما نشرت عشرات القناصة على أسطح العمارات التجارية والسكنية في جنين ومخيمها. وبحسب شهادة الصحافي عصري فياض فإن قوات الاحتلال قصفت منزل المواطن إياد عزمي حسينية ومنزل نجله عزمي بما يقرب من 16 صاروخا، فيما تم إعدام أربعة شهداء بداخل المنزل. (وكالات)
مشاركة :