طالبت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك، إيران باحترام سيادة العراق ووقف كل الهجمات على الأراضي العراقية. وفي أعقاب لقاء مع نظيرها العراقي فؤاد حسين، في العاصمة العراقية بغداد، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر، إن "النظام الإيراني يُظْهِر بهجماته الصاروخية أنه لا يقمع شعبه فقط بشكل متهور ووحشي، بل إنه يعرض أيضا أرواحا بشرية والاستقرار في المنطقة برمتها للخطر، من أجل البقاء في السلطة". وأكدت بيربوك: "هذا غير مقبول تماما، وخطر على المنطقة برمتها" مشيرة إلى ميثاق الأمم المتحدة "الذي يحظر هذا تحديدا ويعول على احترام الجميع لسيادة الدولة الأخرى". من جانبه، قال حسين إن من غير المقبول إساءة استخدام الأراضي العراقية كمنصة لهجمات من دول مجاورة، مضيفا أنه لا يجوز انتهاك السيادة العراقية. كانت تصريحات كردية أفادت بأن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم نهاية الشهر الماضي، في هجوم تركي بطائرة مسيرة في شمال العراق. يذكر أن الميليشيات الموالية لإيران لها نفوذ كبير في العراق، وتطالب هذه الميليشيات بانسحاب القوات الأمريكية، وكثيرا ما حامت شبهات حول شن هذه الميليشيات هجمات على قواعد التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق. ويشن الحرس الثوري الإيراني بانتظام هجمات على أهداف في شمال العراق، وتتهم إيران المجموعات الكردية في الشمال العراقي، بدعم الاحتجاجات واسعة النطاق المناهضة للحكومة الإيرانية ونظام الحكم، وهي الاحتجاجات التي أعقبت مقتل الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني. وفي أعقاب ذلك، التقت بيربوك رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وتعتزم الوزيرة الألمانية السفر إلى إربيل، عاصمة الحكم الذاتي الكردي في شمال العراق. توقيفات خلفية عمليات التسميم أعلنت ايران أولى عمليات التوقيف، في إطار التحقيق بسلسلة حالات التسميم التي طالت مئات التلميذات، وأثارت غضباً عارماً في البلاد. وتأتي هذه التوقيفات فيما يطالب أولياء أمور التلميذات السلطات بالتحرك، بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على تسجيل أولى حالات التسمم. وقال ماجد مير أحمدي نائب وزير الداخلية للتلفزيون الرسمي "أوقف العديد من الأشخاص في خمس محافظات، بناء على التحقيقات التي تجريها أجهزة الاستخبارات". ولم يذكر تفاصيل عن هويتهم ولا عن ظروف توقيفهم، أو مدى تورطهم في هذه القضية. وفي وقت لاحق، أفاد بيان لوزارته بأن أجهزة الأمن والمخابرات، تمكّنت من "تحديد متورطين في هذه الحوادث في 6 محافظات، وهي خوزستان وأذربيجان الغربية، وفارس وكرمانشاه وخراسان والبرز، واعتقال عدد من الأشخاص". واوضح البيان، بحسب وكالة الانباء الايرانية (ارنا)، أن "ثلاثة منهم لديهم سجل قضائي سيئ، بما في ذلك التورط في أعمال الشغب الأخيرة"، وهو مصطلح تطلقه السلطات لوصف الاحتجاجات التي اندلعت بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، بعد أيام على اعتقالها. وقام أحدهم "بنقل المواد المهيجة إلى المدرسة بواسطة ابنته، حيث تم نشرها بين الطلاب" ثم قام بتصويرهم عبر الفيديو وإرسال المقاطع إلى "وسائل الإعلام من أجل استغلالها في سيناريو التهويل، وإثارة القلق في البلاد ولدى الوسط التعليمي، بما يؤدي إلى إغلاق المدارس"، على ما نقلت الوكالة عن الوزارة. وقد طالب المرشد الإيراني علي خامنئي، "بعقوبات" بحق الأشخاص الذين سيثبت تورطهم بسلسلة حوادث التسميم بالغاز. وقال خامنئي في أول تعليق له على القضية "يجب معاقبة مرتكبي هذه الجريمة"، و"لن يكون هناك عفو عن هؤلاء الناس". من جهته، أفاد محمد حسن أصفري، عضو لجنة التحقيق البرلمانية المكلّفة التحقيق في حالات التسميم، إنه في المجموع "تضررت أكثر من خمسة آلاف تلميذة" في "حوالي 230 مدرسة" في 25 محافظة من أصل 31 محافظة في البلاد منذ نهاية نوفمبر. مؤامرة يوماً بعد آخر، تتكرّر الظاهرة: تلميذات في مدارس الفتيات يتنشّقن روائح "غير معروفة" ثمّ تظهر عليهن عوارض مثل الغثيان وضيق التنفّس والدوخة. قالت تلميذة للتلفزيون "انتشرت رائحة فجأة وشعرت بإعياء وسقطت على الأرض". بينما زعمت وزارة الداخلية إلى أنه "لم يتم الكشف عن أي مادة خطرة لدى من تم فحصهم في المراكز الطبية". وأوضح أصفري أن "الاختبارات التي أجريت لتحديد" هذه المواد لم تسمح بتحديدها بدقة. بدوره، اتهم نائب وزير الداخلية ماجد مرحمدي، "مسببي حالات تسمم الفتيات" بالرغبة في "إغلاق المدارس" و"إلقاء اللوم على النظام" من أجل "إحياء أعمال الشغب الخامدة". ويشير مرحمدي بذلك إلى حركة الاحتجاج التي اندلعت في إيران منذ مقتل الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر، بعد أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد. من جهته، طالب الرئيس إبراهيم رئيسي، وزارتي الداخلية والاستخبارات بـ"إفشال مؤامرة العدو الهادفة الى بث الخوف واليأس بين السكان". كما أثارت هذه القضية القلق خارج إيران. ودعت الولايات المتحدة إلى إجراء "تحقيق مستقلّ ذو مصداقية". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار "إذا كانت عمليات التسميم هذه على صلة بالمشاركة في الاحتجاجات، عندها يكون التحقيق فيها من ضمن صلاحيات بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة، لتقصّي الحقائق في إيران". وفي الأسبوع الماضي، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إلى "تحقيق شفاف" تنشر استنتاجاته. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن "المعلومات التي تفيد عن تسميم تلميذات في إيران صادمة".
مشاركة :